في فم الذئب

Views: 489

جوزف أبي ضاهر

عن أسطورة قديمة: أن ذئبًا شرسًا، فرض سطوته على الغابات والبراري. كان ينام فاتحًا فمه لضيق في التنفّس.

عَرَف ذلك عنه طائر لقلاق معتدٍّ بجمال ريشه، وبحريّته، وبسخريته من كلّ حامل بندقيّة صُوبت نحوه وما طالته.. وبسخريّته من نعامةٍ كانت كلّما سمعت باسم الذئب، أو بأي صوتٍ يذكّرها بصوته تدفن رأسها في الرمل.

قال الطائر لها: «ما تفعلينه ليس حكمةً، بل الجبن بعينه»…

ما ردّت… وما اهتمت لما قال.

أضاف بثقة أكثر: «أنا أستطيع إدخال رأسي في فم الذئب حين يكون نائمًا، وأُخرج رأسي سالمًا».

حذّرته النعامة من خطر سيلقاه لو أحس الذئب به، واستيقظ فجأة.

ازداد الطائر سخرية منها. قال: سترين.

… وأدخل رأسه في فم الذئب وهو يصفر.

طمرت النعامة رأسها في التراب، فما سمعت ولا رأت، لكنّها شعرت بشبه حركة في داخل التراب أكدت ما حذّرت الطائر منه.

ذئاب كثيرة في العالم، تنام وفمها مفتوح، لا لضيق في التنفس، وإنما لانتظار ضحيّة مغترة بإدخال رأسها بين شدقي الموت.

والعبرة؟.. لمن اعتبر في «زمن ذئاب» كثيرة، تنام وفمها ويدها ورغباتها مفتوحة على شهية لا تُحدّ.

انتبهوا: الذئاب كثيرة بثياب أنيقة وملوّنة.

 

[email protected]

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *