سجلوا عندكم

دَعيني لظلـّي 

Views: 322

نعيم علي ميّا 

 

 

على خَيْمَةٍ من هديلِ الحمامِ 

نصبْتُ سريري

فتحْتُ نوافذَ للحُلمِ سَكْرَى

يُدغْدِغُها ما تبقَّى من الفجرِ

يَصْحو على دَعْسةِ الضَّوءِ

يَخْتالُ الهويْنى

يَعجُّ بمن يسكبون النَّدى 

في كـؤوسِ الصَّباحْ 

** 

حملْتُ للقْياكِ شوقي 

وأعرفُ سيرَ الغمامِ

فسرْتُ ..

يُصاحِبني قمرٌ

يعبرُ الزُّرقةَ الحالمهْ

**

دَعيني ..

أُلامِسُ فَرْوَ اشتياقي

وأَخرجُ من نازفاتِ ارتحالي

تكسَّر حولي زماني 

وفرَّ مكاني 

فناديْتُ:

هيّا اكْتُبي لي قَصِيدي 

ليخضَرَّ هَذا القمرْ 

** 

أُحبُّكِ ..

كالنَّهر يمشي إلى ضفَّتيهِ

فلا تكْسِري قاربي 

فأنا لا أُجيدُ السّباحةَ

أو فنَّ العَوْمِ

لكنّي  – مُغْرماً – سَأَقودُ خُطاي 

إلى مُقْلتيْكِ

** 

دَعيني ..

أنضّدُ شوكي

تعوَّدْتُ وَخْزَ الرّحيل

وهذا الصَّهيلُ يشدُّ حَنيني إليكِ

هو البحرُ يَسْرِقُ صَحْوي

ويتركُني في لهيبِ التَّذكُّرِ

أَنقشُ فوقَ الصَّواري فؤادي

وقد خمَّشتْهُ طيورُ النَّوارس

تنْعيَ هباءَ الرَّحيلْ

**

دَعيني وحزني 

ولا تعْبري الصَّمْتَ إنّي 

سيهزمني صوتُكِ

فاكْتُبي لي نشيدي

وتاريخَ جُرْحي 

أَعيدي إليَّ زماني

ومربعَ شوقي وعِشْقي

ونَهْدةَ قلبي 

ومُدّي فراشي

فلا شيء يَمنعني 

أو يسدُّ طريقي 

إلى شفتيْكِ

** 

تعالي ..

فحين تغيبينَ 

يحرّقُني الشَّوقُ

أَنزفُ مثلَ سفينٍ يُخاصمُها النَّوءُ

يَطْرَحُها فوقَ شطّ المنافي

فأحضنُ نارَ اضطرابي 

وأَسْتدفئُ المغفرةْ

** 

دَعيني لجرحي يُطاردني

في شوارع جسْمي

وفي خاصراتِ الحنايا

يُحاصرني بضِيق المدى 

ويسلبني يقظتي

** 

دَعيني ..

أُمشّطُ هذا الغُبار

أُمَنّيهِ برحْلةِ صَيْفٍ

تَرودُ اخضرارَ الأماني

وتغفو على أبجديّاتِ “شَمْرا”

وترْحلُ في يانعات السَّنين

** 

شهدْتُ حريقَ اغترابي

انكسارَ مرايا انتظاري

وعَقَّ فؤادي

دِمَاءٌ تُطاردني

فالتجأتُ إلى نزيفي

ورحتُ أَمددُ ليلي

والمسافاتُ حُبْلى بأَوجاعها

فألوذُ بشعري

فيقطعني الشّعرُ نصفينِ:

نصْفاً إليكِ ..

ونِصْفاً إليكِ ..

** 

توهَّجْتُ شِعْراً 

فقلتُ قصيدةَ عِشْقٍ

تفوحُ بدمعتها 

وتعانقُ عمراً بلوْنِ الأَماسي

وتغفو على نهدتيكِ ورداً

يُدغْدِغُ قلبي

وينزعُ شوكَ الطَّريقِ الطَّويلْ

** 

دَعيني لظلّي 

يُعاتبُ ظلّي 

وفي الحلمِ مُتَّسَعٌ للأمَاني

هي ليلتي

تستحمُّ نداها 

ويونقُ فيها السَّهرْ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *