عبد الحليم كركلا

Views: 623

سهيل مطر

أمام قلعة بعلبك، وقف سعيد عقل،

تراءت له الأعمدة الستّة

التفت إلى رجل بعلبكي وقال:

لأنت والرقص همُّ الله همّكما           نفديك، فلتتغاوَ الستَّة العُمُدُ

ومن تُرى قال ليست سبعة، أنذا       عيني إليك، ألا، فليكمُلِ العدَدُ

ذاك الرجل كان عبد الحليم كركلاّ.

طفلا كان، يلاعب النجوم، يشاغب على خياله، يحلم، لا تسعهُ دروب رأس العين. يتحدى “الزينة” ويلاعبها،

أغرته فراشة، غمزته:

تعال نرقص، شعر بقشعريرة، لبى النّداء، حمل عروسة السكّر، سمع دمعة أمه تقول: الله يرضى عليك.

قرأ في عينيّ أبيه، الله معك، كن رجلاً.

ومشى.

وراح يرقص مع الفراشة، يرقص، يرقص…

ما ترك صخرة أو قمّة، إلا وقفز إليها وعليها.

وكثرت الفراشات…

تحوّل هو إلى قنديل، إلى منارة،

هجّ في العالم، وجُنّ… هنا يزرع علم لبنان، وهناك يرفع صوت بعلبك وهنالك دقة جرس وصوت مؤذّن .

وبين دمعة وابتسامة، سمع أغنية: يا حنيّنة… يا حنيّنة.

وطار إليها… وكان ما كان.

في الطريق التقى سعيد

ناداه عاصي

وكان الهرم الثلاثي

غنَّته صباح وفيروز

تمايلت بغنج مارسيل حرّو ورحلت.

استفزّه رفعت طربيه وطلال حيدر ومارسيل خليفة.

ومن قبيلة في جرود بعلبك، إلى مملكة كونيّة باسم عمر وإيفان وأليسار…

“خبطة قدمكم عالأرض هدّارة       إنتو الأحبّة وإلكم الصدارة.”

وما حنى رأسًا،

ولا زلّت به قدم،

ولا عرف الذلّ، ولا عاش في ظلّ  أحد.

قال لي سعيد عقل:

أهمّ ما في  عبد الحليم، أنه ترفّع عن المال حتّى أذلّه.

وتابع:

إن رحت أطريه، يغضي رأسه دَعَة        كرأس صنين يهوي، إن هوى، صعدَ

عبد الحليم كركلا… شكرًا.

***

(*) القيت في افتتاح مهرجان الأفلام التاسع وتكريمه، جامعة  سيدة اللويزة 15- 11- 2015.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *