سجلوا عندكم

شجرة وتاريخ

Views: 82

د. جان توما

هل يشبه دفتر كتابة التاريخ أغصان الشّجر؟ تورق أحداثه، وتيبس، وتتساقط وتتجدّد ؟ ما هذا التاريخ الذي يشبه شجرة، تتفيأ ظلّها وتنعم بغفوة هانئة، وتبعد عنها كلّما هبّت عاصفة، أو نزل برق، وساد رعد، كي تبقى سليمًا معافى؟

من يتحمّل خيرات الشجرة أو استقطابها لعوامل الطبيعة يوم تنفجر؟ أهو الذي زرعها؟ أم الذي استفاد من حصادها، أو ثمارها، ولم يصنها بعدما قطف خيراتها وأهملها؟

يروح ظلّ التاريخ، كما فيء الشّجرة، نعمة لاتقاء حرّ الشّمس، وليستكمل راعي الناي مشهديّة الرعاية الآمنة لقطيعه في المراعي المكتنزة الواعدة قبل انطلاق صراع الرياح والسنديانة كما في كتب القراءة، وكما في طوفان الأنهار، وتخلّع الجلول، وتدمير الدروب.

كما الشجرة كذلك التاريخ، تمتدّ شروشهما من ماضٍ إلى حاضرٍ فمستقبل. اقرأ جيدًا ما يقوله جذع شجرة لتفهم معنى القول: أجمل التاريخ كان… غدًا.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *