يامن صعب: لغتنا هويّتنا وثقافتنا وتاريخنا ولا أفصل بين عمقها وعظمتها وبين جماليتها وشكلها

Views: 110

أمل ناصر

يامن صعب  شاعر لبناني ورسام تشكيلي، شغف بالحرف العربي واستلهم منه لوحات تحاكي التقاليد والعراقة وتكرّم شخصيات طبعت الأدب والفن ببصمات ابداعية. عشق الكلمة ونسجها قصائد تحاكي الحب والوطن والأرض ومعاناة الإنسان العربي…

من مواليد مدينة الشويفات. حائز شهادة دراسات عليا في التصميم الغرافيكي. (https://bluejapan.org) أستاذ محاضر في مادة التصميم الغرافيكي في جامعات خاصّة.  صدر له  ديوان “ثورة قلم” (2015) عن دار الحرف العربي، و”واقع الحال” (2018) عن دار الفارابي.

متطوّع في جمعيّة الصليب الأحمر اللبناني منذ العام 1999 وشغل مسؤوليات آخرها رئاسة إقليم جبل لبنان الجنوبي. عضو نقابة مخرجي الصحافة ومصممي الغرافيك في لبنان. عضو مؤسسة عرار العربيّة للإعلام. عضو اللجنة الثقافيّة في المكتبة الوطنيّة في بعقلين وعضو جمعيّة أصدقاء المكتبة. شارك في معارض بعدد من اللوحات والمخطوطات العربيّة. حائز تكريمات وتقديرات في مجالي الشعر والرسم.

في الحوار التالي  يتحدث يامن صعب عن علاقته بالحرف العربي وتقييمه للواقع الأدبي اليوم وزيارته مصر.  

أمل ناصر

 

إلى متى ترقى علاقتك بالحرف العربي واللغة العربية؟

لديّ شغف كبير وعلاقة خاصّة بالحرف العربي وباللّغة العربيّة منذ الطفولة، وزادتني دراستي الجامعيّة في مادة التصميم الغرافيكي عشقًا للغة الضّاد، لما تختزن من جماليّة، ولما تحمل من إرث فنّي عريق مرتبط بتاريخنا العربيّ المشرقيّ والإسلامي الغنيّ بالفنّ والزخرفة والشعر.

أم كلثوم

 

كيف وظفت عشقك للحرف العربي بالرسم؟

تأثّرت بجماليّة الحرف العربي وبمرونته وبقدرته الهائلة في أن يتحوّل إلى أشكال ورسوم، ونجحت في الاستفادة من حبّي للرسم وقدراتي في الخط العربي للمزج في ما بينهما بتقنيّة خاصّة وفريدة، عملت من خلالها على رسم حوالي 50 شخصيّة بارزة من القرن الماضي، شخصيّات فنيّة وأدبيّة وسياسيّة تركت أثرًا وصنعت فرقًا وحفرت في التاريخ الحديث. كذلك تأثّرت في الشعر وفي القصيدة بأدب نزار قبّاني وسعيد عقل وغيرهما من شعراء الحداثة.

سعيد عقل

 

ماذا عن تجربتك في الكتابة؟

لي تجارب شعريّة عدة وصدر لي ديوانيّ شعر “ثورة قلم وواقع الحال” قاربت فيهما مواضيع منها:  واقعنا العربيّ الأليم على الصعيدين السياسي والأمني والاجتماعي وقصائد الحبّ والغزل. كلّها بأسلوب خاص بسيط مباشر بالسهل الممتنع ولا يخلو من الجرأة.

حبران خليل جبران

 

برأيك هل ثمة تكامل بين القصيدة والخط العربي؟

بالطبع، إذ أنّ لغتنا هي هويّتنا وثقافتنا وتاريخنا ولا يمكنني الفصل بين عمقها وعظمتها وبين جماليتها وشكلها. وأنا من أشدّ المدافعين عن هذه اللّغة من أبناء جيلنا، وأعتبر هذا واجبنا جميعًا لأن لغتنا العربيّة تمرّ في عصر انحطاط بسبب الهجمة الإلكترونيّة والثورة التكنولوجيّة التي نواجه في عصرنا هذا. يجب الاستفادة من هذا الإرث العريق فاللّغة العربيّة لغة القرآن الكريم، لغة أوّل المعارف في الطبّ والفلك والعلوم والهندسة وغيرها… فكيف نرضى نحن أبناء هذا الجيل مع كل ما توفّر لنا من علم وثقافة وتكنولوجيا أن ندمّر أغظم لغة عرفتها البشريّة؟

الرئيس جمال عبد الناصر

 

كيف تقيّم الواقع الأدبي اليوم؟

يشهد الواقع الأدبي في لبنان، بشكل خاص، حركة ناشطة ومتميّزة، إذ تكثر في الآونة الأخيرة الندوات الشعريّة والثقافيّة وتزداد ظاهرة المنتديات الأدبيّة، وهذا دليل عافية، كذلك ينشط الإنتاج الشعري والأدبي.

أرى أن المشكلة لا تكمن في الإنتاج وكميّته ونوعيته ومحتواه بقدر ما تكمن في الجمهور المتلقّي،  ذلك أن جمهور الكلمة والقصيدة يقتصر على نخبة قليلة تهتم بهذا المجال من دون سواها. هذه مسؤوليّة تربويّة ترتبط بثقافة المجتمع ومناهج الدراسة والتوجّه العام عبر البرامج التلفزيونية وغيرها لتكريس هذا المفهوم ولتربية جيل يعي أهميّة لغته ويقدّر هذه الثروة.

محمد عبد الوهاب

 

قمت بزيارة ثقافية لمصر، ما أبرز محطاتها؟

تشرفت بزيارة مصر أمّ الدنيا في زيارة ثقافيّة للمشاركة في أمسية شعريّة خيريّة لمؤسّسة بهيّة للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي، وشاركت مع باقة من الشعراء المصريين والعرب في أمسية أكدنا فيها رسالة الشعر الإنسانية، كذلك كان لي شرف الإطلالة عبر قناة النيل الثقافية وعبر أثير إذاغة صوت العرب العريقة. 

أجمل في زيارتي هذه فرصة التعرّف عن قرب على طيبة شعب مصر العظيم وحسن ضيافته وحبّه للفنّ وللشعر والثقافة.

أسأل الله عزّ وجلّ أن يحمي أمّتنا العربيّة ويجمع شملها ويعيد بريقها.

أينشتاين

 

عبد الحليم حافظ

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *