إمارة أبوظبي والتحليق في العِلم
الهام سعيد فريحة
في الوقت الذي كان فيه العالم منهمكاً بهواجس الإرهاب، كانت بعض الدول تسير قُدماً في تحقيق تقدم شعوبها ورفاهيتهم، إحدى هذه الدول إمارة أبوظبي التي كسبت الرهان في اعتماد “الطاقة النظيفة” في الطيران.
أبوظبي، من خلال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” هي شريكة في مشروع الطائرة “سولار إمبلس 2” التي جابت العالم لأكثر من عام، معتمدةً على الطاقة الشمسية.
الطائرة انطلقت في آذار من العام الماضي من أبوظبي، وجالت فوق مسقط، ثم الهند، ثم بورما، ثم الصين، ثم اليابان، لتنتقل بعد ذلك إلى هاواي، ثم كاليفورنيا، ثم نيويورك، لتعبر فوق الأطلسي وتبلغ أسبانيا، ثم القاهرة قبل أن تعود من حيث انطلقت أي أبوظبي.
مشروع رائد أصرَّت إمارة أبوظبي على إنجاحه لتوجِّه من خلاله رسالةً إلى العالم، مفادها أن عظمة الأنظمة والحكام والشعوب لا تتمثَّل فقط بالقوة بل بالعِلم والأهداف السامية، ولو لم تكن كذلك لَما راهنت على مشروع علمي من خلال أن تقطع طائرة على الطاقة الشمسية مسافة 42 ألف كيلومتر، عبر أربع قارات من دون التزود بأي قطرة وقود. ومن خلال المراهنة على طائرة لا يزيد وزنها على وزن شاحنة، علماً أنَّ جناحيها يوازيان عرض جناحي طائرة بوينغ، وهي تطير بسرعة تبلغ خمسين كيلومتراً في الساعة.
* * *
إنه التحدي الذي سارت فيه إمارة أبوظبي، وبالنسبة إليها فإن مستقبل الأجيال هو للتحليق في العِلم وليس في أي شيء آخر.