داود  يجول في طرابلس: مدينة ثقافية بامتياز بلا منة من أحد

Views: 428

نحن في صدد افتتاح خان العسكر

رسميًا هذا الخريف

جال وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود في طرابلس، يرافقه المدير العام للثقافة علي الصمد، المدير العام للاثار سركيس الخوري، ه الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، ومستشار رئيس الحكومة لشؤون الشمال المهندس عبد الغني كبارة، منسق عام طرابلس في “تيار المستقبل” ناصر عدرة، والرئيس السابق لبلدية طرابلس عامر الرافعي.

وشملت جولة داود قلعة طرابلس والأسواق وخان الصابون والارث الثقافي وحمام عز الدين وخان العسكر حيث استمع الى رئيس لجنة الخان المهندس عامر الرافعي في حضور أمين سر جمعية تجار طرابلس غسان حسامي وعدد من الناشطين.

وتحدث داود الى الصحافيين مشيرا إلى أنه يزور طرابلس للمرة الأولى كوزير وقد زارها بالفعل في وقت سابق، وان طرابلس تعنيه جدا.

وقال: “نحن في وزارة الثقافة مهتمون بمختلف المعالم على كل الأراضي اللبنانية، وطرابلس ضمن أولوياتنا، ونعتمد خريطة عمل وضعناها في الوزارة، وقد حرصنا خلال جولتنا على الاطلاع على جزء من مشروع الإرث الثقافي وعلى الأعمال التي يجري العمل عليها. وفي قلعة طرابلس استمعنا إلى شروحات حول أعمال الترميم وما ينفذ بخصوصها من عمل، ونحن نتفقد خان العسكر الذي يحظى منا باهتمام أكثر، وهو سيتحول مستقبلا إلى مركز ثقافي يستقطب المهرجانات والأنشطة الثقافية من خلال موازنة خصصناها لهذه الغاية. ونعمل ليكون الافتتاح قريبا وننجز ذلك في غضون أشهر، على ان يتحول إلى ملتقى طرابلسي”.

وردا على سؤال قال: “طرابلس مدينة العلم والعلماء، مدينة ثقافية بامتياز، وموجودة على الخارطة الثقافية بلا أي منة من أحد، ولها الكثير بما قدمته وما أنتجته من مفكرين ومثقفين وعلماء، ونحن كوزارة معنيون بأن يكون وجودنا عمليا في هذه  المدينة، وزيارتنا، كما نرجو، فاتحة اهتمام لمزيد من العناية بطرابلس الثقافة والتراث وكل ما يعني وزارتنا في هذا الخصوص”.

ورفض داود الرد على أسئلة تتناول الواقع السياسي قائلا: “لسنا في صدد الحديث في السياسة، فنحن في زيارة تعني الوزارة وننكب جميعا على إنجاز اعمالنا، وفي الخريف سنحرص على أن ينتهي العمل في خان العسكر بكل ما نرجوه من دور له وللمثقفين والناشطين في مدينة طرابلس”.

معرض رشيد كرامي

كذلك زار داود يرافقه الصمد معرض رشيد كرامي الدولي، وكان في استقباله رئيس مجلس ادارة المعرض اكرم عويضة والمدير العام للمعرض انطوان بورضى وعضو مجلس الادارة المهندس رضوان مقدم، وتم عرض سبل تفعيل المعرض، واقامة معارض متخصصة في قاعاته. وشرح بو رضى لداود المشكلة مع الشركة المشغلة لفندق “كواليتي ان” والتي لم تدفع المستحقات المالية لادارة المعرض منذ اكثر من خمس سنوات، متمنيا عليه إقامة متحف دائم للاثار اللبنانية ضمن حرم المعرض.

بعد الاجتماع جال داود وعويضة وبورضى على منشآت المعرض يرافقهم المدير العام للاثار سركيس الخوري، مدير مشروع الإرث الثقافي في مجلس الإنماء والإعمال المهندس نبيل عيتاني، المدير العام السابق للوزارة عمر حلبلب، مدير المركز الثقافي للبنان الشمالي عامر الرافعي.

وقال داود بعد الزيارة: “اقترحنا وناقشنا موضوع إقامة متحف دائم في معرض رشيد كرامي الدولي، ونحن نرحب بهذه الفكرة التي عرضها علينا المدير انطوان بوضى، وابدينا الاستعداد للمباشرة فورا بالدراسات، ليتم في ما بعد وضع المشروع على سكة التنفيذ، كما أكد لنا السيد عويضة ان ادارة المعرض ستعمد الى تجهيز المبنى لاقامة المتحف وهذا الامر سيسهل العملية”.

اضاف:” نأمل ابتداء من الأسبوع المقبل البدء بالدراسات الفعلية للمشروع على أمل أن يكون ناجحا ويحقق استثمارا جيدا يستفيد منه المعرض اولا وبالتالي يكون لابناء المدينة حصة وازنة من المشروع نتجية جذب السواح المحليين والاجانب الى طرابلس”.

وختم: “واجبنا أن ندعم اقامة معارض متخصصة في معرض رشيد كرامي الدولي، وان نسعى، قدر الامكان وضمن الإمكانات وبمساعدة القطاع الخاص  ودعمه، أن نقيم اكبر عدد ممكن من المراكز التي لا تكمن قيمتها بالفن فقط، بل ان تكون نقطة جذب سياحية واقتصادية تعمل من أجل تحريك العجلة الاقتصادية في طرابلس وجوارها وكل الشمال، وهذا من ضمن أولوياتنا وواجبنا”.

من اليمين: د. علي الصمد، الوزير محمد داود، رامز الفري، صفوح منجد متحدثًا.

 

الرابطة الثقافية

تابع وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود جولته في مدينة طرابلس، والتقى في مقر الرابطة الثقافية حشدا من الهيئات الثقافية في طرابلس والشمال، في حضور المدير العام للوزارة الدكتور علي الصمد، الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، المدير العام للآثار المهندس سركيس خوري، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، منسق “تيار المستقبل” في طرابلس ناصر عدرة، ومديرين وأساتذة جامعيين وإعلاميين.

النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس الرابطة رامز الفري كلمة قال فيها: “إن لقاء اليوم هو دليل واضح على محبة معالي الوزير واهتمامه بطرابلس وسعيه لدعم هذه المدينة الصامدة والصابرة ودعم مؤسساتنا الثقافية التي يقع على عاتقها عبء كبير في التحضير لإنجاح إحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023 التي أقرها مؤتمر وزاة الثقافة العرب وأعلنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

إن طرابلس قد عانت الكثير من الحرمان والتهميش والظلم وهي في حاجة إلى كل الجهود الخيرة ودعم كل الوزارت المعنية للتعويضها ما عانته في كل السنوات الماضية”.

والقى الدكتور الصمد كلمة رحب فيها بالهيئات الثقافية، وقال: “يسعدني أن أرحب باسمكم بمعالي الوزير داود بين أهله في طرابلس، في إطار هذه الجولة التي نقوم بها، والتي شملت حتى الآن الأسواق والقلعة وعقدنا لقاء طويلا في خان العسكر مع العاملين في المركز الثقافي للبنان الشمالي لأن الوزير أراد الإطلاع ميدانيا على أوضاع مشروع الإرث الثقافي الذي ينفذه مجلس الإنماء والإعمار، بالتعاون مع الوزارة. رزنا العديد من المواقع وتوجنا لقاءنا معكم الآن في الرابطة الثقافية ونحن سعداء جدا بلقاء هذه الوجوه الثقافية في طرابلس خصوصا والشمال عموما لنتباحث معا في الفعاليات الثقافية التي تعنى بها وزارة الثقافة وتقوم برعايتها”.

وأعلن عن “الخطوة الأولى التي ستقوم بها الوزارة في طرابلس وهي إعلان “خان العسكر”مركزا ثقافيا”، مشيرا إلى أن “الخطوة الثانية والمهمة هي التحضيرات للحدث المهم وهو احتفالية طرابلس عاصمة الثقافة العربية في الـعام 2023 حيث سننكب، بتوجيهات معالي الوزير، على التحضير الميداني والمتابعة لتنظيم فعاليات هذه الاحتفالية”.

من جهته، شكرالوزير داود للحفاوة التي استقبل بها في طرابلس، مؤكدا أنها “دليل حسي واضح على انفتاح مدينة طرابلس الثقافي والاجتماعي”، وأضاف: “تغمرنا اليوم طرابلس، بدفء احتضانها الإنساني، تجوالا في ساحاتها والخانات، والمساجد والكنائس والأزقة المسقوفة والحمامات، والقلاع الدهرية، وآثار تمتد من العصر البرونزي إلى الحديدي، ومن زمن الرومان إلى البيزنطيين والمماليك، وصولا إلى زمن السلطنة، ولا ننسى تسمية اليونانيين لها “بالمدينة المثلثة TRIPOLIS” في القرن الرابع”.

وأضاف: “طرابلس العراقة، التاريخ والتراث، عرفت بالماضي واليوم، محطات مشرقة في عالم الآداب والفنون، تعرفون جميعا أحوالها، في القرن التاسع عشر على سبيل المثال- كان كل مسجد يحتضن مكتبة، ونخص بالذكر مكتبة الجامع المنصوري ومكتبة أبرشية الروم. وهل ننسى مطبعة البلاغة التي تأسست عام 1893، وجريدة “طرابلس الشام” التي أنشأها البحيري عام 1892.طرابلس اليوم، بفضل إرادتكم، هي مساحة تفاعل ثقافي – إنساني خلاق، عبر منتدياتها وتجمعاتكم الثقافية الأهلية، وأقلام كتابها ومبدعيها أدبا وفكرا وفنونا على تنوعها”.

وتابع: “نلتقي اليوم، فاعليات طرابلس الفكرية في رحاب الرابطة الثقافية، الحاضرة – الفاعلة منذ ولادتها مع الاستقلال في العام 1943 – في الحياة الثقافية، لبنانيا وعربيا، وهي الدائبة على تنظيم معرضها السنوي للكتاب منذ العام 1974.أهل الفكر والثقافة، لم تحجم مدينتكم يوما عن القيام بدورها الثقافي الريادي من خلال الأفراد والجماعات والروابط، وعلى سبيل المثال فقط، المجلس الثقافي اللبناني الشمالي وجمعية الحفاظ على التراث ومركز العزم الثقافي ومركز الصفدي الثقافي وأصدقاء البيئة ونادي الجامعيين، إلى حراك التجمعات الثقافية العديدة الناشطة”.

وقال:تعود بنا الذاكرة إلى رائعة المطران خضر “لو حكيت مسرى الطفولة” شهادة إنسانية – أدبية شاعرية عن طرابلس، مدينة السلام والتسامح. أهل الفيحاء، مدينة الإبداع والوحدة الوطنية ونحن في وزارة الثقافة نعمل مع مؤسسات المجتمع الأهلي المدني على التنمية الثقافية، سواء في طرابلس، وفي كل المناطق، إيمانا باللامركزية الثقافية. وعلى جدول اهتماماتنا تأهيل المعالم الأثرية، وفي هذا المجال، نذكر خان العسكر، ونحن في صدد إفتتاحه رسميا هذا الخريف، بعدما استكملت عملية التأهيل، وحصل التأخير بسبب تأخر صدور الموازنة. وسنولي معرض رشيد كرامي العناية اللازمة، ونضيفه على لائحة التراث العالمي، هذا المعلم الحضاري والتحفة المعمارية، التي أنجزها المهندس البرازيلي العالمي  OSCAR NIEMEYER. كما ان الخطة الثلاثية التي تحضرها الوزارة، ستعنى بالإرث الثقافي في منطقة طرابلس الأثرية وفي سائر مناطق لبنان”.

وختم: “أحيي تضامنكم وتوجهاتكم الثقافية، جمعيات ومؤسسات وروابط ومراكز فكرية، وأحيي أهل الإبداع أدبا وفنونا على أنواعها. وإننا جميعا، بإيمان نعمل، لبناء وطن الثقافة والإنسان والأمل بإضاءات ثقافية دائمة”.

ثم تحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد فأثنى على “الخطوة العملانية التي قام بها وزير الثقافة والمدير العام للوزارة في تثبيت موعد احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية، آملا بإتخاذ الخطوات المطلوبة في هذا الإطار ولا سيما تشكيل الهيئة الوطنية المحلية للإشراف على فعاليات هذه الاحتفالية، من جهة، ووضع برنامج بالأنشطة التي ستشهدها طرابلس وتقدير الميزانية المالية المطلوبة ورفع تقرير في هذا الشأن إلى وزارة الثقافة ثم إلى مجلس الوزراء لإقرارها”.

وأشار إلى ان “هذا الحضور الذي يمثل زهاء 72 جمعية وهيئة ثقافية من طرابلس ومن الضنية والمنية والبترون وزغرتا ومناطق الشمال كافة، يؤكد ان احتفالية طرابلس لن تقتصر على ثلاثة ايام كأنشطة ذات طابع رسمي بل ستمتدّ هذه الفعاليات مدى سنة الاحتفالية بكاملها”.

بعد ذلك، استمع وزير الثقافة إلى اقتراحات الهيئات الثقافية ومطالبها، وتحدث ممثلو الجمعيات فركزوا على الخطط الحالية والمستقبلية التي سيشملها الإرث الثقافي في طرابلس.

وأعقب ذلك غداء اقامه الدكتور الصمد وعقيلته في مطعم “الحاج علي” في طرابلس ترحيبا بزيارة الوزير داود، في حضور مديرة مركز الصفدي نادين العلي عمران ممثلة وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الصفدي، لقمان الكردي ممثلا محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، اللواء خير، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمر الدين، وكبارة وعدرة وحشد من الهيئات التربوية والثقافية والإجتماعية.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *