في الذكرى المئوية الرابعة لاستقلال لبنان…

د. نبيه الأعور

ألف لماذا تعتمل في الفكر، سأكتفي بطرح بعضها الملَح الآن!!..

لماذا مجافاة التاريخ؟..

الأمير فخرالدين الثاني المعني الكبير مؤسس لبنان الكبير بحق والممتد من حلب الى عريش مصر، وأول من نادى لا بل من قاتل في سبيل الاستقلال عن السلطنة العثمانية المستعمرة، قبل نحو من أربعماية عام، لماذا تجاهل هذا الاستقلال الباهظ الثمن؟

لماذا التطلع الى هبة غورو بأنها الأجدر والأثمن والأعز من تلك الدماء التي أريقت ثمناً للحرّية والاستقلال على مدى قرونٍ من الاستعمار؟..

لماذا التعويل والتأكيد على استقلالٍ إسميّ، بشهادة معاهدة صداقةٍ وقعها في شهر تشرين الثاني سنة 1936 رئيس الجمهورية اللبنانية إميل إده والمفوض السامي دي مارتيل مع فرنسا مدتها 25 سنة. بحيث تعترف فرنسا باستقلال لبنان وبمساعدته على الانضمام الى عصبة الأمم، بينما تحتفظ هي أي فرنسا بالأمور الخارجية والعسكرية، التي تبقى ضمن صلاحيات المفوض السامي.

لماذا لا نتذكر المسَّ بالاستقلال والتعدي على الدستور في 9 أيلول من العام 1939 على يد المفوض السامي غبريال بيو الذي علّق الدستور وأعلن الأحكام العرفية؟..

لماذا وعدت فرنسا باستقلال لبنان إبّان الحرب العالمية الأولى أي عام 1918 ولم تفِ بالوعد إلآّ مع نهاية الحرب العالمية الثانية؟

لماذا لا تقيمون للتضحيات الجسام وزنا؟..

لماذا لا تعترفون بانتصار الدم على السيف عام 1623 وإقرار مراد الرابع بناء على خط همايوني..

لماذا الإصرار على الاستجداء، وفينا قوة لو سُخرت لغيّرت وجه التاريخ؟

لو تترفعون عن الأنا لأجبتم بصدقيةٍ وشفافية، وأرحتم الشهداء في عليائهم!!

  (01- 09- 2019)