كلمة العميد د. جان داود في تكريم خرّيجي الجامعة اللبنانية معهد الفنون دورة خرّيجي العام 1978

Views: 222

بحضور رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، وعميد معهد الفنون الدكتور جان داود، ونقيب المهندسين خالد شهاب، نقيب المهندسين في طرابلس  ماريوس بعيني، ورئيس رابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانية، ومدراء فروع معهد الفنون، وأعضاء الهيئة الإدارية لخرّيجي معهد الفنون، وممثلي الأساتذة، ورؤساء الأقسام، وأعضاء هيئات الأقسام، وأساتذة من المعهد، كرّمت رابطة خرّيجي معهد الفنون دورة خرّيجي العام 1978 حيث قدّم رئيس الجامعة الدكتور دروعاً تذكارية للمكرّمين تقديراً لعطاءاتهم.
هنا كلمة عميد معهد الفنون الدكتور جانداود في المناسبة:
 
معالي رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، عندما تكرّم الرابطة خرّيجيها فهي تكرّم رئيسها وإدارتها وأساتذتها. إنّها تكرّم المشروع التربوي الذي تسهرون عليه حتى المواطنة.
ثمارُ المعهد خرّيجوه. غاية  المعهد خرّيجه. صورة  المعهد خرّيجه.
عمارة ً، مسرحاً، لوحة  وتشكيلاً، تزييناً، مشهداً، فيلماً، إعلاناً وتواصلاً، خرّيج المعهد هو الغاية. هو الغاية لأنّه صانع الوطن. هو الغاية لأنه الثورةُ البيضاء مبدعاً، هو الغاية لأنّ به النهوض بالذات والآخر. هو الغاية لأنّه تفوّق الذات على ذاتها عِلماً، إبداعاً، قيَماً جماليّة، مناقبيّة، استشرافاً لمستقبل وصنعاً له.
الخرّيج هو الغاية. ونريد خرّيجينا باستمرار متميّزين، نريدهم إرادة، نريدهم مسكونين بهاجس الإبداع والتفوّق وبروح الفنّان الباحث. من هُنا أهمّية عملنا اليوم وسهرنا على المعهد بعناية وجـِـدّ لإخراجه من كبوة المناهج، ولتطوير نظامه التربوي.
نعم ، يتفوّق خرّيجونا وطلابنا ويفوزون بالجوائز وآخرها جائزة الجادرجي للعمارة: فازت بالمركز الأول الخرّيجة جوستين عيد حرب من معهد الفنون الجميلة الفرع الثاني، وفاز بالمركز الثاني الخرّيج علي مصطفى شاهين من الفرع الأول. (أُذكِّر للمنافسة القادمة بأنّه ما زال هناك جائزة ثالثة – المركز الثالث – نريدها أيضاً بالإضافة إلى المركزين الأول والثاني).
الجوائز التي حصدها طلابنا في فنون الإعلان والتواصل البصري أو الفنون التشكيليّة بالعشرات، ومنها جوائز دوليّة (كوريا الجنوبيّة)، ومنها المحليّة. أكثر من مرّة انتزع خرّيجو اختصاص المسرح كما السينما جوائز مهرجانات الأفلام القصيرة وآخرها لهذا العام جائزة مهرجان الفيلم الأوروبي (فاز بها فادي قازان من الفرع الثاني). انتزع طلاب المسرح والسينما جوائزهم في أكثر من مهرجان وهُم طلاب إجازة ينافسون طلاباً في الماستر من جامعات أُخرى محلّية وعالمية. أكثرمن أستاذ في المعهد حصد جوائز عربيّة ودوليّة ومنهم بهيج حجيج وجوليا قصار وغيرهما، وهُم من خريجي قسم المسرح في المعهد أيضا قبل أن يكونوا أساتذة فيه.
الجوائز ليست بهدف ولكنّها علامة ومناسبة للثناء على جهود الأساتذة الذين يقفون خلف هذه الإنجازات. وهنا مناسبة للكلام على أهمّية مباريات الدخول والسّهر عليها وتطوير آلياتها شكلاً ومضموناً، وهي أيضاً مناسبة للثناء على جهود من يسهر على إجراء مباريات الدخول بشفافية ومسؤوليّة حيث ننتهي إلى اختيار النخبة من تلامذة الوطن. اختيارنا للنخبة يضعنا أمام مسؤولية مضاعفة وأمام رهان تربوي حقيقيّ وتحدٍّ: أن تستمرّ النخبة نخبة وألا تقتصر النخبة على بعض المتفوّقين. من هُنا ضرورة أن ننتهي بفلسفتنا ومساراتنا وعملانيتنا إلى تربية إبداعية، تربية لمبدعين أحرار. وهذا يفرض علينا انتصاراً على الذات في كل مرّة: انتصاراً على الأنانية، انتصاراً على الإحباط، انتصاراً على التشاوف، انتصاراً على من يجرّ المعهد إلى مصالح ضيّقة،  وسعياً إلى أن يكون كلّ طالب متفوّقاً  ومبدعاً، متفوّقاً على ذاته باستمرار، ومنتمٍ إلى المشروع الإنساني البَنّاء.
نجاحاتنا تدعونا إلى مزيد من التواضع، إلى مزيد من الجهود. أمامنا الكثير من العمل، أعرف ذلك، وأدركت ذلك باستمرار.
ونجاحاتنا حافز جديد على مزيد من الاهتمام ببيتنا الداخلي. لذا وضعتُ في أولويّة اهتماماتي إعادة ترتيب البيت الداخلي : على مستوى الأساتذة بشكل رئيس. أهتمّ للمناهج وتطويرها  بدون شك، وأتابعها بشكل حثيث مع زملاء أعتزّ بهم. ولكنْ، كانت ما كانت المناهج تبقى العبرة في  التطبيق وفي كفاءة المربّي ومنهجيّته ومنهجه وأسلوبه ومهاراته. وتطوير هذه المهارات هو عمل مستمر. من هُنا دورنا في العمادة في تأمين الفرص لهذا التطوير أو التكوين المستمرّ بشراكة بين المؤسّسة والأستاذ نفسه.
 
و هُنا دور أساسي لنا كخرّيحين (وأكثر الأساتذة بمن فيهم العميد والمديرين وأكثر رؤساء الأقسام في المعهد اليوم من الخرّيجين) في مهمّة أساسيّة: كيف نحمي مستقبل المعهد ونتعاون لنأتي بفَعَلة ماهرين تربويّين أكاديميّين ومبدعين في آن. كيف نأتي إلى إدارة المعهد وعمادته بأهل الاختصاص فيه. إنّ معهد الفنون الجميلة أيام نقولا النمار وسناء عبد الصمد ونظامٍ تقرّرت تسميته بنظام قديم، معهدٌ آخر على مستوى التخطّيط، وعلى مستوى الحياة الأكاديمية، وعلى مستوى خرّيجين ملأوا الدنيا نجاحات ويسيرون بحقّ مرفوعي الرأس. هذه التحية للعميدين لا تعني انتقاصاً من جهود مُلفتة بذلها عمداء آخرون ممّن أتوا من خارج اختصاصات المعهد الأساسيّة، فنقدّر مثلاً الجهود المبذولة من العميد هاشم الأيوبي (وهو ابن الفنون كشاعر) الذي قام بإنجازات على مستوى المناهج. بات في المعهد برامج تخصّص عليا: الترميم (مع مديرته الناشطة الأكاديميّة الدكتورة راوية المجذوب)، التنظيم المديني (مع الدكتور مصباح رجب)، والسينوغرافيا (مع الدكتور على المسمار وبالتالي مع الدكتور وليد دكروب)، وتصميم المشهد (مع الدكتورة كريستيان صفير)، ناهيك عن ماستر بحثي في العمارة يسمح بالتوجّه لمتابعة الدكتوراه تُعنى به بمتابعة حثيثة وفاعلة الدكتورة ندى شباط، وماستر بحثي في اختصاص الفن وعلوم الفن (أُعنى به بنفسي إلى جانب اهتمامي بالعمادة). ولا بدّ لي هنا من لفتٍ إلى أنّ الدكتوراه، ليست ترفاً ولا بحثاً عن لقب أو عن جواز سفر إلى التعليم العالي. إنها مسار بحثي تكويني على مستوى الشخصية الأكاديمية. إنها ضرورة على مستوى البحث وتطوير البحث. الإبداع مرهون بالبحث، والتربية كذلك، لهذا كان الماستر البحثي في الفن وعلوم الفن.
أن نحمي المعهد يعني أن ننجح في إبعاده عن سياسة المصالح فنحتكم إلى سياسة واحدة: المصلحة العليا للخرّيجين، فنأتي بقيّمين عليه ليس فقط من أهل الاختصاص إنّما من أهل الكفاءة وعلى أساس المفاضلة بين الملفّات. إنْ على مستوى العمادة أو على مستوى تعيين أو تكليف مدراء، ونحن على أبواب دورة جديدة لتكليف أو تعيين مدراء جدد نريدهم مُجدّدين. وأصحاب مشروع تربويّ… التحدّي أمامهم كبير لأن بين المدراء الحاليين والسابقين من رفع سقف الأداء وهنا لا بدّ لي من تحيّة لمديري الفروع (مي كرامة ، أكرم قانصوه، أنطوان شربل، علي العلي) لتعاونهم ومتابعاتهم ولا بدّ من لفت تهنئة خاصة لمدير الفرع الثالث الأستاذ علي العلي لما بذله لتحقيق الانتقال بالمعهد من فوّهة الأحداث في القبّة إلى فضاء ومناخ تنفّس معه الأساتذة والطلاب والحياة الأكاديمية هواء نظيفاً.
أنْ نحمي المعهد يعني أن نُعنى بالأساتذة والكفاءآت منهم فنحتفظ ببعضهم ممّن بلغوا سن التقاعد للضرورة الأكاديميّة وليكونوا خميرة للأساتذة الشباب يتداولون الهمّ المعرفي والخبرة. من هذا المنطلق وإفساحاً في المجال أمام الأساتذة الشباب لتعزيز تحصيل علمي عالٍ، عملنا على فتح سنة تخصّصية عليا تتيح لهم حيازة ماستر في الفن وعلوم الفن بما يعزّز علاقتهم بالبحث العلمي، ويفتح الأفق البحثية ويسمح لهم بمتابعة الدكتوراه. وقد تسجّل أكثر من عشرين أستاذاً لمتابعة هذا الماستر ممّا يعكس اهتماماً علمياً نعوّل عليه لدى الأساتذة الشباب.
كما أنّنا نعدّ لفتح ماستر متخصّص في النقد الفنّي من منطلق حاجة الوطن إلى ناقد ومنشّط وخبير في الفنون (وهذا الماستر سيكون مفتوحاً لكل اختصاصات المعهد: المسرح، السينما، الفنون الإعلانية والتواصل البصري، الفنون التشكيلية، الهندسة الداخلية والعمارة). فنحن بحاجة إلى ناقدٍ وعين ساهرة متخصّصة ترفع الصوت حيث يجب وتصحِّح حيث يجب، وتكرّس حضورنا وتراثنا ورؤانا ودورنا على الساحة العالميّة.
أعددت لصيف نبذر فيه لنحصد أعواماً مثمرة : فلدينا هذا الصيف مجموعة من الورش للأساتذة تتوخى:
تقييم تجربة المناهج، وتطويرها (حيث تبيّن أنّ هناك حاجة ماسّة إلى إعادة نظر خاصّة في اختصاصي السينما والمسرححيث كانت الدراسة في أيام تخرَّج فيها الزملاء المكرّمون الليلة (نجاة طويل، شربل طياح، جورج دياب) لمدة أربع سنوات، يُتابع فيها الطالب ما يفوق التسعماية ساعة من التدريب على التمثيل فقط في حين، باتت الدراسة اليوم ثلاث سنوات منها سنة جذع مشترك (يتابع فيه الطالب أربع ساعات تمثيل في الأسبوع) ويتابع الطالب فقط أربعماية وخمسون ساعة في مجمل سنوات تخصصه أي نصف عدد ساعات الدراسة في المنهج القديم).
نتوخى من ورشة صيف 2014:

  1. وضع خطط عمل تربوية تتّسم مع رؤية وفلسفة النظام الجديد،
  2. إنجاز كامل لتوصيف المواد،
  3. الانخراط في ورش علميّة حول أسس التقييم ووضع أسئلة الامتحانات في نظام تربوي يُخرِج من التلقينية،
  4. وضع دينامية جديدة لإدارة الصف، ولمتابعة تدريب  الطلاب (ستاج) وفق أُسس ومنهجية عمل جديدة……
  5.  تطوير النظام الداخلي للمعهد،
  6. وضع معايير علمية لتقييم الممارسة المهنية،
  7. تفعيل البحث العلمي في المعهد،

…..
ناهيك عن تركيز خاص على تطوير علاقة المعهد بالمجتمع المدني وهيئاته. وهذه مسألة تحتاج إلى تضافرنا : المعهد والخرّيجون، ومعنا في هذا الصدد الدعم الكامل من رئيس الجامعة. (كما أنّني قد أجريت سلسلة اتصالات لمجموعة مشاريع تعاون مع مؤسسات كبرى في مختلف اختصاصات المعهد).
لقد أنجزت وأستمر في العمل على لقاءات أكاديمية تفاعلية بين الأساتذة من مختلف الفروع لوضع ومناقشة خطط عمل والتداول بينهم في الشأن الأكاديمي.
كما أنجزنا ثبتاً مرجعياً بأساتذة المعهد واختصاص كل منهم بما يسهل للطالب مهمة اختيار أستاذه المشرف أو الأستاذ الذي سيتوجه إليه في استشارات معيّنة.
وبدأنا العمل  على إنجاز “ويب سايت” يسمح بحضور للمعهد يلبي علاقة الخارج والداخل به، وقد بات المشروع بحكم المسوّدة المكتملة.
وأتمنّى بشكل رئيس لمشروع عنوانه: “كل أستاذ باحث” توخّياً في خطة عملي لإنجاز المشروع الغاية “كلّ طالب باحث” بما ينسجم مع فلسفة الأنظمة التربويّة الحديثة”. وفي هذا الإطار بدأتُ سلسلة لقاءات ومحاضرات وورش عمل مع الأساتذة تحت عنوان “أسس تقييم البحث العلمي”، وأقمنا بالتالي عقوداً لسلسلة من المحاضرات والندوات مع اختصاصيّين وأعلام متميّزين، كما وضعنا بين أيدي الأساتذة أُسساً وملفّات لإقامة بحوث علمية مدعومة أو مموّلة من الجامعة، وأنجزنا خلال الأشهر الثلاث المنصرمة ما يسمح للأساتذة بالتواصل العلمي مع المكتبات الإلكترونية الدولية (حيث بات في تصرف الاستاذ وبدون أية تكلفة مئات آلاف الكتب في شتى الاختصاصات العلمية والفنية والأدبية (الجامعة اللبنانية تسدد اشتراكات سنوية بهذا الشأن)).
في إطار تعزيز التواصل التربوي على مستوياته المختلفة، بدأنا سلسلة لقاءات مع الطلاب من الاختصاصات المختلفة (مسرح وسينما وتلفزيون، عمارة،…)؛ بالإضافة الى سلسلة لقاءات مع هيئات الأقسام في الفروع الأربعة للمعهد، تناولت القانون 66، ودورالأقسام وهيئة القسم ورئيس القسم، وتعزيز روح البحث، وفلسفة النظام التربوي الجديد، وديناميّة الصف الملائمة، والمقاربة التربوية عامّة، وأسس التقييم التربوي، والتكامل بين المواد المختلفة، والتنسيق التربوي الأفقي والعمودي في الاختصاص، والتكامل بين الأساتذة والإدارة، والتنسيق لجهة المشاريع وتعزيز روح التعلّم الذاتي وتأمين مناخ تربوي ملائم لعملية تربوية ناضجة تؤسس لفكرة الطالب الباحث… وهذه اللقاءات حملت تباشير واعدة، وأعادت روح الثقة بين الطالب والمؤسسة بأساتذتها، إدارتها وعميدها…
 
مسألة أخيرة: لفتني خلال حياتي الجامعية كأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية التربية ومعهد الفنون الجميلة، ورئاسة قسم المسرح والسينما لعشر سنوات، وخلال عملي كرئيس لمركز الامتحانات في معهد الفنون الجميلة، نوع من العلاقة بين الطالب والجامعة، وبين الطالب والمعهد، وأحياناً بين بعض الأساتذة والمعهد، كما بين بعض الموظفين والمعهد. إنّ العلاقة مع المؤسّسة في كثير من الحالات علاقة نفعيّة، فكان في خطتي وعملي، ومن أجل الخرّيج والطالب والجامعة ومن أجل صورة المعهد والجامعة، عنوان أساسي: العمل على التأسيس لروح الانتماء إلى المعهد وتعزيزه، وبالتالي الانتماء إلى مشروع حضاري نجعل المعهد جزءاً منه. من هنا بدأت سلسلة لقاءات بالطلاب والأساتذة ومن هُنا كان طلبنا إلى المدراء إنجاح خطة ساهمت فيها الإدارة وممثلو الأساتذة وبعض الأساتذة، فكانت ويجب أن تستمر سلسلة نشاطات رياضية (كان أحدها تحت عنوان “الرياضة ضد التدخين”)، ومحاضرات، ولقاءات تفاعلية فنية بين طلاب الفروع: “يوم مسرحي بين الفنون” حيث ذهبنا مع طلاب الفرعين الأول والثاني في اختصاص المسرح وأقمنا باستضافة مدير الفرع الثالث في راسمسقا الكورة، يوماً مسرحياً التقى فيه طلاب الاختصاص من الفرعين، وحملوا إلى الفرع لثالث ابتسامة ونشاطاً وتفاعلاً مع المسرح ونقاشاً. وهذا اليوم سيكون له مثيله في الفرع الرابع في الخريف المقبل.
إنّ الاهتمام لم ولن يقتصر على ورش البناء الأكاديمية، فقد بادرنا إلى مشروع فضاءات جديدة للمعهد على مستوى الأبنية وسنعلن عن ذلك فور توقيع اتفاقات بشأنه. كما أنني قد باشرت اتصالات مع أكثرمن مؤسسة إعلامية لتكون استوديوهات تلك المؤسسات مختبرات تدريب لطلابنا في اختصاصات المسرح والسينما والتلفزيون. وأفضّل بالنسبة لمجموعة مشاريع أن أبقى في نمطي أنجز ثمّ أعلن.
يبقى هَمّ أساسي وعنوان لعملي: معهد الفنون الجميلة قلب نابض للمجتمع المدني، وحال إبداع من أجل وطنٍ للجميل، وطنٍ للحياة. الحياة بدون تلك اللمسة التي نحملها أو التي نضعها في الفنون وبالفنون رتيبة ومملّة. الميثاق الوطني يبدأ بفلسفة الجميل، ومعهد الفنون الجميلة مدعوّ إلى النجاح حيث تعثـّر من تعثـّر..
إنّ ما نقوم به على مستوى البيت الداخلي، يحتاج بالمقابل لتأمين مناخ نفسي للأساتذة المتعاقدين يشعرون معه بالأمن الاجتماعي، وهذا واجب الدولة تجاههم. فالجامعة اللبنانيّة بحاجة إلى أساتذة متفرّغين. ليس فقط لأنّ القوانين تقول بضرورة أن يكون أكثر من 75 بالماية من أساتذتها متفرّغين (وحال الجامعة اليوم غير ذلك، المتفرغون لا يتجاوزون الخمسة والعشرين بالماية)، إنّما لأنّ التفرّغ ضرورة للأساتذة الذين استوفوا الشروط لتأمين تفرّغ نفسي وحال انتماء إلى الجامعة ولتوفير طاقتهم للجامعة اللبنانية عوضاً عن الانتقال بين جامعة وأخرى لضرورات معيشيّة. من هنا أولويّة ملف تفريغ الأساتذة الذين استوفوا الشروط. ومن هنا واجب علينا أن نضمن حقّهم بالتفرّّغ بشكل عملاني فأتمنّى أن يُصدر رئيس الجامعة قراراً مُعلّلاً يعتبر من استوفى الشروط متفرّغاً، وتوزّع عليه النصابات الأكاديمية على هذا الأساس بدءاً من الأول من تشرين الأول 2014. وأعتقد أنّ معالي وزير التربية بالجرأة الكافية وحسّ العدالة الكافي ليُقدم على المضيّ بهذه الخطوة. كما نرى الوزير الياس بوصعب يُشكّل فرصة عدالة اضافية وتحفيز إضافي عبر تحويل عقود المصالحة إلى عقود تسمح بأن يتقاضى المتعاقدون أجورهم بشكل شهري ممّا ينصفهم فلا ينتظرون سنتين ليتقاضوا أجورهم. والجامعة اليوم تتوقّع من الوزير بو صعب بخلفيته الأكاديمية والمناقبيّة وحرصه على جامعة الوطن، أن يقدّم لها ولمعهد الفنون الجميلة بالتحديد في التعيينات القادمة  صاحب اختصاص ومشروع تربوي يرتقي بالمعهد إلى ما هو منشود منه ومن الفنون على مستوى الدور الوطني والرسولي.
لمناسبة كريمة مثل التي دعت إليها رابطة الخرّيجين ما كنت لأطيل، ولكنّ بعض ما استعرضت يطمئنكم على أنّ المعهد في عهدة خريج ضنين به. وأؤكد هنا ضرورة تكوين عُصبة تدعم المعهد في مشروع قيام الوطن والانتماء إليه.
معالي الرئيس، رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لرابطة خرّيجي معهد الفنون،
قبل أن تكون الثورة، المبدع ثائر.
وقبل أو عند إنجازٍ ما يستكين غضب الشعب. وتستمر الثورة والنهوض فقط في عروق المبدعين.
المبدع ضمير الشعب والأمم.
المبدع ضميرالإنسان والإنسانية.
المبدع صوت الوجع الفائت، والكامن، والعائد احتمالاً إنْ لا يستمر الوعي ثوريّاً، صوفيّاً.
شكراً لكم (رابطة الخريجين)، تكرّمون الوطن في تكريمكم لمبدعين وبنّائين من خرّيجي دورة 1978.
تحية لكم مبدعين.
 
أ‌.       د. جان داود
عميد معهد الفنون الجميلة  منذ كانون الثاني 2014
دكتور في الدراسات السينمائيّة والمسرحيّة جامعة باريس الثامنة
باحث، دراماتورج، مُعِدّ مُمَثِّل، مؤسّس مختبر الدراماتورجيا، التمثيل والنصوص
خبير ومدرب في مجال التواصل ، التربية الإبداعية،  والعلاج بواسطة اللعب وفنون العرض
أستاذ الدراماتورجيا والإخراج (معهد الفنون الجميلة-2) ومادّة السينما (كلية الآداب والعلوم الانسانية-2)
أستاذ مادّة العلاج بالفن في قسم علم النفس في الجامعة اللبنانية
مستشار في مجالات المسرح والسينما والتلفيزيون (دراماتورجيا، كتابة وإخراج)
أمين عام مؤتمر بيروت للمسرح
هاتف : 961 3 303536
بريد الكتروني: [email protected]
موقع الكتروني: www.abhas.netصورةصورة

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *