إلى الرّسام حبيب ياغي

Views: 1099

د. جان توما

لم يفتح لنا باب مكتبه فهو مشرّع للمحبّين. “حبيب ياغي” صاحب الريشة المبدعة يلوّن لك تكاليف الحياة حتى تشعر أنّك تشاركه أحلامه، وأنّ الدنيا ما زالت الأماني فيها بخير.

تطلّ من نافذة مرسمه على الحي القديم في مدينة جونيه فتشعر  كأنّك داخل إلى لوحة مرصوفة الدرب، مرتفعة القناطر ، متلالئة القرميد مزهوة على إيقاع تصفيق زبد الموج.

حبيب ياغي أصرّ أن نختار من رسوماته لتنطق جدران بيوتنا ، أو جدران من نحبّ، لتصير دافئة. كان يضع مجموعة لوحات لنختار. لكنّ الانحياز إلى لوحة دون أخرى كان امتحانًا عسيرًا.

صحيح أننا شعرنا أنّا كلّما اخترنا لوحة أوجعناه، لكن إصراره كان مُحبًا. أخذ كلّ واحد منًا شيئًا من حبيب ياغي، من روحه وقلبه، شيئًا من فرحه ووجعه، هل أخطأنا؟!

تعزيتنا أننا كلّما تأملنا جدران بيوتنا سنذكره ونذكر ريشته التي ما زالت تكمل تلوين العالم ليكون أحلى. شكرا حبيب باسم الدكتور رضا عبد الوهاب والمهندسَين ميلاد ديراني وكامل هاجر على هذه الرحلة الملوّنة، ونحن من نشأنا على الأبيض والأسود فأفرحتنا بإدخالنا عالم ألوان ريشتك العامرة بالمحبة والبساطة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *