سجلوا عندكم

“بطرك الأزمنة أسطفان الدويهي علمًا وعملًا “… مسرحية لأنطوان فرنسيس

Views: 318

سليمان بختي

كتاب “بطرك الأزمنة أسطفان الدويهي” هو مسرحية في فصلين و27 مشهدا  وعنوان الكتاب مستوحى من كتاب صاحب الغبطة الراحل” تاريخ الأزمنة”.  تؤرخ المسرحية  بأسلوب عامي ولغة بسيطة سيرة حياة البطرك والمرحلة التاريخية والدينية والاجتماعية وفصول حياته في تدرّجه نحو  المراتب في تاريخ الكنيسة المارونية. وقائع  المسرحية مستمدة من دقة البحث التاريخي ودور الأحداث والشخصيات في حياة البطرك.

ويتميز النص المسرحي بالترابط والتسلسل والتصعيد الدرامي الذي يلتقي بالحوارات الغنية والزجليات التراثية والاغاني  ورقصة الحرير   ورقصة “عمر يا بطرك لبنان” .

يشير انطوان فرنسيس الى دور المدرسة المارونية في روما وفضلها في نهضة الموارنة الثقافية والعلمية، ومنها تخرج  عدد كبير من البطاركة واشهرهم البطريرك أسطفان الدويهي الذي التحق فيها عام 1641 ولم يتجاوز الحادية عشرة. ولما سأله الاب تروبلس بعد اربع سنوات على انتسابه عن اهم  درس تعلمه أجاب: “التقوى اللي خلتني افهم انو العلم مهما توسع بيبقى طريق تانوصل الى محبة الله”. 

الكاتب أنطوان فرنسيس

 

عام 1645 أصيب بالعمى وهو يقرأ  “انجيل الأعمى”  وبعدها يفتح عينيه مدهوشا من حضور العذراء.

عام 1655 يتخرج من المدرسة المارونية ويكتب مطالعة فلسفية عنوانها “الخلاصة الفلسفية” وتكريما له طبعت المدرسة المطالعة في كتاب لأهميتها.

عائدا  إلى لبنان وسيم كاهنا في دير مار سركيس في اهدن.

في آذار 1657 راح يعلم الاولاد في البلدة ومنها إلى رعاية مدينة حلب وهناك أسس  مدرسة الكتاب المارونية. 

غادر الاب الدويهي  حلب في 21 ايار 1668 متوجها إلى جبل لبنان  لمقابلة البطريرك جرجس البسبعلي  واستأذنه بزيارة الأراضي المقدسة.

عاد من رحلته إلى القدس ورفع الى درجة الأسقفية.

تولى ابرشية قبرص عام 1669.

انتخب بطريركا  في 20  أيار 1670 ولحظة إعلان انتخابه يرفض المطران أسطفان الدويهي ان يتولى سدة البطريركية. يقول:” عمري 39 سنة . غيري أحق مني. انا ما بستحق هالنعمي  بعد ماني جاهز انا صير بطرك.  انتخبوا غيري”.

اعترض مشايخ كسروان واعيانها  في منزل الشيخ ابو نوفل الخازن  في عجلتون على انتخابه.

وفي 1670 ووسط هذه الأجواء يرسل البطريرك الدويهي كتابا الى رومية بشأن تثبيته بطركا على  الموارنة قائلا:”يا يكون بطرك الكل والا ما لازم كون بطرك”.

في آب 1670 يتوجه البطريرك  الدويهي الى كسروان للاجتماع بمشايخها واعيانها. وفي نهاية الاجتماع يقول البطريرك :”انا خادم زغير عند كل واحد منكم  وانا راح بوس كل جبين مرفوع منكم”. يقترب ويقبل جبين الشيخ بو نوفل الخازن الذي يأخذ يد غبطته ويقبلها متأثرا ويضعها فوق رأسه ومثله يفعل سائر  الاعيان.

وفي صيف 1672 وبعد سنين على انتخابه ومن دون أن يحصل على درع التثبيت يقرر البطريرك ان يوجه رسالة إلى  روما. وكلما كان يضع الحبر  ويختم  الرسالة لا يعلّم الحبر على المكتوب. يقول:” العدرا  بدّا تضل الامور ماشيي متل ما هيي” .

في آب 1672 ارسل ملك فرنسا لويس الرابع عشر سفيرًا الى البطريرك في قنوبين  حاملا رسالة من جلالته وفيها تثبيته على رأس الكنيسة المارونية.

في صيف 1682 يقرر البطرير ك الانتقال من كسروان للسكن في الشوف بسبب خلاف مع المشايخ. 

زار الأمير احمد معن وضمن منه قرية مجدل المعوش وبنى ديرا ومدرسة.

وخلال حياته بنى البطريرك 32 كنيسة في مختلف المناطق اللبنانية. ويضعها فرنسيس في الزجلية.” عمر يا بطرك أسطفان/ عمر كنايس لبنان/ تاتشهد انك قديس/ خالد ع مر الازمان”.

في صيف 1685 يزوره أثناء عودته من الشوف وفدا من آل حمادي.

امضى البطريرك معظم وقته  في قنوبين هاربا من جور آل حمادي وعاش في مغارة معلقة في الشير تعرف اليوم باسم قطين البطرك. 

وبرغم تعهد والي طرابلس بعدم تعرض مشايخ بيت حمادي للبطريرك لم يتوقف تعسفهم .  وكانت الإهانة الأكبر على يد عيسى حمادي. وأثر ذلك يرسل إليه الأمير بشير الشهابي رسالة يقول فيها؛”يا حضرة اعز الاصدقاء والمحبين البطرك أسطفان المكرم بلغنا انو الشيخ عيسى نزل عندكم وصار فيه تنكيد في حقكم. والمراد تكونوا طيبين الخواطر من سائر الوجوه وتضلوا في مواضعكم ولا تقدموا قدام الا كل مليح ولا يخطر ببالكم الا كل الخير”.

 في أيار 1704 البطريرك ممددا على فراشه مغمض العينين يقول لشماسه؛”ما في شي بينفع دقت الساعة”. وفجر السبت 3 أيار ينتقل إلى جوار الرب.

ويختم انطوان فرنسيس كتابه بهذه اللقطة. تحت رسم البطريرك أسطفان الدويهي في روما دونت هذه العبارة منذ ثلاثة قرون:”ليس من مديح يوفي هذا الحبر حقه لانه يفوق كل ثناء. رقي الى الملك فكان أعلى من هذا المقام. اجتهد ليفوق اترابه ليس بالخدمة بل بالإصلاح والفضائل.  كتب تواريخ امته ووطنه وعاداتهم فاستحق كل مديح وثناء.  فلننتظر مناقبه ليس في الأجيال الحاضرة فحسب بل في العصور السالفة والاتية ايضا. سار سيرة رهبانية متفرغا للتعبد وخدمة الله كمن ليس له انشغال بذاته وبالله”.

وقال عنه كاتب سيرته المطران بطرس شبلي:”انه أعظم  ماروني علمًا وعملًا”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *