جون برامبليت
فقد بصره فأبدع ببصيرته
ليس من السهل تخيل أن شخصا فقد بصره قادر على رسم لوحات مميزة الألوان… لكن الرسام الأميركي جون برامبليت (John Bramblitt) كان فقدانه لبصره سبباً ليكون فناناً كبيراً.
فقد “برامبليت” بصره حين بلغ عامه الحادي عشر بسبب إصابته بمرض الصرع، ولكنه لم يفقد بصيرته وحبه للفن والألوان، فبدأ بعد فترات من اليأس والإستسلام يتعلم كيف يرسم بلا قدرة على النظر، يتحسس القماش والحواف، ويضع علامات محسوسة على أنابيب الألوان، وحين أنجز أولى لوحاته كانت مجرد لطخات، بحسب من شاهدها.
وواصل جون محاولات تخيل الخطوط والأشكال وتحسس كل ما حوله ليوقظ ذهنه، ونجح في وضع طريقة جديدة لتلوين لوحاته الفنية، وذلك باستخدام ألوان بارزة… فبعدما كان يضع علامات محسوسة على أنابيب معاجين الألوان بطريقة برايل، أصبح بشكلٍ ما يستطيع التفريق بين الألوان عن طريق اللمس، فالأبيض ملمسه سميك بعض الشئ، بينما الأسود متحايل.
واستعان “برامبليت” بمخيلته وحاسة اللمس لرسم وجوه الفنانين والأشخاص من حوله بطريقة مطابقة للأصل، ورغم أنه لم ير زوجته وطفله أبدا، إلا أنه رسمهما بالطريقة الصحيحة، فهو يراهما بمخيلته وبصيرته كما هما في الواقع.
يذكر أن لبرامبليت مقاطع فيديو تؤكد مقدرته هذه على الرسم، كما أنه شارك في فعاليات فنية وثقافية عديدة ليرسم أمام الجمهور والأطفال الذين يتعلقون به عادة، كما أنه يدرب المكفوفين على الرسم.
