تشرين الموهبة وغربة النقاء

Views: 113

سمر الخوري

 

تشرين وحدو الموهبي (مجلة صوت الشاعر، عدد تموز ٢٠١٩)

تشرين وحدو الموهبي

والريح خطّاط وقلم

والشعر وردي مفتحا

عالمصطبي… ودمعة ألم…

وإنتي الحلم عم تلعبي،

وعم تكتبي،

جورج زكي الحاج

***

تشرين الشاعر والفنان، بالريشة، بالقلم، بالبوح والألم. 

تشرين موهبة الفصول وصولجان الزمان. في عطره الجنون الحنون، وشعلة العنفوان.

بينها وبين الشاعر حلم ويقظة، أمل وألم. 

بين الشاعر و”هي” الغائبة الحاضرة حنين وجنين، قبلات مكبوتة بالأنين. قلمه ينسج الريح ورودا عبيرها الزمان الصدى، وأحلام المدى. ألمه ينسخ الروح مصطبة ذكريات غاليات.

جورج زكي الحاج، أيها الشاعر التشريني الجليل، ورود قوافيك اختصار لطاقات وطاقات. وفي “طاقة” حلمك مخطوطة لم تنته فصولها بعد. 

وحياة الوردة في مصطبة الشعر عنوان لمستقبل تغوص جذوره في تربة الشعر، كما العبث والدمع والحلم.

ووردة الشاعر الحاج /امرأته/ طفل يلهو بخصلات الرعد والوعد والسكون العاصف . هي الحلم اللاهي كما القدر بمصائر البشر، كتاب الأبد في يد الملاكين.

وردة الشاعر ريح تخط السحر والبحر بأقلام السحر. ريح جناسها الروح وأحلام الضجر.

تشرين الشاعر عريس الفصول وبيلسان السفر، إلى عالم الموج والمحار، في أعماق البحار.

عجيب تشبيه الشاعر الحاج الشعر بالوردة المفتحة الأزرار والأقمار. إنه الوردة في الأكمام، مغلق على الأريج ، في متاهة المروج. الشعر أميرة تسكن في برجها العاجي، تسامر خيال الشاعر. لا يجرؤ على الاقتراب لأن الحلم كما كلمات الحب يموت حين يقال. وحين تختلف المعادلة الكيميائية في الشعر، يصبح الشعر رمزا للمرأة الوردة في التراث. ويتوج ثالوث المرأة والوردة والشعر على عرش مصطبة الألم السري. (chronofhorse.com)

وبين المعلن والخفي رسالة القلب إليها، أميرته المحتجبة خلف غلائل الصمت الثرثار. يناجي البوح في فيها. حلمه قوافيها. غربة الأجيال دموع ليس يخفيها. ودمع القلب مسكون باعتذار. هو التشرين في مواجهة الآذار. في الحلم يلتقي التقيٍّان.

جورج زكي الحاج، تشرينك ربيع آخر. وَرْده الشعر . وِرده الحياة. وبين الشعر والحياة لذة الكتابة/الخط/ القلم والولادة/ الحلم/  الألم. تشرينك الغار المضمخ بالفرح والنقاء، جذوة اللقاء، ومشعل الخلود في مواجهة العدم.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *