أغنية “مُرّ بي” آخر ما لحنه محمد عبد الوهاب لفيروز

سليمان بختي

كانت قصيدة “مر بي ” 1967 آخر ما لحنه عبد الوهاب لفيروز وآخر تعاون فني بينهما.

الاغنية من كلمات الشاعر سعيد عقل وتوزيع الأخوين رحباني كما يصر علي تسميتهما عبد الوهاب رافضا مصطلح الإخوان.

وكان قد قدم عبد الوهاب لفيروز لحن “سهار بعد سهار” عام  1961 كلمات وتوزيع الأخوين رحباني . لحنها عبد الوهاب على مقام النهاوند وكان مع هدى في الكورال المرافق للاغنية وقت التسجيل.

كما غنت من ألحانه “سكن الليل” كلمات جبران  خليل جبران وغنتها في مهرجان الأرز 1967. علمًا ان فيروز غنت وجددت بصوتها وتوزيع الأخوين اغنيتين لعبد الوهاب هما “يا جارة الوادي” و”خايف اقول اللي ف قلبي”.

غنت فيروز “مُرَّ بي” للمرة الأولى في معرض دمشق الدولي عام 1967 وصدرت الاسطوانة في السنة عينها.

ماذا تقول الكلمات ؟

مُرَّ بي يا واعداً وعدا مثلما النسمةُ من بردى

تحمل العُمْرَ تُبدِّدُه آه ما أطيبه بَدَدا

رُبَّ أرضٍ من شذىً وندىً وجراحاتٍ بقلبي عِدى

سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجملُ التاريخِ كان غدا

واعدي لا كنتَ من غضبٍ أعرف الحب سنىً وهدى

الهوى لَحْظُ شآميةٍ رقّ حتّى قُلْتَهُ نَفَدا

هكذا السيف ألا انْغَمَدَتْ ضربةٌ والسيف ما انْغمدا

واعدي الشمسُ لنا كرةٌ إن يدٌ تتعبْ فَنادِ يدا

أنا حبّي دمعةٌ هَجَرَتْ إن تَعُدْ لِي أشعلتْ بردى

القصيدة من أرقّ وأجمل الاغاني في غزل دمشق. مع ان سعيد عقل انتقد اللحن في ما بعد واعتبره اقل من القصيدة. وهذا الرأي تبناه بعض النقاد الموسيقيين من جهة ان فيروز “توهبت “في هذا اللحن وغنت على طريقة محمد عبد الوهاب.

يروي محمد عبد الوهاب في برنامج “لقاء مع النجوم” مع ليلي رستم في تلفزيون لبنان والمشرق ان أقامته في لبنان بين أيار وايلول من العام 1967 أنتجت خمسة الحان  وهي : “طول ما  أملي معاي” و” سواعد من بلادي” و”سكن الليل” و”مُرّ بي” لفيروز، وكل ذلك بمعاونة الأخوين رحباني. كما أنه لحن لصباح اغنية “كرم الهوى”. عن انطباعه عن لبنان قال إن لبنان لديه “اربعة فصول في ساعتين اذا صعدنا من بيروت إلى برمانا وضهور الشوير  ويسكنتا”.

أثناء تلحين الاغنية سال عبد الوهاب سعيد عقل:

“ماذا تريد من الاغنية؟

فأجاب عقل:

“ان يأخذها صوت فيروز الى حيث يريد”.

وردّ عبد الوهاب:

“هذا تواضع منك استاذ سعيد. انا لا استطيع التلحين قبل ان أقبض على المعنى وهو الذي يأخذني الى اللحن والغناء”.