الآتي بفرح
د. جان توما
تكرّ الفصول سكرى بوريقاتها المزهرة، تُتَرغل بأجنحتها الشفّافة التي يحملها النسيم لتلاطف وجنتيك لتربطك بدرب الطبيعة، لكأنّ الأرض، تناديك، إن كنت على استعداد لتواكب حراكها الجميلِ بزِر َوردٍ أو قارورة طيب.
يحكي الغصن المورق قصة حياتك، ومسرى طفولتك، ويفاعتك، وكهولتك، يطلع من رحم شجرة ويمدّ يده في جرح مطارح العمر ليأمن، فيزهر ويلاقي الريح تصفيقًا في غناء عنادل، و تسابيح أجنحة الفراشات والهداهد. ابقَ على عفويتك وبراءتك كما تراب الأرض والجدول المتفجّر حياة.
يلملم الريح بقايا أوراق البراعم، يخبئها بين صفحات روايته، يطلع أبطالها من بين الأسطر، يسرقون أريجها ليحيوا. تخرج الوجوه من الكلمات المروية بدمع العيون، حيث تسرد حكايات الحضور في غياب أبطال السرد. راحوا منذ زمن، قبل أن تطلع الفصول، لتجدد الأصول، ولو طال الشخصيات زمن الأفول، ناظرة إلى الآتي الملوّن في وقوف موجع على الطلول.