السلطة داء… ولا دواء

Views: 549

جوزف أبي ضاهر

«نستمطر» الرحمة في عزّ الصيف. لسنا في زمن يغيّر روزنامته ويمطر.

النار حوّلت الناس حطبًا.

أيّ رحمة تبلسم قلب أم وأب وشقيق وحبيب. وأي حكم يردّ روحًا كانت الحياة لها وسع الأمل، فغدت بابًا أضيق من فوهة بندقيّة.

الساسة؟ ولن أحدّد، يغتسلون بخطاياهم كلّ صباح، ويلبسون نَزَق الكلام، فتصرخ قلوب الأمهات:

«يا ولدي… آه يا ولدي».

يُفتح الجرح ليُذر فيه ملح التبريرات. ولا يعود يندمل.

صورة الغائب صارت بصيرة أم وأخت وأخ وأبٍ وأحبّةٍ. بعضهم ينقلها إلى قلبه، وبعضهم الآخر يتركها أمام الشمس المفروض أن تكون قوس محكمة، كتب فوقه عبارة «العدل أساس الملك».

المُلك صار خاصًا، ما عاد عامًا. المالك السعيد لا يتنازل عن ميراثٍ. يقول، ويذكر دائمًا، بأنه تحت سقف القانون… والقانون، من زمان بعيد، بعيد، هدمت جدرانه وسقط السقف وسقطت العتبة التي رفعتها همة رجال كان همهم أن يكون البيت سترًا وحاميًا ومحميًّا من غدر الزمان.

… وإذا بالغدر يقفز من فوق الزمان، كرمى لعيني طامع بأمر ما، بأي أمر، بأي سلطة أو بأي نفوذٍ، أو ثراءِ مجدٍ ومال وهيمنة.

الصورة له وحده. هو يتصدّرها.الباقون خلفه يرفعون ذيله حتّى لا يتغبّر.

يا «الأم الحزينة» نقبّل دمعك: اغفري.

أنتِ ونحن ندرك: لن يتغيّر أي شيء. السلطة داء لم تجد له الشعوب المتحضرة دواء؟ ولن…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *