مشير عون… رفع صوته ورأسه وقال الحقيقة

Views: 626

أنطوان سعد

شكاوى ونقيق تعم البلد، ونواطير لبنان يغالبهم النعاس، وغالبًا ما يغلبهم، وثعالبه تعيث فيه فسادًا. وأخشى ما يُخشى أن تأتي أجيال، وإني لَناظرها، لتنتقد، وعن حق أبناء هذا الجيل، وتسألهم كيف عشتم في هذا الذلّ، وهذا التلوّث، وهذا الإفقار والاستغلال… وصولًا إلى الاستحمار.

أكثر من يلام هم النواطير، وليس الثعالب التي، بالأحرى أن نقول، الذين باِسم الحزبِ والتيار والطائفة وحتى الطبقة يقتاتون تعب الناس، وصولًا إلى أن يقتاتوا الناس أنفسَهم، إنها طبيعتهم يحتالون للوصول إلى الحكومات والمناصب والمراكز لتشريع إمساكهم بخناق المواطنين، ولا يلام المزارعون الذين ينشغلون بإنتاج قوتهم وقوت عيالهم. أما النواطير فحالات التثاؤب التي تضعف نظرهم لرغبة في منصب وزاري أو نيابي أو جامعي، أو لأي سبب آخر، ستنتهي بهم إلى يقظة شبيهة بيقظة الموت حيث لا يعود ينفعهم وينفع أولادَهم شيءٌ.

د. مشير باسيل عون

 

لعل ما هو أدهى من المصلحية أن ينشغل الناطور بصوت الجميل وبشيء من النرجسية تشغله عن التنبّه لحماية الحقل والدفاع عنه في وجه الثعالب.

حسب الصديق البرفسور مشير عون أنه لم يكن ناطورًا نائمًا، أو متثائبًا أو منشغلًا أو متشاغلًا في إثبات نفسه ومكانته ولغته وفصاحته وبلاغته، بل في تمام اليقظة والوعي، فكتب عشرات المقالات والكتب وتحدّث في جميع المحافل ورفع صوته ورأسه وقال الحقيقة، ولو تسبّبت له بخسارة موقع كان يخدم فيه ما تبقى من قيمة أكاديمية في الجامعة اللبنانية.

***

(*) ألقيت في تقديم  ندوة بعنوان “الفلسفة في معترك الإصلاح في الاجتماع اللبناني”، انطلاقًا من كتاب د. مشير باسيل عون أهؤلاء هم اللبنانيون؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *