“عودة أوريفيوس أو تجربة الهجر في عوالم هاروكي موراكامي الرّوائيّة” في بيت الرواية- تونس

Views: 719

في إطار برمجة بيت الرواية المتعلقة بسلسلة محاضرات “ميراث سرفانتس” حول التجارب الروائية العالمية الرائدة، نظم بيت الرواية محاضرته الأولى حول الروائي الياباني “هاروكي موراكامي” بعنوان “عودة أوريفيوس أو تجربة الهجر في عوالم هاروكي موراكامي الرّوائيّة” التي أمنها “العادل الخضر” بمكتبة البشير خريّف.

افتتح اللقاء مدير بيت الرواية كمال الرياحي الذي أكّد أن  الكتابة عند هاروكي موراكامي هي لعبة خشنة، والكتابة طول اليوم شبيهة بصناعة فيلم والتمثيل فيه في نفس الوقت:” حطّم موراكامي الأرقام القياسيّة في بيع مؤلفاته حتى وصل بعضها إلى 3 ملايين نسخة، وبيع من كتابه الأخير “1984” عشرات الآلاف من النسخ قبل صدوره فقد حجز المعجبون نسخهم قبل الطبع. وهذا الرقم المخيف لم يشفع له عند اليابانيين الذين ظلّوا ينظرون إليه بتحفّظ بسبب النهج الأدبي الذي اتّخذه ويرون فيه تهديدا لخصوصية الأدب الياباني، تلك الخصوصية التي عرفت مجدها مع كينزا بورو أويه، ياسوناري كواباتا، كوبو آبي وغيرهم”.

مدير بيت الرواية كمال الرياحي

 

 

ويقول “العادل خضر” عن روايات مواراكامي: “كانت شخصيات موراكامي الروائية تعرب عن شيء عميق كان يتكون في تلك السنوات التي تلت الحرب، وهو الفرد الياباني، هو فرد موصوم بعد صدمة الحرب. وإن كانت روايات موراكامي لا تخلو من هذه الشخصيات التي هجرها المقرّبون منها فقد صاغت نماذج متنوعة من الأبطال عاشت الحرمان والهجران، خاضت غمار الحرب العالمية الثانية ورأت أهوالها وفظائعها ونزلت إلى الجحيم كأورفيوس، ولكن رغم نجاتها من الموت، لم تخرج منها سالمة تماما. فقد سلبتها صدمة الحرب رغبتها في الحياة، والعيش مع الآخرين، وقلبتها إلى ذات من صنف “ذوات الصدمة”.

يقدّم موراكامي في روايته “مقتل قائد الفرسان” مثلا، صورة جندي ياباني يدعى تسوغوهيكو أمادا، جعلته المعارك ينقلب إلى مجرم حرب أكره على قطع رؤوس الأسرى، وهو الذي ربّيت أصابعه على عزف الموسيقى السمفونية على البيانو، وبفضل هذه الشّخصيّة أمكن لموراكامي أن يقصّ بصورة عرضيّة مجملة وقائع المعركة التي خاضها الجيش الياباني في مدينة نانجينغ بالأراضي الصينيّة.

التفت العرب اليوم إلى هذه الشخصيّة الأدبية المتميّزة وترجمت لهاروكي كوراكامي عدد من الروايات أهمّها “كافكا على الشاطئ”، “الغابة النّرويجيّة” ،”جنوب الحدود غرب الشمس”، “سبوتنيك الحبيبة”، “رقص رقص رقص”، “نعاس”، “ما بعد الظلام”. روايات وفية لرؤيته للكتابة بصفتها مطلقة إنذار ووظيفتها استعادة كرامة الذات الفرديّة. روايات عن الموت والحياة والحب والرعب تجعل الناس يبكون ويرتجفون من الخوف ويرتعشون من الضحك على الأحداث والشّخوص والقصص.

يذكر أنّ “العادل خضر” باحث واستاذ جامعي  له العديد من الاصدارات و نشر عددا من الدراسات العلمية حول الأدب القديم والحديث في الجامعة التونسية وفي مجلآت ثقافية وشارك في ندوات أدبية انشغلت بالأجناس الأدبية والرواية العربية. من أهم مقالاته: صناعة النادرة. العلاقة بين الشّعر المطلق والإعجاز القرآني، الناشئ  في أدب الجاحظ، المستنبح والنّابح، من بيان الكلب إلى حيوانية الجنون، كيمياء القهر في البكاء المستحيل ليوسف القعيد، البحث عن السعادة في رواية الشحّاذ، لعبة المظهر والمخبر في رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *