الجامعة الأميركية تفتتح العام الدراسي ورئيسها يشدد على أهمية توفير الفرص لمستقبل مشرق

Views: 685

افتتحت الجامعة الأميركية في بيروت، عامها الدراسي الجديد في احتفال رسمي أقيم في قاعة “أسمبلي هول” في حرم الجامعة، ترأسه رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، في حضور رئيس مجلس الأمناء الدكتور فيليب خوري ووكيل الشؤون الاكاديمية الدكتور محمد حراجلي وعمداء الكليات وبعض أعضاء مجلس الأمناء ونواب الرئيس وبعض اساتذة الجامعة والعاملين فيها وطلاب ومهتمين.

بعد دخول الموكب الرسمي المؤلف من الرئيس وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء مجلس الأمناء، استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ليتكلم بعد ذلك رئيس الجامعة في خطاب بعنوان “يمكن أن يحدث هنا”. إذ بعد مقدمة ذكر فيها “بعض الأحداث المثيرة للقلق في هذا الصيف، من الإلغاء القسري للحفل الموسيقي في بيبلوس لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت أعضاء فرقة “مشروع ليلى” الذين حضروا الاحتفال، إلى رئيس الولايات المتحدة الذي حث أقرب حلفائها على حظر دخول العضوتين المسلمتين الوحيدتين في الكونغرس الأميركي، إلى أعمال الشغب في هونغ كونغ بهدف التمسك بحقوق الشعب المكتسبة منذ زمن طويل في حرية التعبير والمحاكمة العادلة”.

وقال: “لسنا هنا لنعترض على غياب العدالة والعدل والفرص في العالم. بدلا من ذلك، نحن موجودون لإعطاء الأمل لليائسين، والفرصة لقليلي الحظ، والتعليم لمستحقيه، بغض النظر عن قدرتهم على دفع كلفة هذا التعليم العالمي المستوى. إننا نقوم بذلك عن طريق تجنيد الأفضل والألمع، وعن طريق توفير المأوى لهم ودعمهم خلال عواصف قد تأتي، ومن خلال توفير المشورة والضمير لقادة المنطقة. نحن هنا لنوفر الأمل والفرصة لمستقبل أفضل وأكثر إشراقا. ربما علينا أن نسأل ما الذي يمكن أن يحدث هنا لتغيير بلد ومنطقة، بحيث لا يضطر أفضل وألمع الشباب إلى مغادرة منازلهم لكسب فرصة متكافئة النجاح، وللحصول على حقوق الإنسان الطبيعية بالصحة والسعادة والحياة الأفضل. علينا أن نسأل عن كيفية تهيئة بيئة يمكن فيها للكوكب، الذي نستهلكه حاليا بوتيرة سريعة، أن يعتنى به ويحفظ للأجيال وحتى لآلاف السنين”.

وتحدث عن “كيف أن التقدم الأكثر أهمية على مدار التاريخ، معظمه قد تحقق في فترات التوتر والمعاناة والألم”، وانتقل للحديث عن “طرق استخدام الغضب لإحداث تغيير إيجابي”. وسأل: “كيف يمكننا، تسخير الغضب ذاته الذي إذا وجه كما يجب يمكن أن يحل المشكلات العالقة؟”، وأبرز “الصفات الطموحة التي ناقشها المؤرخ البريطاني أندرو روبرتس في كتابه عن نابليون، وهي الجدارة والمساواة أمام القانون وحقوق الملكية والتسامح الديني والتعليم العلماني الحديث والتمويل السليم”. وسأل: “كيف يمكننا التأكد من أن القرن الحادي والعشرين يتحرك بمزيد من النجاح نحو هذه الأهداف، ونحو الحفاظ على الطبيعة والاستدامة والاشتمالية والابتكار والتوزيع العادل للثروة والصحة والسعادة؟”

أضاف: “دعونا نفكر في ما نقوم به في الجامعة الأميركية في بيروت ويمكننا القيام به لتعزيز تلك الصفات ذاتها من أجل تشكيل مجتمع أكثر عدلا وعدالة، وعالم أكثر اشتمالية. لدينا بالفعل أساتذة يقومون باكتشافات أساسية يمكن أن تؤثر على المنطقة. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت يهتم ببعض أكثر الأفراد سقما وسوء طالع في المنطقة. موظفونا غير الأكاديميين هم نماذج من التفاني غير الأناني، ويظهرون ولاء لا مثيل له، وتصميما، وصمودا في التمسك بمهمة الجامعة، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تهدد بإغراق لبنان والعالم العربي. كما يقوم طلابنا الرائعون، وهم الأفضل والألمع في المنطقة والعالم، بإنارة القرى وتعليم الفئات المحرومة والترفيه عن البلد والمنطقة بموسيقاهم ومسرحهم وخلق قيمة جديدة من خلال الابتكار والتطبيق”.

وتناول “إحدى أعظم الروايات الأميركية في القرن العشرين، “عناقيد الغضب”، التي كتبها جون شتاينبك الحائز في العام 1962 جائزة نوبل، وتسرد تفاصيل المصاعب المؤثرة لعائلة جود المهاجرة، بعد أن كانت في يوم من الأيام عائلة مزارعين فخورين من مالكي الأراضي في أوكلاهوما”. وقارنها بما يجرى حاليا في المنطقة، وقال: “هذه التجربة تقتبس إلى درجة مأساوية اليوم من خلال نزوح قطاعات شاسعة من المجتمع الزراعي السوري إلى لبنان والأردن ومصر وتركيا. ومثل المرتحلين عن أوكلاهوما في رائعة شتاينبك، تعاني الأسر السورية من الجوع وقلة فرص الحصول على الرعاية الصحية، والافتقار إلى الفرص التعليمية والازدحام وسوء الظروف الصحية. ومثل المرتحلين عن أوكلاهوما، فهم يصادفون بعضا من الذين يفهمون محنتهم ويدعمونهم. ويحتل طلابنا وأساتذتنا مكان الصدارة في قيادة هذه الجهود في كل أنحاء البلاد”.

وتابع: “قامت أسرة الجامعة ببناء مدارس محمية من خلال مشروع “غطا”، وقامت بتحليل ظروف العمل للأطفال المهاجرين، وبنت سجلات طبية إلكترونية محمولة لهم، وذلك من بين العديد من المشاريع الأخرى. ونبل الأفراد الذين يشاءون التضحية من أجل الآخرين، يبرز بوضوح في رائعة شتاينبك ويذكرني بالتحديد بطلابنا وأساتذتنا وموظفينا البارزين، والذين يعطون من ذاتهم، ومن دون أنانية حتى يتمكن الآخرون من “أن تكون لهم حياة وتكون حياة أفضل”. هؤلاء الأعضاء البارزون في أسرة الجامعة الأميركية في بيروت قادرون على تعبئة غضبهم ليس من أجل الانتقام، ولكن من أجل وضوح الهدف ومن أجل الصالح الأكبر. يحشدون هذا الغضب من خلال زيادة التوقعات منهم ومن الآخرين”.

وقال خوري: “يجب أن نستمر في دعم أساتذتنا وموظفينا، جيشنا الدائم، كما يصفهم رئيس مجلس أمنائنا فيليب خوري، من خلال ضمان عدم تعرضهم لتحد شديد لمستوى معيشتهم إذا ما استمر عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في المنطقة والبلد يتفاقم. للتخفيف عنهم بشكل أكبر، نتعهد ببذل كل ما في وسعنا للتخفيف من آثار أي انخفاض جدي في قيمة العملة أو إذا حصل مزيد من التدهور الاقتصادي بما قد يمنع طلابنا من التخرج في الوقت المحدد، أو يمنع رعايتنا لمرضانا، ويمنع أعضاء هيئة التعليم والموظفين لدينا من التمكن من إعالة أسرهم. سوف نستمر في إلزام أنفسنا وجامعتنا بأعلى معايير الممتازية والشفافية والمساءلة. وسنعمل على تحقيق مزيد من الاستقرار لأفضل وألمع أساتذتنا من خلال تجميع وتوليف جميع البيانات من آخر جولتين لدينا من طلبات التثبيت والترقيات لضمان عملية عادلة اشتمالية وانتقائية للتميز قدر الإمكان. لذلك، أتعهد اليوم بأن هذه الجهود ستؤدي إلى إعطاء فرصة للأساتذة الذين لم ينالوا التثبيت في ربيع العام 2018 لإعادة التقدم للحصول عليه عاجلا وليس آجلا، بالنظر إلى زيادة الدفع والدقة والزخم الذين اكتسبتهم العملية بعد الجولتين السابقتين”.

أضاف: “بالنسبة لطلابنا، زدنا باستمرار من مساعداتنا المالية القائمة على الحاجة والجدارة بحيث تغطي 60% من جسمنا الطلابي، مع برامج جديدة قائمة على الجدارة والاحتياجات سيتم اطلاقها هذا العام. في الوقت نفسه، نحن ندرك تماما مخاوفهم في ما يتعلق بالتقييم الضروري للرسوم الدراسية بالدولار والذي استلزم بذل جهود طويلة وناجحة للانضمام إلى التطبيق المشترك. ونظرا لأننا نطمح إلى أن يكون 30% من الطلاب الثانويين المنضمين لنا بحلول العام 2030 طلابا دوليين، وبينما نقبل بحماس شديد طلابا رائعين من إفريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) وجميع أطراف العالم لمعوا في صفوفنا، لن ندير ظهورنا للطلاب اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والأردنيين والعراقيين اللامعين الذين شكلوا الحجر الأساس لجسمنا الطلابي لعدة أجيال، وهو ما أظهرناه بالفعل مع طلابنا الفلسطينيين في برنامج “الشراكة الأميركية الشرق أوسطية – قادة الغد”.

وقال: “نتعهد بأن نبحث كل يوم في الدروس المستفادة والأفعال المنجزة ومجالات التحسين. وسنفعل ذلك بطريقة تليق بهذه الجامعة العظيمة والتقدمية التي قبلت نساء قائدات قبل نصف قرن من أفضل الجامعات الأميركية”.

وختم خوري: “أقول نعم، يمكن أن يحدث هنا. يمكننا أن نقود بالقدوة، وأن نقوم باحتياجات مجتمعنا، وأن نستمر في نمذجة مجتمع عادل ومنصف واشتمالي. في التحليل النهائي، هذا هو حلمنا، أن يكون جميع أطفالنا الأكاديميين والطبيعيين، وشعوب هذه المنطقة العظيمة التي نتميز بقيادة تعليمها، سيحكم عليهم يوما ما بالاعتماد على محتوى شخصيتهم. ولتحويل هذا الحلم إلى حقيقة واقعة، لدينا وعود نحفظها، وأميال نطويها قبل أن ننام”.

واختتم الاحتفال بنشيد الجامعة “الألما ماتر”. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *