في ارتحال
سميح رعد
قيل، أن ترحل يعني أن تموت قليلًا.
ولكن أن ترحل إلى أين؟ وأن تترك أين؟
وما يعني أن تموت قليلًا؟
وكيف يمكن للموت أن يحمل في طياته بعضًا، في حين أنه الفعل العظيم، هو فعل الفصم؟ يأتي أو لا يأتي… حيث هو، يسود بلا نزاع…
ما شبيه للموت سوى الحبّ… حينما نَصِفَه ببعض أو بجزء نشوِّهه…
إنّنا نحبّ أو لا نحبّ!
نموت أو لا نموت!
عندما يُحَدَّد الموتُ أو الحبُّ بكثيرٍ أو بقليلٍ أو ببعضٍ، نمسح عنه قسماته. نضع على وجهه قناعًا… نلغي صورته ولا يعود.
الموت، الحبّ، الترحال هو صنعة السيف… اجتثاث! يكون أو لا يكون. هو كوجه الحقيقة.
الموت، الحبّ، الترحال لا دعابة معه.
إنْ عُرِّيَ الموتُ، أصبح شبيه زهرة حقلٍ ما بقي منها إلا لبّها، ورَجِيَّةٌ…
***
(*) الصورة بعدسته
