ما كان أغنانا…
خليل الخوري
هل كان لبنان واللبنانيون في حاجة إلى هذه الفعلة الوقحة والسمجة (… والخطرة جداً) التي نفذوها قصداً وعمداً، وبالجرم المشهود في مطلع الأسبوع الفائت، التي تمثّلت بالاعتداء السافر على المطران موسى الحاج، والتي كانوا يعلمون، سلفاً، أنها ستؤدي إلى تداعيات خطرة في هذا البلد المنكوب «الواقف – أصلًا – على شِوارِ» الأزمات والكوارث؟!.
هل كان ينقصنا المزيد؟ وهل ثمة زيادة لمستزيد، من السلبيات؟ و«هل غادر الشعراء من مُتَرَدَّمِ» الهدم في ما تبقّى من عناصر القوة والعافية، في هذا البلد، وفي طليعتها بكركي ومعها سائر المقامات الروحية؟!.
لسنا ندري أي عقل شيطاني خطّط لهذه الفعلة التي راكمت الأزمةَ أزماتٍ، وفتحت الباب أمام اعتراض كبير اختلط فيه حابل المنتفضين (بصدق واقتناع) بنابل الذين درجوا على استغلال الأزمات، ولو زادوا في الطين بِلّةً، وأصلاً هذا دأبهم، وفيه يجدون مصالحهم الآنية.
إلا أن هذا لا يلغي، على الإطلاق، حتمية استنكار وإدانة ما تفتقت عنه «عبقريّة» الذين أرادوا أن يوجهوا رسالة (مرفوضة جملة وتفصيلاً) إلى سيد بكركي، وعبره إلى جمهور عريض من اللبنانيين، من مختلف ألوان الطيف اللبناني.
ويكرر السؤال ذاته: مَن هو المستفيد من تلك الفعلة الشنيعة؟ وماذا جنى منها؟ وما كان مردودها على البلاد والعباد؟
وهل يمكن استبعاد نظرية التخطيط القذر والمجرم؟!.
وفي تقديرنا أن الوقت لم يفت بعد على اتخاذ تدابير سريعة من شأنها أن تصلح ما يمكن إصلاحه مما جرى التخطيط له في ليلة ظلماء.
كيف يكون ذلك؟ الجواب ببساطة: أن تتم لملمة الوقائع المخزية، بدءاً بالاعتذار الفوري من الكاردينال البطريرك بشارة الراعي، والاعتذار من نائبه العام في الأماكن المقدسة وفلسطين والأردن المطران موسى الحاج وإعادة ما صودر منه عسفاً وتجاوزاً، لاسيما الأمانات التي كان ينقلها وتسليمها إلى أصحابها… وإذا كان لا بد من تحكيم القانون فليكن ذلك وفق الأصول من خلال مرجعية المطران أي البطريرك الماروني…
وتبقى كلمة: هل أدرك اللاعبون أن الفعلة الشنيعة لم تؤدِّ أهدافها، والعكس صحيح، فقد انقلب السحر على الساحر؟!.