بوادر النظام العالمي الجديد!
جبرايل مدوّر
في خضم الحرب الاوكرانية وانشغال الغرب بالعقوبات على روسيا، وصل الرئيس السوري بشار الأسد الى الامارات في زيارة مفاجئة.
من المؤكد أن هذه الزيارة لها دلالتها المعنوية قَبل السياسية، فالحصار الدولي المفروض بالعقوبات على حليف الأسد الأول فلاديمير بوتين لم تمنع الرئيس السوري من كسر عزلته المفروضة عليه منذ سنوات.
يعود الاسد الى الإطار العربي من باب الامارات، في حين يواصل الجيش الروسي، الذي ثبّت أقدام النظام السوري بعد أن كان مهددًا نجمه بالأفول، زحفه في الأراضي الاوكرانية. فهل تشكِّل زيارة الاسد الى الامارات بداية التحرك في إطار نظام عالمي جديد انبرت موسكو الى تثبيته برفضها الاحادية الدولية التي حاولت تطويق روسيا الاتحادية من باب أوكرانيا؟
وما يؤكد التقدم الروسي على هذا الصعيد خروج الصين عن صمتها وردّها على مطالبة الولايات المتحدة لها باتخاذ موقف من الحرب الروسية على أوكرانيا، بأنها لا تعتبر ما قامت به روسيا غزوًا لأوكرانيا، مبلغة واشنطن بأن سياسة فرض “العقوبات الفظيعة” التي ينتهجها الغرب والولايات المتحدة لن تكون هي الحل، معززة موقفها هذا بقولها إن مجلس الامن لم يقر هذه العقوبات. وأعلنت الصين أيضا أنه لا يجوز حشر الاتحاد الروسي في الزاوية.
في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “أن حياد أوكرانيا والضمانات الأمنية يجب صياغتها في إطار حضاري قانوني”. وهذا يعني بالتأكيد أن ما أعلنه لافروف أن العملية الروسية يجب أن تنتهي بإعلان حيادية أوكرانيا، قد بدأت ترجمته بصياغة وثيقة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ستنتهي الحرب لا محالة وقد يكون ذلك في وقت قريب بعد أن بدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يقول إن مقاطعة موسكو يجب أن تمتد الى ما بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، داعيًا الى عدم التطبيع معها بعد توقف القتال.
من الصعب أن يعود العالم الى زمن الحرب الباردة بعد انحسار الأيديولوجية السوفياتية، غير أنه من المؤكد أن العالم سيدخل زمن سياسة المحاور.
فالصين باتت تجاهر بموقفها على الرغم من تأكيدها حياديتها من الحرب الدائرة في أوكرانيا. دون أن ننسى أن بيكين بدأ يسيل لعابها على تايوان.