قراءة في مقال "رسالة"

Views: 15

من مارلين وديع سعادة

إلى ميّ ضاهر يعقوب

Marleine-May

مدريد – د. محمّد م . خطّابي *


عزيزتي مارلين،
بعد قراءةٍ أوّليةٍ عابرة لرسالتك الرّائعة الموجّهة إلى الرّوائية المتميّزة، والصحافية المقتدرة ميّ ضاهر يعقوب أقف مبهوراً أمام هذا الفيض الهائل من الجمال، والسّحر، والإبداع، والإمتاع، حقّاً أقف، ولا جَرَمَ أنّ القارئ الكريم يقف معي مشدوهاً حيال هذا الأتيِّ المنهمر، وهذا النّبع الرّقراق، والفوّارة من ظمأ، وهذا المُزن الزّلال، من المحبّة والصفاء والوفاء:

khattabi
د. محمّد م. خطّابي

جمال رسالتك فى إيجازها، إنه إيجاز من باب السّهل الممتنع، يأسرنا لاسبابٍ ودواعٍ لا يمكن أن تغيب عن القاري المتأنيّ، والمتمعّن فيها.. لذا وجدتني أهرول مسرعاً تجاهها لأعيد قراءتها للمرّة الثانية، ولكن هذه المرّة بتؤدة، وتأنٍّ، وتريّث وإمعان.. فقد ألفيتُ نفسي أمام قطعةٍ أدبيةٍ متوهّجة معنىً، ومبنىً، وفكراً، وعرْضاً، وأسلوباً، وشكلاً ومضموناً، رسالتكِ تحدّثنا فى البداية عن روايتين ناجحتين للأديبة ميّ ضاهر يعقوب وهما “حكاية ماتيل” و” الماسّة مادلين” قصّة إمرأتين، كما تخبريننا فيها أنه فى كتابها “صحافية بثياب الميدان” تحكي قصّتها، حيث أبلت فى هذا الكتاب الرّصين البلاءَ الحَسَن فى رصد، وتتبّع، وتسجيل، وإدانة أهوال الحرب، وويلاتها التي فُرضت فرضاً على بلدك الآمن المسالم العاشق للحياة، ولكلّ ما هو جميل، ونبيل، وأصيل، وأثيل فيه.

Marleine-May-2
مي يعقوب ومارلين سعادة

إعجابكِ بهذه المرأة الشّجاعة الرّائعة، وبهذه الكاتبة المقدامة اللاّمعة سرعان ما تنتقل عدواه فى لمحٍ من البصر، وفى رمشةِ عين إلينا، إلى كلّ قارئٍ متمرّسٍ لرسالتك الموفية البليغة، فإذا بها إمرأة مناضلة بقلمها، وبفكرها، وبحضورها الفعلي “بثياب الميدان”، إنها بهذه الشّيم، والخصال، والشّمائل، وبهذه السّجايا، والمزايا، والشمائل تغدو فى أعيننا مثالاً للشّهامة، والمروءة، والنّبل، والخُلُق الكريم، والخَلْق والعطاء، وعليه فلا غرو، ولا عجب أن يزداد إعجابنا بها، وتقديرنا لها، وإنبهارنا بهذه المرأة التي عايشت الأحداثَ، وحافظت على ثياب ميدانها، وثباتها، وصلابتها، وموضوعيتها، إنها إمرأة خاضت المعاركَ الضارية بحضورها وقلمها، وجَلَمها، وقلبها، ومشاعرها، فكانت شاهدةَ عيان فى قلب الميدان، على كلّ ما جرىَ، فقد أرّخت حربَ لبنان المأسوف عليها من منطلق منظورها الشخصي الواقعي، الميداني، المعاش، وليس إعتماداً على ما يُروىَ عنها من روايات، أوما يُحكىَ بشأنها من حكايات، أو يُقال من أقاويل، فقد قيل ما قيل إن صدقاً وكذباً … وليس راءٍ كمن سمع..! تخبريننا أنها فى كتابها القيّم لم تأخذ بوجهات نظر متتبّعي السياسة أوصنّاعها، من الغارقين فى وحلها..وهذه خاصيّة أخرى تُضاف إلى خاصّياتها الحميدة إن لم تكن أسماها، وأنبلها .

bild3557
“صحافية بثياب الميدان”

الفاضلة مارلين وديع سعادة..
إنكِ تخاطبين فى رسالتكِ الجميلة المرأة التي أبت إلاّ أن تغطي ما جرىَ فى بلدها من حروب، وأهوال، وقلاقل، وويلات، وهي مرتدية ثيابَ الميدان، مرفوعة الرأس والهامة، عالية النّفس والقامة.. تخبريننا أنّ أقاصيص، وحكايات هذه المرأة الثلاث أعادتكِ إلى ميّ ضاهر يعقوب الرّوائية، المَجيدة، والمُجيدة في نقل القصص الواقعية الملموسة، والحكايات الميدانية المحسوسة، متجاوزة ً كلَّ الحواجز، ومتخطية ً كلّ العقبات لتدخل بكلّ ذلك إلى قلوبنا، لتستقرّ فيها، أو بالأحرى لتتربّع على عروشها، وتقطن بين أضلعها ومُضغها، فتلامسها بلطف، وتعصرها بعفويتها، وتلقائيتها، وصدقها، فتسيل أو تجري (ولا أقول تَقْطُر) الدموعُ السّاخنة الحرّى، وتتفجّر فى ميازيبها ثمّ تنهمرعلى مآقينا.**
مارلين.. من فرط طيبتك، وعفويتك، ودماثة وعلوّ أخلاقك عرّجتِ على جانب إبداعيّ آخر لهذه المرأة الرّائعة المِعطاء بإطرائك الجميل لها، والتعبير عن إعجابكِ النبيل بها، وأيضاَ بمقالاتها العلمية في ذيل الكتاب، لتقدّمين لنا بالبرهان القاطع، والدليل الناصع مدى سعة إطّلاع هذه المبدعة اللاّمعة الفلتة، ومدى خصوبة عِلمها ومعرفتها، ونجاحها في إستخدام الحادث ليكون حدثًا مفيداً يحلّق بكِ، وبنا في عوالم الخلق والإبداع، وفى فضاءات العِلم، والمعارف، والتحصيل.
إنكِ تخاطبين فى رسالتكِ المبدعة ميّ ضاهر يعقوب، وأنتِ الولهانة بالحرف النقيّ، الصفيّ، البلّوري، تخاطبينها بلغتك الحُلوة، الرّائعة المخارج، والراقية المعارج، صادقةً، موفيةً، عميقةً، مؤثرة فتقولين لها :” لقد تأكّد لي من جديد عزيزتي ميّ، أنّ نجاحَك في الرّواية ينبع من كونك صحافية ناجحة، تعرفُ كيف تأسر الحدثَ، وتنقله لنا بمصداقية، فتجعل طريقه رحبةً سهلةً إلى قلوبنا، وتزيدنا قناعةً بما صرّحتِ به في بداية الكتاب، وهو أن الصحافي هو أفضل مَنْ يكتب التاريخ…”..
لعمرى إنك لأصبتِ، وأبلغتِ، وأفدتِ، وأقنعتِ، وأوفيتِ فى مسعاكِ هذا النبيل…فقديماً قيل فى ذات السّياق إعجاباً بأناسٍ من طينة، وجلدة أمثال الرّائعة ” ميّ ضاهر يعقوب” من الأحرار، الأبرار، الأخيار.. حيث قال أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ لِنَفْسِهِ :
سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ خِلٍّ وَفِيٍّ/فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيلُ/تَمَسَّكْ إِنْ ظَفِرْتَ بِوُدِّ حُرٍّ/فَإِنَّ الْحُرَّ فِي الدُّنْيَا قَلِيلُ…!

Marleine Saade-n-2
مارلين سعادة

لقد قرأتُ فى فتراتٍ متباعدة فى الزّمان والمكان شذراتٍ، وفقراتٍ، وتعاليقَ، ولمحاتٍ، ونظراتٍ، ومقالاتٍ، وخواطرَ من كتاباتك المضيئة فى كلٍّ من “جريدة ” الأنوار” الزّاهرة الجليلة، وفى موقع “Aleph- Lam ” الرّائد الواعد، وفى الموقع الثقافي الأغرّ  الرّصين” ثقافيات”، فضلاً عن قراءات ٍ عابرة فى فضاءات هذا العالم الأزرق الأثيري البهيج المنعوت ب ( الفيسبوك) الذي يُقرِّبُ الأزمنة، ويُدني المسافات على الرّغم من شحط المَزار والبُعد عن الدّيار.. فأعجبتُ إعجاباُ كبيراً بنوعية كتاباتك، وعمق تعاليقك، وبُعد تحاليلك، و جمالية إسهاماتك، وإنبرهرتُ بذكائك الوقّاد، وبأفكارك المنظّمة، وبأسلوبك السّلس، الأنيق، وفوق ذلك كله، هالني تواضُعك الجمّ الذي لا ريبَ أنه يعلو بكِ فى أعينِ كلِّ مَنْ قيّض الله له حظوةَ وشرفَ التعرّف عليكِ عن قرب .. فما بالكِ إن كان هذا الإعجاب المتنامي صادراً عن أناسِ وأصدقاء، وهم بعيدون عنكِ، وعن بلدكِ الآسر الأغرّ قالباً، وقريبون منه قلباً وروحاً…
كما هو الشأن مع سائر الزّميلات والزّملاء الأخريات، والآخرين، ممّن تربطنا بهم، وبهنّ لحُسن الحظّ وبهاء الطّالع آصرة الحرف النديّ النقيّ، وعُروة الكلمة الصادقة الوُثقى التي لا إنفصام لها، كنتُ وما زلتُ حريصاً على الردّ بكلّ سرورعن كلّ ما تكتبينه وتنشرينه بين الفينة والأخرى، فلم أجد بدّاً، ولا ملاذاَ، ولا مناصاً، ولا مهرباً من أن أقول لكِ بكل ثقة أنّني كنتُ أستشفّ، وأكتشف بين ثنايا كتاباتكِ على إيجازها، وقلّتها، روحاً خيّرة، وقلباً نابضاً بالمحبّة والصّفاء..كما كنت أرى فيهاعلامات، وأمارات، وإرهاصات تؤكّد لي أنني أقرأ لكاتبةٍ فذّة، وأديبة رقيقة، بارعة فى إستعمال يراعها، ومتميّزة فى إجادة فنّ القول بتوظيف لغة سهلة، سلسةٍ، مريحة، وأسلوبٍ عفويٍّ آسر ..

khattabi-saade-ok

كلماتكِ سيدتي فى هذه “الرسالة” تنفذ إلى أعماقنا، وتدغدغ عواطفَنا، وتحرّك لواعجَنا، وتحلق بنا فى خيال مجنّح فسيح، وتلبسناغلالة لازوردية شفيفة، ثمّ تحطّ بنا فى واحة فكرية بديعة، تصدّ عنّا الشّمسَ الحارقة أنّىَ واجهتنا، فتحجبها، وتأذن للنّسيم، نتفيّأ ظلالها الوارفة، وتتنسّم نسائمها العليلة، كلماتكِ تؤوبُ بنا إلى الينابيع الأولي الصّافية، النقيّة، لفنون القول، وجمالية الإبداع، معولها المثلُ العربيّ المأثور الشّهير القائل “خيرُ الكلام ما قلّ ودلّ” .
إنّكِ تحدّثيننا فى رسالتك عن الأهوال التي عاشتها بلدُك على مَضض، عن مرارة الحرب وضراوتها، عن حَنق الإغتراب داخل حُضن الوطن، عن الحنين المُفعم المُترع بأرقّ الأحاسيس االمرهفة، المُتطلّع إلى السّكينة والطأنينة، عن الحنين إلى السّلم والأمن والأمان ….
إنكِ تحدّثيننا على الأغلب، عمّا سبق لنا أن فكّرنا فيه، وكوّنّنا لأنفسنا آراءَ بشأنه، رسالتهكِ البهيجة مرآة ناصعة ترينَ فيها نفسَك، فنضعها أمامنا لنرى ما رأيتِ، أو ما تراءى لكِ فيها، فإذا بنا نرى شيئاً آخر…نرى أنفسَنا إلى جانب نفسك، ونفس ميّ، ونفوس جميع اللبنانييّن الأحرار الشرفاء الذين عانوا الأمرّين من تلك الفتن المفتَعلة اللّعينة، والحروب الكريهة الممقوتة.

May books

 عزيزتنا مارلين .. إنّ الشّعورَ بهول المأساة، وبفداحة الظروف العصيبة التي عاشها بلدُك الجميل، ومرّ بها وطنكِ الغالي المحبوب، يُصبح عند الكاتبة ميّ، وعندكِ، وعندنا جميعاً أكثرَ إيلاماً، و أعتى مَلاماً، وأبعد مَراماً، وأحرّ مرارةً ومضضاً..عليَّ، وعلى القارئات الكريمات، والقرّاء الأصفياء..لذا – كما أسلفتُ آنفاً – قرّرتُ معاودة قراءة رسالتكِ بتأنٍّ، وتؤدةٍ، وتريّثٍ، وئيداً..وئيدا..، ورويداً..رويداً، ليتسنّى لي الإستمتاع بمعانيها، وإستغوار أبعادها، وإستبطان رموزها، وإستكناه مراميها .
رسالتكِ ..الفاضلة مارلين …. (https://taylorsmithconsulting.com/) تتدفّق، وتتفتّق، وتتألّق، وتتأنّق بهالاتٍ من كلمات رائعة، وحروفٍ ناصعة، ومعانٍ زاهرة، ومشاعرَ مُرهفة، وأحاسيسَ مُترفة،  … إنها باقاتٌ بلّورية، ومزهريّاتٌ متلألئة من الجَمال الأخّاذ الذي يطير بنا فى السّمت البعيد، فإذا بهذه الكلمات تقف متعانقةً، متراصّةً برمّتها فى صفوفٍ متساويةٍ، منحنيةَ الإهاب والهامة، مطأطئةَ الرّأس والقامة، إجلالاً، وإكباراً لجَمال، وسِحر لغتنا الجميلة الأمّ…وبجِذعها، الأصيل، وجِذرها الأثيل.
خالص التحيّة وفائق الودّ الجميل.
تحريراً فى مدريد عشيّة يوم السّبت 30 تموز/يوليو 2016.
—————————————————-
*كاتب، وباحث، ومترجم، وقاصّ من المغرب، عضو الأكاديمية الإسبانية – الأميركية للآداب والعلوم – بوغوتا- كولومبيا.
** قالت الشاعرة الخنساء لحسّان بن ثابت حين أنشدها فى محضر النابغة الذبياني حيث كانت تُضرب له قبّة حمراء من أدم بسوق عكاظ فيأتيه الشّعراءُ فيعرضون عليه أشعارَهم :
لنا الجفناتُ الغرُّ يلمعنَ في الضُّحىَ /وأسيافنا يقطرنَ من نجدة دما/ ولدنا بني العنقاء وابنى محرق / فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما.
 قالت الخنساء، وفى روايات أخرى يُنسب لنابغة بني ذبيان أنه هو الذي قال لحسّان: ضعّفتَ (بتشديد العين) افتخارَك وأبرزته في ثمان مواضع قال : كيف ؟قالت (أو قال) : قلتَ لنا الجفنات، والجفنات ما دون العشر، ولو قلتَ الجِفان لكان أكثر، وقلت الغرّ، والغرّة البياض في الجبهة، ولو قلت البيض لكان أكثرَ إتساعاً .وقلتَ يلمعنَ واللمع شئ يأتي بعد الشئ، ولو قلتَ يشرقنَ لكان أكثرَ لأنّ الإشراق أدوم من اللّمعان . وقلتَ بالضّحى، ولو قلتَ العشيّة لكان أبلغ في المديح لأنّ الضيف في الليل أكثر طروقاً، وقلتَ أسيافنا، والأسياف دون العشر، (جمع قلّة) ولو قلت سيوفنا كان أكثر، (جمع كثرة) وقلتَ (يقطرنَ) فدللت على قلة القتل، ولو قلتَ يَسِلْنَ أو يَجْرِينَ لكان أكثر لانصباب الدم، وقلتَ دما والدماء أكثر من الدم، وفخرت بمن ولدتَ، ولم تفخر بمن ولدك .وفى رواياتٍ أخرى يَنسبُونَ هذين البيتين للنابغة نفسِه..عَجَباً..!

Comments: 3

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. كلماتُكَ سيّدي الدكتور محمّد خطّابي، تُشرق أبدا كالجِفان البيض في العشيّة، وحبرُ يراعك الماضي هو السيف المسلِّط للكلمة الحرّة على كلّ ظلمة وجهل، يجري كالدماء المحيية في عروقنا، فيبثّنا حياة جديدة تسمو بالروح، وتعكس عراقة محتِدِك وأصل جدودك الكرماء.

  2. أغتنم هذا الرّكن ، ولا أدع هذه السّانحة تفوتني لأزجي – لهذا الموقع الرّائد، والواعد والمتجدّد Aleph -Lam وللمشرف عليه بألمعيّةٍ فائقة، وإحترافية رائقة الصّديق الأثير، والأديب الأريب، والإعلاميّ القدير الأستاذ الفاضل جورج طرابلسي حفظه الله – لأزجي لسيادته جزيلَ الشّكر ، وعميقَ الإمتنان والعِرفان على العناية الفائقة المتواصلة التي ما فتئ يوليها بدون كللٍ، ولا مللٍ، وبلا هوادة لمختلف التيارات الفكرية، والثقافية، والأدبية، والنقدية،والفنيّة، والتاريخية، واللغوية، والإبداعية ولسائرالمعارف، والعلوم الإنسانية على تنوّعها بشكلٍ عام فى مشارق الأرض ومغاربها ..شكراً على تفضّله مشكوراً، وممنوناً،ومبروراً بنشره لهذا المقال الذي يحمل عنوان ” : قراءة فى مقال.. رسالة من مارلين وديع سعادة إلى ميّ ضاهر يعقوب” …… مع أعطر التحايا ، وفائق المحبّة ، والمودّة ، والتجلّة، والتقدير .

    1. أضم صوتي الى صوت العلامة الدكتور محمد خطابي بتقديم جزيل الشكر والعرفان لعراب أهل الغكر، الصديق الأستاذ جورج طرابلسي، الذي مهما قلت فيه أبقى مقصرة ولا أفيه ما له علي من فضل، هو الداعم الدائم لفكرنا، والمشرع له أبواب قلبه كما صفحاته الثقافية المميزة، تجمع شملنا وتبث فينا روح العزم والاستمرار. أدامك الله أستاذ جورج طرابلسي، وأدام الحضور البهي المشرق للصديق الدكتور محمد خطابي.