غيومٌ وهمومٌ

Views: 403

د. جان توما

 

كما داخلي؛  تتأرجَحُ  سماءُ البلدِ بين غيومٍ وهمومٍ في وطنٍ لا  يَعْرفُ استقرارًا ولا هدأةَ بال. تَعِبْنَا كما تتعبُ السماءُ من جنونِ العواصفِ، وتجمّعاتِ الرياحِ،وعتماتِ الفصولِ الصعبةِ.

كأنَّكَ في غربةٍ. تشتدُّ ظلمةُ الظلاماتِ، ولا يأتي النورُ إلّا كعابرٍ، ولا تشمُّ رائحةَ الأرضِ بعد أوّلِ شتوة إلّا بعدَ شدّةٍ ويَباب، ولا تقع على بقايا حبِّكِ العتيقِ إلّا بعد ابتسامةِ براعمِ الياسمين. كأنَّكَ في غربةٍ؛ والأغربُ كأنّكَ إلى الوطن، الذي تحبّ، الأقربْ.

تبدو أيامُكَ الآتية، كما الماضية، ملأى بالمفاجآت. تعودُ طفلًا كالسماء، لوحًا صافيا، ترسمُ عليه طباشيرُ الفصولِ ألوانَها، تخرطشُ أحلامَها، تحكي حكاياتِها بالألوان، فيما ريشةُ قلمِكَ تسرقُ الحبرّ من محبرةِ خيالِكِ، فلا السّدادة تَغْلُقُ جرّةَ الأحلامِ، ولا القلم يدخلُ لينام.

كما تخترقُ ألوانُ الرسامِ قماشَ اللوحة، فيخربط ُالعالمُ الطالعُ من روحِهِ، كذلك تخترقُ كلماتُ الكاتبِ غياهبَ الوجعِ الطالعِ من جرحِهِ المفتوح، فيفقدُ العالمُ توازنَه، وبين العَالَمَين، المخربَط والمتأرجِح، يرسمُ الرسامُ والكاتبُ العالمَ الجديدَ الطالعَ من حُشاشةِ القلبِ، وأوردةِ العينِ، ونبضِ النَفَس، ومن آهةِ السؤالِ الذي لا يَلقَى جوابًا،

***

(*) اللوحة للفنان محمد عزيزة

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *