رحلةٌ جيوميترية
مريم نصّار
افتح شباكاً في الغمام. وانطلق صوب رب الأكوان. فهناك عالم لا يشبه عالم الأحلام.
في مسافة بين هالتين من مدى. خطوط وألوان، نجوم وأجرام، متوازيات ومسطحات، وشعاع من نور!
هو نور الإله الذي آمنا به وصدقناه.
هو الله الذي خلقنا بمقاييس محددة. خلق السَّموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على عرشه. خلق الجبال والبحار كلٌ بمقياس. وتركنا مع حُبه نجوب الحياة.
في عصر قديم، وعلى مائدةٍ من روح زينتها شموع واقداح. يجلس اقليدس يتفكر ويتأمل بكون عجيب الصُّنع،فلهذا التكوين سر كينونته ذؤابة الخلق.
رحل اقليدس بعد أن جمع ورتب في “عناصره” ما انتجه علماء اليونان خلال ثلاث مائة عام من تالاس في القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. ضمَّت عناصره ثلاثة عشر كتاباً. تناول كتابه الأول كائنات الجيومتري في المسطح المستقيم. ويبدأ بالتحديدات الثلاثة والعشرين والمسلَّمات الخمس والبديهيَّات الخمس.
هنا تجدر الإشارة إلى أن الرياضيات الحديثة تخالف الجيومتري في كتب عناصر اقليدس. فنصف القطر كان شعاعاً. حدَّت المسطحات خطوطاً، ومن النقطة كان مبدأ التمدد والانتشار صوب مدى لا نهاية له. في التحديدات يقول اقليدس: النقطة لا جزء لها، والطول ما ليس له عرض، والمسطَّح ما له طول وعرض فقط، وتحده خطوط لا عرض لها. وفي البديهيَّات يقول اقليدس: الكل أكبر من الجزء.
أما افلاطون فقال في علم الجيوميتري: من ليس ملماً بالجيومتري لا يدخل أكاديميتي. وبعد الفين وأربع مئة عام يقول الأستاذ اللبناني في علم الجيومتري رشيد متّى متّى: من ليس ملماً بالجيومتري، لا يفقه شيئاً من الكائنات في العالم الذي نعيش فيه.
كلُّ أشكال المخلوقات تخضع لعلم الجيومتري. ومن دون هذا العلم لا يمكن معرفة المعادلة ولا الفرق بين الطولين. الجيومتري تبني وتغذي العقل البشري بحقائقها الخالدة المنبثقة من الحقيقة الأولى. “الله”.
اذا الله حقيقة يجب الإيمان بها، كما يجب الايمان بملائكة الله وكتبه ورسله ونؤمن بالقدر خيره وشره وباليوم الآخر. اليوم الذي سنكمل فيه حياتنا السرمدية.
الجيوميترية الاقليدية باختصار: هي الهندسة الإقليدية (اقليدس_اقليدوس) واقليدس Εὐκλείδηςمعناها المجد الحسن وهي تعريب للكلمة اليونانية
والهندسة الاقليدية: مجموعة من المسلَّمات وضعها العالم اليوناني اقليدس في كتابه العناصر، وهي أساس كل العلوم.
تنشر الحقائق الخالدة للمبادئ الأولى ومبدأ المبادئ. الحقيقة الأولى التي دعتنا إليها الأديان السماوية.الإيمان بالله.
لي التفكر، ولكم التأمل بذؤابة الخلق، وبالله الإيمان.
