الأب يوسف يمّين في أعماقه: الكون قصيدة والله ناظمها

Views: 755

سمر الخوري

 

“أنت الشاعرُ الأكبر

والكونُ قصيدَتَكَ

فجعلتَ من الشعرِ

لاهوتَ الخيال والجمال والحب….”.

*من كتاب لـ الأب الدكتور يوسف يمين سيصدر قريباً تحت عنوان “في الاعماق” قصيدة المحبة ولحن أدونيس…

 

“الله الشاعر”

يحدثونك عن الشعر…والشعر خلق وإبداع. وقد أصاب الأب الدكتور يوسف يمين حين لقب الله بالشاعر. فمن مثل الله يجيد نظم الشعر/الخلق/ الإبداع؟ ومن مثل الله يخلق قصيدة حية تسمى الكون؟

الشعر خلق. والله هو الخالق. وسبحان القصيدة التي دبجتها يداه، وعقله، ومحبته! سبحان القوافي والإلهام وهو يخلق في نظام لا يجارى. مليارات من الصور البشرية لا تتشابه في الوجوه والعقول والأروية.

أية أوزان ينظم بها الكون فيسبكه عقدا قل نظيره في مدارات لا متناهية تنتظم فلا تتصادم أو تتفكك؟ وكل ذرة فيها من القوة ما يدِّمر أي وجود لو فقدت التوازن لثوان معدودات.

أنت.. من أنت في عظمتك ومحبتك تبدع ما يرى وما لا يرى، في وحدة وائتلاف عجيبين!

لا يا صديقي العلم العلاّمة، ليس الله الشاعر الأكبر. فهذه الصفة من لزوم ما لا يلزم. الله هو الشاعر والناس شعراء وشويعرون. ألم يخلق الله الإنسان على صورته ومثاله؟ ألم يتجسد الله كي يشابه الإنسان، في كل شيء، ما عدا الخطيئة؟

عظيم هو الله في شعره وإبداعه!

الشعر محبة. ومن مثل الله في محبته اللامحدودة؟!

الشعر خيال. ولا يتصورنّ  أحد أن الكون لم يتجسد الا بفعل مخيلة تفوق تصور الإنسان.

يقول بول إيلوار: الشعر هو الفعل. صحيح يا صديقي الأب الشاعر. إنه فعل الخلق الذي بدأ بفعل كن. فكان الوجود من العدم، أو كما تصفه في فلسفتك، نتيجة الانفجار الكبير. هذا الانفجار الناجم عن محبة لا عمق لها، اتلدت منها قصيدة الكون اللامتناهية.

الثالوث الذهبي

عودة إلى عنوان الكتاب: من الأعماق. أعماق الله والكون والإنسان. أعماق العالم المتوازي في سكونه والضجيج، حيث الهيولى تأتلف وقوة اللحن في القصيدة الوجودية.

من أعماق القصيدة اللاهوت يزهر الحب والجمال والخيال.

من أعماق اللحظة الأولى يتفاعل القبل والبعد، في انسجام أزلي يبحث عن سرمديته التائهة.

من أعماق النار التي سرقها بروميثيوس شرارات حلولية تتوق إلى نغم أدونيس ، في انتظام  تفعيلات القصيدة، وانتظار عبير الأوزان.

أيها الأب البروميثيوسي الهينمات، لحن أدونيس الذي زرعته في فلسفتك الذرية يبحث عن عشتروت القضية. قضيتك هي الله في ثالوثه الذهبي: الخيال والمحبة والجمال. وقد اختصرته في أقنوم واحد هو الشعر.

لله تسع وتسعون من الصفات الحسنى، وقد زدت عليها صفة الشاعر. والتشابه واضح بين الشاعر الله والإنسان الشاعر. كلاهما له جرح يغوص في الأعماق، فيبدع. وما جرح الله النازف أبدا الا الإنسان.

أيها الأب اليميني المجنون بفلسفة الله، الله ليس شاعرا، أي صفة مشبهة، إنه الشعر، أي المصدر. ومن المصدر أساس كل فعل وخلق وكينونة. وحيث يكون الشعر تكون الحياة، والحياة بوفرة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *