حجارة للحوار

Views: 1136

جوزف أبي ضاهر

للحوار أصول يرفضها الجاهل، ونراه في صور مختلفة وأسماء متعدّدة على الشاشات الصغيرة، يدخل بيوتنا من دون استئذان، في لقاءات وندوات مع آخرٍ، يتخطاهما الجهل بصوت مرتفع فيه من التحجّر ما يُوقعُ الكلام أرضًا.

تتحوّل «الأفكار» إلى رد فعلٍ مُلتهب يقضي ويهمّش ويحرق إلى حدّ الإلغاء.

«السباق» لتسجيل أمرٍ ليس انتصارًا.

الانتصار: في الاقناع العاقل ولو جاء متأخرًا.

هذه ثروته

زيّن بيته بصوره مع قادةٍ ورؤساءٍ، وبشهادات تقدير وبراءات أوسمة وميداليات… وكلّ ما يُبهر العين ويدفعها إلى الزوغ:

­ هذه «ثروتي» جمعتها في حياتي.

… وانتهت حياته.

أُنزلت «ثروته» إلى قبو المحفوظات والعتمة… والعفونة.

أسمعونا صمتكم

يتبارى السياسيّون مع بعضهم بعضًا، وخصوصًا أمام «الكاميرات»، وفي برامج الـ «توك شو».

يجهدون ويلهثون: 

مَن يسبق مَن في فلش الاتهامات ونبش القبور المكلّسة. وأما العمالة فموضة على مقاس الجميع.

اشفاقًا، ورحمة بنا، نقول لهم: «أَسمعونا صَمتكم».

العيش بصمت

الأنظمة في بلدان العالم الثالث تُلقّن المواطنين الخاضعين لها، منذ الصِغَر، واجباتهم كاملة وغير منقوصة، وتغضّ طرفًا فارغًا قاسيًا عن حقوقهم.

الحقوق غير مطلوبة لشعوب بلدان العالم الثالث. الأنظمة ستؤمنها (!).

الواجبات وحدها مطلوبة لتسهّل العيش بصمت وصمت وصمت.

Email: [email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *