سجلوا عندكم

يريدون وطنًا

Views: 83

جوزف أبي ضاهر

الذين يريدون وطنًا على مَقاس أجسادهم، لن يروا إشراقة شمس لأجله. ولو تصدّرت الشمس السماء. الغيوم السود في جيبتها، ورهن إشارةٍ من «آخر»ٍ يُطاع ولا يُسأل.

الناس لن ترى الشمس – الأمل، لحظة تغمز، وتدير ظهرها (لهم طبعًا) لتُواعد الأحلام، وما يليها من طقوس الجسد والنوم.

الانتظار لرؤيتها لن يفيد، ما لم يغيّروا أمرًا في يدِ مَن صارت طاعتهم «الحكم» المبرم، وهي نفذته، ونامت عند بائعٍ للوقت، لا يطلب منها بدلاً، ولا يقايضها على رغبةٍ. فقط، في غده يُخبر أنها نامت في فراشه، وغَفَت من دون أن تحلم… تركت الأحلام جانبًا.

لكلِّ يومٍ أحلامه في يقظةٍ، تتكرّر حتّى تأكل ذاتها، ولا تُدرك اكتفاءً.

… وأما الذين يريدون وطنًا فسيظلّون في الانتظار ذاته، طويلاً سينتظرون، ويقفون في صفوفٍ أمام المطالبات ذاتها، والوطن سينتظر لَهِيفًا دعوته ليصبح واقعًا، يُعاش حياةً، يُحبُّ التزامًا، يُحفظ ذخيرةً، لمن سيأتي إن أتى. إن وجد في هويته علامات فارقة لعيش حقيقي، لا لتعايش يباع في المناسبات «غزل سكّر» يذوب قبل تمتّعه ببوسة الشفتين.

Email: [email protected]

(https://mva.la/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *