خليل رامز سركيس وقصّة “القلب المظلوم”

Views: 361

سليمان بختي

خليل رامز سركيس (1921-2017) الصحافي والأديب والفيلسوف، علم  من أعلام الحركة الثقافية اللبنانية ، وأغنى الأدب العربي بعطاءاته.

تولى رئاسة تحرير لسان الحال (1942-1959) وكان المستشار الأدبي للندوة اللبنانية.

 ذات حرب في لبنان (1975-1990) هجّره العنف الى لندن وكتب هناك “الهواجس الأقلية : من زقاق البلاط الى كنسنڠتن” (1993)، إضافة الى 15 كتابًا في الأدب والفكر والفلسفة.

لقب بفيلسوف الكلمة والآخر وكتب عنه المطران جورج خضر: “تنصرت العربية مع خليل رامز سركيس وكانت الفاتحة عظيمة”.

هذه القصة من كتابه “من لا شيء” وهي أسطورة مقتبسة من الأدب الإغريقي.

 

 

القلب المضطرم

 

إسمه دانكو. الشاب الذي تولى أن يسير بقبيلته الى الغلبة. قاد دانكو قومه ينتشله   من بأس الهزيمة والإحباط في غاب الألم والموت والعبودية. وكان القوم كلما تقدموا في عتمة الغاب، اشتدت عليهم وطأة الظلام. وحدث أنهم في ألم مسعاهم، قاموا يريدون النيل من قائدهم لأنهم زعموا أنه سار بهم إلى عتمة موت أكيد.

 إذاك ما كان من دانكو إلا أن شق صدره بكلتا يديه انتزع قلبه بين جنبيه وعلاه فوق رأسه يضطرم حبا وعزيمة. ولمع في عينيه بريق أشد وهجا من الشمس. واهتدى القوم بنور بريق عيني قائدهم الى الخلاص، وهوى القائد أرضا.

 بيد أن القوم انصرفوا عنه يحتفلون بغلبتهم على غياهب الظلمة. ولم ينتبهوا لمصرع من قادهم بدفء قلبه ونور عينيه من الظلمة الى النور حتى أن أحدهم مر على قلب القائد يقطر دما في تراب الأرض ، فتشاءم به وداسه، فقطر القلب دما لكنه لم ينطفئ لأن المحبة أقوى من الموت.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *