مطارح

Views: 368

جوزف أبي ضاهر

 

نظن أنّنا نملك المطارح التي نعيش فيها، ونحبّها.

حين نكبر، نعرف أن الأماكن هي التي كانت تمتلكنا، تجذبنا، ثم تبعدنا، وتودّعنا لحظة تقفل الشمس بوابة النهار.

 

ستارة

ألا تخجل شرفات المنازل من البقاء عارية في «عين الشمس»؟

وضعوا لها ستارة فأخفت من جلس خلفها.

 

رائحة

للأرض رائحة الشجر. وللشجر رائحة التراب.

صلةُ قرابة بينهما؟ لا… نسغُ حياة.

 

نبع

نبدّل ثيابنا ولا نبدّل أجسادنا.

نختبئ بالعري. الرغبة زيت مصباح.

يُنزل الليل أكمام قميصه، نتلمس طرفه ونرتجف من العطش.

تحت المخدة نبع، يعبر برّية السرير… حتّى القدمين.

 

شبابيك

تتشابه شبابيك البيوت ولا قرابة بينها.

وحدها العيون الواقفة فيها تحدّد رغبة ما تريد أن تكون.

 

ملامسة

ما كلُّ ذاتٍ تنحني لتلامس تراب الأرض.

ما أجملها حين تلامس خدّ الفضاء.

 

أسرار

يحكي الجسد للثياب أسراره.

تكتم الثياب عن العين ما وشوشت الشفاه به إلماحًا… ورغبات.

 

فتات

تتفتت الثواني والدقائق والساعات والأيام والسنوات.

لا تجمع من الفتات ما يستحق أن يحفظ.

 

كأس

يصغي الكرّام إلى العناقيد. وتصغي العناقيد إلى الخمرة، وتصغي الخمرة إلى كأس تمنّي الشفاه باقتسامهما اللذة.

 

قفص

رأيت عصفورًا في قفص فحسدته.

أنا السجّان والسجين والمقبوض على شفتيه حتّى لا يلتقيا ويؤلفا كلمة.

 

خريطة

حاولت وضع خريطة تحدّد المناطق المعزولة في مكتبتي.

منعتني لهفتي: اتركها في استراحة.

 

أحلام

جعلت زندي وسادتي وتركت لأصابعي حرّية الوشوشة وخداع فكري بحرّيته في الذهاب إلى الأحلام.

 

أمكنة

تصمت الأمكنة الضيقة وتنكمش على ذاتها.

كلّ آتٍ سيحرمها نعمة سماع نبضها مؤكدًا حاجتها إلى الصمت.

 

ربيع

مِن أجل مَن تعبث العواصف بالشجر والزهر؟

ألا يمكن أن ينزل المطر من دون تحريض فتح الناس له أكفّها قبل الأرض، ومشى الوقت على بَرَكة توصل إلى تفتّح ربيع خارج زنزانة الخوف؟

 

قبائل

ترجع القبائل من كُتب التاريخ الذي درسناه وحفظناه غيبًا.

نصفّق لها، ونمشي خلفها.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *