ندى عيد

Views: 424
سباق بين الإرساليات وضرورة للصحافة الناشئة

إضاءة شاملة على تاريخ الطباعة في لبنان

دير مار أنطونيوس قزحيا
دير مار أنطونيوس قزحيا

ارتبط تاريخ الطباعة في لبنان بالأديار والمؤسّسات الدينيّة، لا سيّما دير مار أنطونيوس قزحيا (في الشمال)، ودير مار يوحنا الصابغ (في الشوير). أما العاصمة بيروت، فكانت لها حكاية أخرى مع الطباعة لم تبتعد كثيرًا عن دور الإرساليات والسباق المحموم بينها لتحقيق الإنجاز تلو الآخر، ومن ناحية أخرى فنجد أن المطابع ولدت نتيجة حاجة ملحّة أوجدتها صحافة تلك الأيّام التي بدأت في قسم كبير منها صحافة أدبيّة. 

الطريق إلى مطبعة الدير
الطريق إلى مطبعة الدير

حين بدأت العمليّات المطبعيّة في قزحيا كانت فرديّة ومحليّة بأحرف سريانيّة، ويمكن القول إنها من غير مستقبل، أما مطبعة مار يوحنا الصابغ (منطقة الشوير ـ المتن الأعلى)، وسميت أيضًا “مطبعة زاخر” (نسبة إلى مؤسّسها عبدالله الزاخر)، فكان دورها حاسمًا بتبنيها الحروف العربية بدلاً من الكرشونيّة، أي الحروف التي فتحت أمام المطبعة والكتاب آفاقًا جديدة. كما كانت استجابة لحاجة العدد المتنامي من المسيحيين الذين يتقنون العربيّة. وكانت حلب مركز انتشار ما تنتجه مطبعة الشوير، ذلك لأنّها كانت مركز طائفة الروم الملكيين، وهم عرب منذ زمن قديم، وكذلك الموارنة كما تشهد عليه الرسالة المرسلة من حلب (رسالة الأب فروماج). وتجدر الإشارة الى الدور المهمّ الذي لعبه طلاّب مدرسة روما المارونيّة في تبنّي اللغة العربيّة في المدارس التي أسّسوها بعد عودتهم ابتداء من سنة 1590. وأكّدت ظاهرة التبنّي هذه أن الكتب التي صدرت عن مطابع قزحيا والشوير كانت جميعها كتبًا ليتورجيّة وروحيّة.

مطبعة قزحيا
مطبعة قزحيا

في تلك الفترة، كان العمل في الشرق دينيًّا قبل أي أمر آخر سواء لدى المسلمين أو لدى المسيحيين. أما المعارف الأخرى فلم تكن تهمّ سوى أوساط محصورة، واستمرّ تناقلها عبر مخطوطات يضعها ناسخون محترفون. وكان يجب انتظار مطلع القرن التاسع عشر حتى تبدأ موضوعات الكتب اللبنانيّة بالتغيّر والتنوّع. وبدايةً، انصبّ الاهتمام على تعليم اللغة: كتب وجيزة للقراءة، منقيات أدبيّة قديمة وأبحاث في القواعد. وفي مالطا، حيث كان المرسلون الأميركيون البروتستانت، قد أسّسوا مطبعة عربية، بدأت الأمور تتحرّك، خصوصًا وأن هؤلاء المرسلين جاءوا إلى هناك وفي جعبتهم خطة دقيقة: فتح المدارس وتعليم العربيّة، اللغة التي تتكلمها المجموعات المسيحيّة الشرق أوسطيّة. ولهذا أسّسوا مطبعة عربيّة وأوكلوا أدارتها إلى فارس الشدياق. ولعبت المطبعة البروتستانتيّة والمطبعة الكاثوليكيّة (في بيروت) دورًا حاسمًا في ازدهار حرفة الطباعة.

printing-4

الكاثوليكية والبروتستانتية

كورنيليوس فانْدَيْك
كورنيليوس فانْدَيْك

جاء نقل مطبعة مالطا العربيّة إلى بيروت وتأسيس المطبعة الكاثوليكيّة في هذه المدينة ليعطيا إندفاعًا جديدًا للطباعة والنشر، وسرعان ما أعطيت بيروت سمة المركز المهمّ في هذا الحقل. إذ ما لبثت حركة الطباعة أن ازدهرت مع تأسيس “الكليّة البروتستانتيّة السوريّة” في بيروت، وبعدها بوقت قصير تأسّست “جامعة القديس يوسف” (1875)، الأولى بروتستانيّة والثانية كاثوليكيّة، ومعهما ازدادت طباعة كتب اللغة والدواوين والمختارات القديمة، وأعطت الإرساليّة الأميركيّة اهتمامًا خاصًا للكتاب المقدّس (الـ”بايبل”)، فأصدرت له ترجمةً عربيًة وضعها “كورنيليوس فان ديك” وبطرس البستاني والشيخ يوسف الأسير. ودفعت نزعة التنافس الإيجابيّ  بالآباء اليسوعيين إلى تحقيق ترجمة للكتاب المقدّس خاصة بهم وضعها إبراهيم اليازجي، لكنّها جاءت بلغة عربيّة معقّدة سدّ أمامها مجال الانتشار الواسع، فلم تطل القطاعات الواسعة من القرّاء وظلّت حكرًا على النخبة المميزة والمؤلفة من رجال الإكليروس والمثقّفين الكاثوليك. وصدرت منها طبعة فاخرة (من ثلاثة أجزاء) اعتبرت تحفة طباعيّة في تلك الأثناء في الشرق؛ لكنها اقتصرت على تزيين بيوت هواة اقتناء الكتب النفسية من الأغنياء.

ولم يكن التنافس بين الجامعتين، دائمًا، سلبيًّا أو شكليًّا، إذ دفع كلاً منهما إلى السير في إتجاهين مختلفين: المطبعة اليسوعيّة كرّست نفسها حتى سنة 1898 (تاريخ ظهور مجلة “المشرق”) للدراسات اللغويّة والصرف والنحو، ومختارات النصوص القديمة والقواميس بلغات عدة. وجاء تأسيس “معهد اللغات الشرقيّة” ليدعم هذا الاتجاه الذي أفاد العديد من الطلاّب الأوروبيين والعرب، كما أنه كان في أساس تأهيل الآباء اليسوعيين الأوائل، وفي مقدمهم الآباء: كوش Cuche، بيلو  Belot، لامنس Lammens، شيخو وصالحاني.

أما الجامعة الأميركيّة فاختارت الاتّجاه العلميّ، وعلّمت الطبّ، والصيدلية، والعلوم الطبيعيّة، وعلم النبات وعلم الفضاء باللغة العربيّة. وعَرَفَت العربيّة بجهود كورنيليوس فان ديك وجورج بوست (كلاهما طبيب)، مرحلةً جديدة، خصوصًا إذا عرفنا أن اللغة العربيّة كانت بدأت تفقد حيويتها.

شكلت هذه التجربة التي خاضتها الجامعة الأميركيّة مشروعًا جريئًا يشبه المغامرة، جاءت النتائج مشجعة.

حكمت المطبعة الكاثوليكيّة والمطبعة البروتستانتيّة، قواعد أخلاقيّة ودينيّة صارمة جعلت القيّمين عليهما يقصون عنهما كلّ مؤلّف يتعارض وهذه القواعد. وكان من شأن هذا الموقف الصارم أن يدفع الكثيرين إلى تأسيس المطابع الفرديّة. وأقيم العدد الأكبر من هذه المطابع حول الصحافة.

انتشار الطباعة والصحف

كتاب مطبوع بالحرف السرياني
كتاب مطبوع بالحرف السرياني

تتابعت فصول النهضة الفكريّة في لبنان، وكان لانتشار المطابع اليد الطولى فيها، إذ ما لبثت أن تكاثرت المؤسّسات الطباعيّة المدعومة من الجهات الدينيّة في الدرجة الأولى، ثم الثقافيّة أو الفكريّة إلى أن ارتبطت الطباعة بالجرائد والمجلاّت والدوريّات، فصدرت هذه الأخيرة بكميّات كبيرة معزّزة انتشار هذا الفن الحديث (الطباعة)، وكان لكلّ صحيفة أو دوريّة مطبعتها الخاصّة، نظرًا للوقت الذي تستغرقة عملية تنضيد الحروف والتركيب وحفر الكليشيهات والطباعة. وفي عودة إلى انتشار المطابع، بعد البداية مع مطبعة دير مار انطونيوس قزحيا، ومطبعة الزاخر في الشوير، لا بدّ من تعداد سريع لأبرز المؤسّسات الطباعيّة التي ظهرت في غير منطقة من لبنان:

  • مطبعة مار جاورجيوس، تأسّست (نحو 1751) في بيروت على يد الشيخ نيقولا الجبيلي ثم توقفت عن العمل، وعادت لتستأنف نشاطها نحو سنة 1845، وتوقفت في 1898.
  • المطبعة السريانيّة، تأسّست (1816) في دير ما افرام الرجم (قرب الشبانيّة) على يد بطريرك السريان الكاثوليك بطرس الثاني جروه الذي استقدم من لندن طابعتين، إحداهما طابعة حجريّة، مع مكابس وحروف سريانيّة وعربيّة. وفي 1820، أرسل له البارون سيلفستر دو ساسي حروفًا سريانيّة عريضة مع مكابسها. الطابعة الحجرية اختفت سنة 1841. ونُقلت المطبعة إلى دير الشرفه (درعون) ثم إلى بيروت حيث أوكلت إلى الأب لويس صابونجي. وأعيدت من جديد إلى دير الشرفه (1870). واشترى الحروف العريضة الأخوان فيليب وفريد الخازن سنة 1896. وحصل البطريرك اغناطيوس رحماني على فرمان يسمح له بتأسيس مطبعة. فاستقدم طابعة من فرنسا. وفي سنة 1925 أُنشئت المطبعة في بيروت ودُعيت باسم “المطبعة البطريركيّة السريانية”.
  • المطبعة الأميركيّة في بيروت، استخدمت في بدايات عملها الحروف نفسها التي كانت تستخدمها في مالطا (1834). استقدم إيلي سميث حروفًا من لايبزيخ، لكن كورنيليوس فان ديك هو الذي أعطاها حجمها الحقيقيّ.
  • المطبعة الكاثوليكيّة، تدعى ايضًا مطبعة الآباء اليسوعيين. أسّستها الإرساليّة اليسوعيّة في بيروت “لخدمة الكنائس الشرقيّة، والدفاع عن الإيمان ونشر راية الآداب والعلوم في هذه البلدان. (شيخو، “المشرق”، 111، 1900، ص7.6). 1848: طابعة حجرية نُقلت من مدينة ليون الفرنسيّة إلى غزير. 1854: المطبعة الأولى. 1864: مطبعة تعمل على البخار. 1870: صدرت عنها مجلّة “البشير” (العدد الأول في 3 أيلول). 1875: نُقلت إلى مقرّ جامعة القديس يوسف. مختبر الصور. 1898: صدرت عنها مجلّة “المشرق” (العدد الأول في شهر كانون الثاني).
  • مطبعة بيت الدين ودير القمر، طابعة حجرية. تأسّست سنة 1852 على يد حنا صعب من قرية مزرعة أبي صعب في البترون.
  • مطبعة طاميش، أسّستها الرهبنة البلديّة المارونيّة سنة 1855 في دير سيّدة طاميش. عرفت الحروف السريانيّة والعربيّة (بيعت بعد ذلك) وكانت معملاً للتجليد أيضًا.
  • المطبعة الوطنيّة، أسّسها جرجس شاهين سنة 1855، وانضم اليه حنا الغرزوزي سنة 1868 في بيروت، واشترك معهما إسكندر ميسك وسليم تلحوق. استمرت تعمل حتى 1870.
  • المطبعة السوريّة، أسّسها خليل الخوري سنة 1857. استقدم الآلات من فرنسا وانكلترا واشترى جزءًا من الحروف من المطبعة الكاثوليكيّة. وفي سنة 1870. أدخل عليها حروفًا فرنسيّة. وفي هذه المطبعة أصدر أول صحيفة عربيّة سياسيّة هي “حديقة الأخبار” في أول كانون الثاني سنة 1858. وكانت في أربع صفحات وخالية من الصور.
  • المطبعة الشرقيّة، أسّسها ابراهيم النجّار سنة 1858 في بيروت (في جوار ساحة الشهداء). بعد وفاته انتقل قسم منها إلى مطرانية بيروت المارونيّة، والقسم الآخر إلى شقيقه. فكان هناك مطبعتان تحملان الاسم نفسه. استُقدمت الآلات من فرنسا.
  • مطبعة إهدن، أسّسها رومانوس يمّين والأب يوسف دبس سنة 1859. الأول اشترى جزءًا من حروف المطبعة الأميركيّة وقدّم هو نفسه الجزء الآخر. اشتراها في ما بعد دير قزحيا.
  • المطبعة العموميّة، أسّسها يوسف الشلفون في بيروت سنة 1861، وكان يعمل مصحّحًا في المطبعة السوريّة. أصبحت تخصّ رزق الله خضرا سنة 1871.
  • المطبعة الكاثوليكيّة العامّة، أسّسها يوسف الشلفون بعد أن باع المطبعة العموميّة.
  • المطبعة اللبنانيّة الأولى، أسّسها حاكم جبل لبنان داود باشا في بيت الدين سنة 1862 وأوكل إنشاءها ووضعها قيد العمل إلى يوسف الشلفون. أدارها ملحم نجّار حتى سنة 1873، ثم منصور باحوط. في فترة تولي الشلفون لإدارة المطبعة أصدر داود باشا جريدة “لبنان” وكانت أسبوعيّة رسميّة في 4 صفحات، نصفها عربيّ العبارة ونصفها الآخر فرنسيّ.
  • المطبعة المخلِّصيّة، تأسّست سنة 1865 في بيروت كما تشير لوحة من الرخام. بيع جزء من حروفها إلى خليل البدّاوي.
  • المطبعة اللبنانيّة الثانية، أسّسها حنا الغرزوزي سنة 1869. بيعت بعد ذلك إلى سليم نقولا مدوّر. أُعيد إنشاؤها سنة 1881، وأصبحت ليوسف صادر، ودُعيت بـ”العلمية”.
  • المطبعة السليميّة، هو الاسم الجديد الذي خلعه سليم نقولا مدوّر على “المطبعة اللبنانيّة” بعد تملّكه لها سنة 1872.
  • مطبعة جمعية الفنون، أسّسها عبد القادر قبّاني في بيروت سنة 1874.
  • المطبعة الكليّة، أسّسها يوسف الشلفون في بيروت سنة 1874.
  • المطبعة الأدبيّة، أسّسها خليل سركيس عندما انتقلت “المعارف” إلى بطرس البستاني (1876). استخدمت الحروف الأميركيّة ثم الحروف “الاسطنبوليّة” (التركيّة) التي رسمها إبراهيم اليازجي، والحروف الفارسيّة التي صنعها قسطنطين بيطار في دمشق. وامتلكت المطبعة أيضًا أشكالًا عدّة من الحروف الأوروبيّة. وفي هذه المطبعة صدر في 18 تشرين الأول سنة 1877 العدد الأول من جريدة “لسان الحال” (سياسيّة-تجاريّة – أدبيّة – أسبوعيّة).
  • مطبعة بيروت، أسّسها محمد رشيد الدَنا في بيروت سنة 1885. اشترى الآلات من الآباء اليسوعيين، وأقام معملاً لسبك الحروف “الاسطنبوليّة” (التركيّة).
  • مطبعة الولاية (المطبعة الرسميّة)، أسّسها علي نصر الدين في بيروت سنة 1888، وصدر عنها في سنتها الأولى جريدة “بيروت” (جريدة الولاية)، في صفحتين وباللغتين: العربيّة والتركيّة.
  • مطبعة الآداب (الآداب الجميلة)، أسّسها الأخوان أمين وخليل خوري في بيروت سنة 1890، واشتريا الآلات من الغرزوزي سنة 1899. جرى سبك الحروف في معملهما.
  • المطبعة العثمانيّة، أسّسها ابراهيم الأسود في بعبدا سنة 1891. استخدمت حروفًا عربيّة وفارسيّة وتركيّة وإغريقيّة وسريانيّة، إضافة إلى الحروف الأوروبيّة. وأصدر عنها مؤسّسها في السنة الأولى، العدد الأول من جريدة “لبنان” (أسبوعيّة سياسيّة ـ تجاريّة ـ علميّة ـ تاريخيّة ـ أدبيّة ـ تصدر يوم الخميس من كلّ أسبوع) وكانت في أربع صفحات.
  • مطبعة الفوائد، أسّسها خليل بدوي في بيروت سنة 1891، واشترى جزءًا من الحروف من المطبعة المخلّصيّة، واستعمل محرّكًا يعمل على الغاز (لأول مرة)، وأقام معملاً لسبك الحروف.
  • المطبعة اللبنانيّة الثالثة، تُدعى أيضًا “الروضة”. تأسّست سنة 1893 في بعبدا.
  • المطبعة الأنسيّة، أسّسها محمد الأنسي في بيروت سنة 1895. استخدمت حروف المطبعة الأميركيّة، ثم الاسطنبوليّة (التركيّة). استوردت الحروف الفرنسيّة والمخارز من باريس.
  • مطبعة الأرز، أسّسها الأخوان فيليب وفريد الخازن في جونية سنة 1895. استوردت الطابعات من باريس، واشترت الحروف العربيّة والسريانيّة من الآباء اليسوعيين. وفي عامها الأول، في 15 تشرين الأول صدر فيها العدد الأول من جريدة “الأرز” (جريدة يوميّة ـ إخباريّة ـ عمليّة ـ فنيّة ـ تصدر مؤقتًا نهار الثلثاء من كل أسبوع).
  • مطبعة طرابلس، أسّسها محمد كامل البحيري في طرابلس سنة 1893. دُعيت بعد ذلك “مطبعة البلاغة”. امتلكت آلات المطبعة الأدبية. واستقدمت الحروف الأوروبيّة والمخارز من باريس.
  • المطبعة الشرقيّة (الثالثة)، أسّسها عبود أبي راشد وأنطوان كنعان في بيروت سنة 1900، استقدمت الآلات من الخارج.
  • المطبعة الأهليّة – بيروت، أسّسها أحمد حسن طبّاره، وعنها صدر عنها العدد الأول من جريدة “الاتّحاد العثمانيّ” في 22 أيلول 1908 (جريدة يوميّة سياسيّة ـ أدبيّة ـ اجتماعيّة ـ عمرانيّة).
  • مطبعة المفيد – بيروت، صدر عنها العدد الأول من جريدة “المفيد” في 9 شباط 1909. لصاحبها عبد الغني العريسي (جريدة وطنيّة ـ علميّة ـ سياسيّة ـ يوميّة).
  • المطبعة العثمانيّة – بيروت – سوق الطويلة، أسسّها أحمد عباس الأزهري. وأصدر عنها العدد الأول من جريدته “الحقيقة” في 6 شباط 1909 (جريدة يوميّة ـ سياسيّة ـ أدبيّة).
  • مطبعة الاتّحاد – بيروت، لصاحبها شكري الخوري. صدر عنها العدد الأول من جريدة “الإخاء العثمانيّ” في 19 آب 1911 لصاحبها محمد شاكر الطيبي، (جريدة عربيّة ـ علميّة ـ اجتماعيّة ـ سياسيّة ـ انتقاديّة ـ عمرانيّة).
  • المطبعة الوطنيّة – طرابلس، صدر عنها العدد الأول من جريدة “الحوادث” في 24 تشرين الثاني 1911، لصاحبها لطف الله خلاط (جريدة سياسيّة ـ إخباريّة ـ تصدر مرتين في الأسبوع).

… إضافة إلى أسماء مطابع عديدة تأسّست وعملت في بيروت، وبعبدا، وجونية، ودير القمر، وصيدا، طرابلس وغيرها من المدن اللبنانيّة.

عبدالله الزاخر
عبدالله الزاخر

الصحافة والطباعة

… وهكذا نستخلص أن تاريخ انتشار المطابع في لبنان تزامن مع تاريخ صدور الصحف والدوريّات حتى كان أصحاب هذه المطابع هم أنفسهم أصحاب الدوريّات من صحف ومجلات.

كما نجد أن غالبية الصحافيين في تلك المرحلة كانوا من الأدباء والشعراء قبل أن تتضح حدود مهنة الصحافيّ بمفهومها الضيق والمحدّد كما ستتبلور لاحقًاً.

هل كانت الصحافة وراء انتشار الطباعة أم العكس؟

ندى عيد
ندى عيد

قد يبدو هذا السؤال للوهلة الأولى وكأنه ضرب من التخمين غير المبرّر، لكن الوقائع كلّها تؤكّد أنه لولا دخول الطباعة إلى لبنان وانتشار طباعة الكتب الدينيّة أولاً، ثم الأدبيّة، لما ظهرت الصحف، التي عادت بدورها و”ردّت الجميل” للطباعة بأن عمّمتها وجعلتها في متناول عموم العاملين في شؤون الكتابة وشجونها، فامتلكت كلّ صحيفة مطبعتها، وكذلك المجلات، وتخصّص بعض المطابع في وقت لاحق بطباعة أنواع معينة من الصحف أو المجلاّت.

وفي معرض الكلام على أهمية دور الصحافة في انتشار المطابع، نختم بما كتبه يوسف أسعد داغر في مؤلَّفه “قاموس الصحافة اللبنانية 1858 ـ 1974” (منشورات الجامعة اللبنانية):

“هناك ناحية مغمورة قلّ من تعرّض لها بين مَنْ بحثوا خدمات هذه الصحافة للطباعة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وذلك عن طريق مدّ مطابع الصّحف، في لبنان والعالم العربيّ، بحروف الطباعة مسبوكة في لبنان. فقد أنشأت جريدة “لسان الحال” لصاحبها المرحوم خليل سركيس، كما أنشأ الآباء اليسوعيّون “مسبكًا” لحروف الطباعة. وضع أمهات المسبك اليسوعيّ، الشيخ ابراهيم اليازجي الذي جوّد الخط واشتهر بأناقته. فقد زوّدت هذه المسابك ومسبك خديج الذي أنشئ في ما بعد، مطابع عدد كبير من الصحف العربيّة في الخارج بأحرف طباعيّة عُرفت بالرّشاقة والأناقة ساعدت كثيرًا على تطوير طباعة الصحف العربيّة في لبنان والبلدان العربيّة الأخرى”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *