“دَقِّتْ. ما دَقِّتْ.”

Views: 9

مطانيوس ناعسي

حلّ صيف العام ١٩٦٥، فقرّر مجلس بلديّة القرية الوادعة تنظيم سباق للكلاب، إبّان شهر آب، دعمًا للنّشاطات القرويّة الصّيفيّة.

صَفَّتِ الكلاب بعضها بعضًا وبقي اثنان فقط، كان على أحدهما أن يفوز بسباق الحواجز الأخير، فيما جمهور الكلبين، المنقسم بحدّة إلى قسمين، يعيش أقصى الحماسة.

فجأة، في عزّ السّباق، صرخ أحد مشجّعي الكلب المُنافس، وهو يشير إلى الكلب الخصم، قائلًا:

  • خسر، خسر، “دقّت إجرو” بكومة الحطب!فصرخ مُشَجِّعٌ للمُتَّهَم قائلًا:
  • كلّا! كذب وافتراء!

واستمر السّباق، وفاز المُتَّهَم، لتدور المعركة الكلاميّة أوَّلًا:

  • أكيد “دقّت”! رأيتُ ذلك بعيني!
  • كلّا!
  • بلى!
  • كلّا!
  • بلى!
  • أمّك…
  • أبوك…
  • سَكِّرْ بوزك…

ثمَّ دارت المعركة الفعليّة التي سقط فيها حينها، برصاص الرَشّاشات، ثلاثة قتلى من أنصار الكلب الفائز، قبل أن يفرّ المرتكبون إلى جهة مجهولة، ومن ثَمَّ إلى خارج البلاد.

في العام ٢٠١٥ التقى حفيدان، واحد حفيد أحد القتلة، والآخَر حفيد أحد القتلى، في مطعم من مطاعم أستراليا…

  • كاسك
  • كاسك
  • كاس ربّك
  • كاس ستّك
  • كاس جدّك
  • الله يرحم أبو إلياس
  • الله يرحم أبو نواس
  • كاس بابور الكاز، والشّمعة، والقنديل الرّقم أربعة.
  • ليس قليلًا أن نكون من أبناء تلك القرية الرّائعة، ليس قليلًا، هذا مصدر فخر لنا نحن الاثنين، لكن تبقى الغُصَّة تلك المصيبة، ما كان يجب أن تقع بسبب “دقّت”، ما “دقّت”!
  • صحيح، صحيح، لكن بشرفك، ما “دقّت إجرو” يومها بكومة الحطب؟!
  • كلّا لم تفعل!
  • بلى! بلى! من دون أدنى ريب!
  • كلّا!
  • بلى!
  • كلّا!
  • بلى!
  • أمّك…
  • أبوك…
  • سَكِّرْ بوزك…

ثمَّ…

(*)  19- 9- 2019       

(https://store.spaceylon.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *