جوليا قصار لـ Aleph-Lam: اعتبر أنني لم أقدم شيئًا بعد

Views: 847

ريمون جبارة لا يتكرر  ورفيق

علي أحمد أذهلني في “الجرس”

ليلى الداهوك

شخصية متميزة تجمع بين الطيبة والتواضع والعنفوان، تتحسس ألم الآخرين وتكره الظلم . تحمل قضايا الناس وتتفانى في العطاء بكل ما أوتيت من قدرة . تعشق التعليم وصقل الأجيال الجديدة لقيادتهم نحو الإبداع، وتحث الجميع على النجاح لتفرح بنجاحاتهم. قارئة نهمة ومتتبعة للأعمال الفنية، تشجع الغيرة الإيجابية وتؤمن بأن نجاح الجماعة الطريق الأجدى لنجاح الأفراد ونجوميتهم. إنها النجمة الممثلة جوليا قصار، كان لنا معها حديث بلا أقنعة.

كيف تصفين جوليا الإنسانة؟

لا أحب الأسئلة الشخصية فالناس تحب الممثلة جوليا من أجل عملها وما تقدمه ولا يهمها الأمور الشخصية.

هو سؤال للدخول إلى أعماق جوليا النجمة والتعرف إليها.

لو كنت أعرف التحدث عن نفسي لما تخصصت بالتمثيل .

 التمثيل… مرآة

تعبرين عن نفسك بالتمثيل؟

تمامًا، كأي إنسان عادي أغرمت بالرقص ثم التمثيل واتجهت إلى المسرح، وقدمت أعمالا سينيمائية وتلفزيونية. أعشق كل أنواع الفنون كالقراءة والموسيقى.

المكان الذي ترتاح فيه جوليا؟

أي مكان صامت أكون فيه وحيدة . منزل، طبيعة.

ما الذي يستفزك؟

الاستفزازات اليوم في حياتنا لا تحصى، مثلا القيادة الخارجة عن القانون، الدراجات النارية التي تمشي عكس السير ما يشكل خطرًا ويتسبب بحوادث. إضافة إلى التجاوزات التي تحدث على الطرقات وتؤدي إلى كوارث، ولا يتم ضبطها للأسف .

ما الذي يبكيك؟

أي ظلم بحق إنسان أو شعب، الأولاد المتروكون في الشوارع، التهجير الذي يحدث على مستوى الكرة الأرضية والأسى الذي يسببه.

على هذا الأساس تختارين أدوارًا تحمل رسالة؟

لا قيمة أو جمالاً لأي دور  من دون رسالة، يجب أن يعنينا الدور، يمسنا ونتفاعل معه . فإما يعرض واقعَا ما، أو ينبهنا إلى وضع معين، أو يثير فينا التطلع نحو الأفضل أو غير ذلك. فأنا أرفض الأدوار إذا لم تمس إنسانيتي، لذا لا أحمل شعارات  المسرح الملتزم لأنها تكبل الممثل عن أداء رسالته بواقعية وصدق.

لذلك أدوارك دائما مركبة وصعبة؟

طبعا فأنا أول مشاهدة للدور إذا لم يهز كياني أرفضه.

هل ثمة سمات مشتركة بين شخصية “عايدة” في “إنت مين” وبين شخصية جوليا قصار؟

عايدة تشبهني بعنفوانها وصمودها وحلمها وأهدافها دافعت عنها. نحن جيل عشنا الحرب وقاومنا من خلال المسرح . تخيلي أن تدرسي الفنون تحت القصف وتعملي في المسرح وسط الدمار والنيران والخطر.

هل واجهتك مشاكل؟

بالطبع واجهت رفضًا وصعوبات، لكنني سرت نحو الهدف ودافعت عنه بعناد . تشبثت بفكرتي وكنت متأكدة أن وجودي مرتبط بالمسرح.

 

 تعليم و… التزام

كيف تقضي جوليا يومها عندما لا تكون منشغلة بعمل تمثيلي؟

عادة لا أتوقف ولا أبتعد، فأنا أتابع التعليم في الجامعة لطلاب التمثيل، كذلك أستفيد من الوقت لمتابعة العروض والأعمال التمثيلية للزملاء، سواء المسرحية أو التلفزيونية.

هل تساعدك متابعة أعمال الآخرين على التطور؟

بالطبع فالمشاهدة تغني الخبرات وتغذي الإنسان، فأنا أحب تشجيع الزملاء وأقدر أعمالهم.

بين التعليم الجامعي والتمثيل أين تجد جوليا نفسها أكثر؟

في البداية طلب مني التعليم بضع ساعات في كلية التربية ضمن برنامج إعداد الممثل ثم في الفنون الجميلة تعليم التمثيل، فتورطت في دوامة عشق موازية للتمثيل وأصبح التعليم والتربية جزءًا لا يتجزأ من جوليا لا بل من أولوياتها.

ماذا يضيف إليك التعليم؟

التعليم عملية عطاء وتبادل خبرات،ودعم للجيل الجديد، إضافة إلى الفرح اللامحدود خلال تطور الموهبة النضرة شيئا فشيئا. إلتزامي بالتعليم صار له أهمية وحرفية كبرى وله أولوية أحيانًا على التمثيل، فأنا لا أسمح لأي انشغال بأن يأخذني من التعليم وأرتب وقتي على أساس وضع التعليم أول القائمة .

أنت صديقة لتلامذتك؟

أنا دائما حاضرة للنصيحة والدعم مع المحافظة على خصوصية الطلاب.

أكثر ما يشعرك بالرهبة؟

عندما يعرض أحد أعمالي وأحضر إلى الصف أشعر برهبة وصعوبة، فأجدني أمام اختبار جديد. التلميذ هو الناقد اللاذع الأول خصوصًا أنني أكرر دائمًا أمام طلابي أن الممثل يبقى، طوال حياته،  في حالة اختبار أمام الجمهور والمشاهدين. وما أحبه هو شعورهم بالسعادة حين يتتلمذون على يد استاذ مستمر في الأعمال الفنية والنجومية،هذا أمر يمنحهم دعمًا وإصرارًا على الاستمرار في الطريق الذي اختاروه ويعزز حلمهم بالنجاح والنجومية.

ريمون جبارة والآه

أنت سيدة المسرح..

أحمد الله أن مخزوني في المسرح والسينما والتلفزيون معا لا يستهان به، ولكنني أعتبر المسرح الخزان الرئيس للتمثيل والزخم ما يسلح الممثل بتقنيات عالية .  يتطلب العمل المسرحي  تجسيد شخصيات مختلفة بأبعاد عميقة،ما يفرض  الكثير من التمرين والعمل الشاق، إضافة إلى العمل على التعبير بالجسد والقدرة على الارتجال.

من هو المسرحي الذي يجعلك تطلقين الآآآه؟

رحم الله الكبير ريمون جبارة، كان أستاذي واشتركت معه في أربعة أعمال، وأثر فيَّ وفي شخصيتي كممثلة. كان ينقل للجميع الإيجابية والثقة بالنفس، وهو من عرض علي أول دور بطولة، لكنني لم أستطع الموافقة عليه بسبب رفض الأهل امتهاني التمثيل .

كيف وافقوا إذا على  دخولك معهد الفنون؟

بعد إصراري وعنادي وافقوا شرط أن تكون دراسة  بهدف حمل شهادة وليس ممارسة المهنة.

بالعودة إلى الكبير ريمون جبارة .. من غيره جذبك كمسرحي؟

أولا ريمون جبارة لا يتكرر في المسرح اللبناني ولا العربي .

ثانيا الفنان رفيق علي أحمد في مسرحية الجرس أبكاني وأضحكني وذهلني وقلت آآآخ. جعلني أتساءل عن ضخامة طاقاته وقوته وقدراته الإبداعية فغرت منه غيرة إيجابية أحبها جدا لأنها تحفز الآخرين على تقديم الأفضل والأرقى . والنجاح برأيي لا يتحقق بالتفرد فنجاح الآخر يقودنا إلى النجاح ويحثنا عليه، والجو  العام بالنجاح يمنحنا زخمًا وأهمية. هنا لا بد من الإشارة إلى إبداع المخرج والممثل روجيه عساف في عمل الجرس. إذ خلق منصة للشباب ليعبروا عن نفسهم وهو مسرح دوار الشمس في منطقة الطيونة. أيضا أريد أن أذكر تحريضي للمسرحي الكبير صديقي رفعت طربيه على تدوين ما كان يرويه من قصص حدثت معه خلال مسيرته، وكم كانت فرحتي كبيرة عندما طبع كتابه “رفعت الستارة”.

خطوات بطيئة وإشاعات

حدث غير مسار حياتك الفنية؟

قد أكون فوتّ فرصًا هامًة علي كان من الممكن أن تنقلني إلى مكان آخر نسبة للظروف أو التردد نوعًا ما. فقد تطلب بناء اسمي عملا بطيء الخطوات نوعا ما.

ما علاقتك بالإشاعات؟

لا أحبها، ومواقع التواصل الاجتماعي تساعد على انتشارها. إنها تمس بالآخرين وتؤذيهم . 

هل تردين عليها؟

أبدا لا أرد عليها ولا تهمني.

أحلى تعليق قرأته عنك؟

على الفيسبوك، إذ كتب  أحد المشاهدين: قانون جديد في السينما اللبنانية،أينما تجد جوليا قصار تستدل على جودة الفيلم.

فعام 2017 عرضت الصالات ستة أفلام اشتركت فيها من بينها: “محبس”،  “نور”، “يلا عقبالكن”، “ربيع”…

ليلى الداهوك وجوليا قصار

إنتاج مشترك

في فيلم محبس إشتركت مع ممثلين سوريين هل تجدين صحة في هذا الدمج والتنوع الذي يتكاثر بين ممثلين من جنسيات عربية؟

أنا مع دعم الإنتاج اللبناني اللبناني بقوة كونه تعبير عن هويتنا . أما حين تكون الدراما المشتركة ضرورة لحتمية الموضوع فلا مانع من التنوع، مثل “محبس” لأن القصة فيه مبنية على الجنسيتين. أؤيد تدعيم كل دراما بجنسيتها وهويتها سواء السورية أو المصرية أو الخليجية أو اللبنانية، فثمة خصوصية لكل مجتمع وبيئة .هذا الأمر يساعد كل شعب على التعريف عن نفسه وخصوصيته.

هل تتبادلون الخبرات في العمل المشترك؟

مهنتنا كلها تبادل خبرات حياتية وإنسانية ومهنية. وبالنسبة لي كانت تجربة رائعة مع كبار الفنانين السوريين،كنادين خوري،بسام كوسا،جابر جو خضار وقد استمتعت بالعمل معهم.

ما الأخطاء التي تعترفين بها؟

عندما يخطىء الإنسان دائما عليه الاعتراف بالخطأ.

هل تعتذرين؟

مؤكد، فالاعتذار ضرورة .

ماذا تقرأين؟

أحب الروايات جدًا، والشعر.

تتميزين بإلقاء جميل جدًا،ألم تحاولي كتابة الشعر؟

لا، ألقيت الكثير من الأشعار وشاركت في عشرات الأمسيات، لكن لم أحاول الكتابة.

مساكنة وحقوق المرأة

هل تؤيدين المساكنة؟

كل إنسان حر في حياته وخياراته.

هل تؤيدين إعطاء المرأة الجنسية لأولادها؟

معظم البلدان أقرت هذا الأمر لماذا نمتنع نحن؟ لماذا نغرق بالمحاذير السياسية؟ ما ذنب هؤلاء الأطفال أن نحرمهم الحقوق المدنية؟

أطلقت عليك الكثير من الألقاب .. أنت بماذا تلقبين نفسك؟

لا يعني لي لقب معين. بصدق لا تواضع “أعتبر أنني لم أقدم شيئا بعد”.

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *