«الطائفة الرسميّة»

Views: 547

جوزف أبي ضاهر

سبق بعض رجال السياسة النساء الفاتنات في التبرّج، وفي الانجذاب إلى الموضة، أية موضة… وتفوّقوا «عليهن» في تبديل السحنات وتعديلها، وصولاً إلى استخدام أقنعة تغري، واختراع كلمات – مصطلحات، يسوّقون لها من دون أدنى معرفة بمضمونها الصحيح.

هم أحفاد الفينيقيين (أرجوكم صفّقوا)، وباستطاعتهم، لا بـ «ثقافتهم!»، جعل أقوالهم وخطبهم وشعاراتهم وأفعالهم اللازمة اليوميّة لحسناوات نشرات الأخبار في المرئي والمسموع والمنشور على صفحات الشاشات الصغيرة المحمولة، والموضوعة في الجيوب… إذا كانت فارغة… وأخيرًا لا آخرًا تتصدّر بضع صفحات في صحف ومجلات قليلة، تناضل للمحافظة على سمعة الكلمة ولبنان الكان وطن الصحافة الحرّة في عالم عربي يمشي فوق زيح رُسم له، ومن يضع رجلاً، أو يدًا خارج الزيح يستشهد، ويرثونه، ويوزعّون صوره بالمجان على الجدران وأعمدة الكهرباء التي تُستخدم، عندهم أيضًا، لمسائل أخرى غير الإنارة، وهي ترهب جمعيات حقوق الإنسان في العالم.

لنعد إلى ما سعينا إلى قوله:

… يروّج «بعض» أهل السياسة لشعار «الطائفيّة السياسيّة» ويشتغل لتفسيرها، ووضع بنود لها تكون إطارًا لمشروع ينظّمها، فتتمّ المحاصصة والشراكة على أساسه، لا على أساس: المعرفة والخبرة، والاختصاص.

رحم الله الكبير عبدالله لحّود وهو حدّد: «علاقة الفرد بالدولة مرهونة إلزاميًّا بالانتماء الطائفي»، وسمّى هذه الطائفة الواجب محاربتها بـ «الطائفة الرسميّة» التي يشتغل السياسيّون الأفذاذ إلى اعتمادها في توزيع الحصص على المحاسيب. وكلّ مَن له نصيب من زعيمه يأخذه «إذا لم يكن قد أخذه»… وكلّ «نجيب ولبيب وحسيب… من الإشارة يفهم».

***

Email: [email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *