عبثًا أبحث عن شعاع أو رجاء
وفيق غريزي
أيامي السوداء لم يبق فيها شعاع
أعمارنا الغضة تذوي و”تبيد”
الشوق يضنينا والعمر ضاع
والحزن لم يبق لنا املا عتيد
أمنياتي دفنتها في ثرى الماضي
ما بقي في الروح غير الركام
تسرّبت الكآبة الى الأعماق
منذ فجر الحياة
غريبة نسائمها عن البشر
امضيت عمري وحيدا
اجتر الخيبات صبحا ومساء
ارثي بلوى الاشقياء
حول جنائز البؤساء
اينما اتجهت تطاردني احزان المساء
واشباح الفناء
عبثا ابحث عن شعاع أو رجاء .
***
عندما فقدت ماضيَّ
دفنت الطبيعة العذراء
وأتراب الطفولة وحبي الأثير
نسيت الوجوه والأسماء
من يعيد لي وجه أمسي؟
وجوه غيبها الموت،
اطيافها ما زالت تسكن حواسي
زمني المغدور لم يترك لي
سوى الكآبة، والأحزان، والصمت…
إذا وقع الإنسان في حبائل الشيطان
ارتكب المعاصي والثام
تكرس في سلوكه الخِسة والدناءة
والبهتان .
رحلت ابحث عن الحقيقة
افنيت جزءا من ذواتي
ومن حياتي…
***
نجوب تضاريس البلاد
يعبث السراب منا
تناولنا وهدة من الوهاد
حطام الدنيا ليس يعنيني
لا املك وعيا بشريا
بل املك حدسا علويا
ارثي الاحياء والأموات
كل من يحيا في الدنيا
اسم في سجل الموت
متى تقفل اقبية القهر الجماعي
ويخبو زهو طغاة العصر
لأننا نحيا وراء اسوار الفكر .
***
افتحوا الأبواب للفارس الآتي للإنقاذ
صافي الشعور
يجيء إلينا عابرا خصب الدهور
ثائرا ضد الطغاة كأنواء البحور
لمن اشكوا عذابي؟
لمن اكتب الاشعار؟
كل من حولي قطعان عبيد
واجداث ضحايا
ماذا تخبئ لنا الحياة؟
من يكشف لنا الاسرار؟
لماذا جئنا؟
إلى اين نمضي؟
تتقاذفنا العواصف والرياح
تقذفنا الى هوة ليس لها قرار
تميت فينا اليقين
نلجأ الى الله فهو المعين .
***
جلت بين الناس لم ار
إلا وجوها كالحة
تختبىء وراء الأقنعة
الفقراء يموتون جوعا .. وبوًسا
بلا أكفان
الناس امواتا وهم احياء
ارفض العيش في حظائر العبيد
الجزء الابدي في الروح
والحلم العلوي في القلب
هما جوهر الذات الكلية
حلمت بامرأة أثرت ان تبقى طي
الكتمان
أعانقها روحا خفية
ترحل معي الى عالم لا متناه
ضياء .. ونقاء .
***
طريق الالوهة هضاب غموض
ودروب ظلال
وبيد تطلب ما لا ينال
انهار اسئلة وجبال محال
يرسو الليل طويلا
وينسى الهلال الظهور
الماضي المقدس ماتت أغانيه
في الافئدة الوحيدة
الشاعر يتهاوى بعيدا
وراء اماسيً عنيدة
كيف ضاع اليقين يا صديقي ؟
وانفجر مكرا وظنونا
***
احببت في الليل ظلامه
سبحت في بحر هدوئه
تحول إلى وحش مخيف
يتربص لافتراسي
نجوم الارض والأشجار
وكواكب السماء والاقمار
اشباح تعزف الحاناً في جنازتي
اراك جامدا دون حراك
متعبا .. حايرا .. توشك ان تنهار
عدت بخفة ظلماء
تزحف من اغوار الماضي
نجمة الصبح بلا اجفان . ….