ضغط الشارع وصلاحيات الرئيس بين التكليف والتأليف

Views: 781

 المحامي روك فغالي

ماذا يعني الإصرار والضغط على رئيس الجمهورية ليعمل على  التكليف قبل التأليف .ان ما  يقوم به الرئيس عون هو تطبيقا للدستور بكل ما في الكلمة من معنى .وهو يهدف الى منع تجاوز روحية الدستور ومقدمته التي بنيت على اساس العيش المشترك وابطلت كل نص يتجاوز هذا المبدأ الدستوري.

  وبما أن تطبيق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين إلى حين إلغاء الطائفية السياسية هو المسار الطبيعي للحفاظ على العيش المشترك .لا بد لرئيس الجمهورية ان يتمسك بهذه المبادئ الدستورية وهو المؤتمن على الدستور .

وقد جاء في الدستور ان رئيس الجمهورية يكلف رئيس الوزراء بعد استشارات ملزمة باجرائها وغير ملزمة بنتائجها . صحيح ان التكليف هو سابق للتأليف  وصحيح ان رئيس الجمهورية عليه ان  يكلف رئيس الوزراء بتأليف الحكومة . الا ان هذا الأخير أي رئيس الوزراء   لا يستطيع تأليف الحكومة لوحده دون مشاركة  رئيس الجمهورية . لاسيما وأن رئيس الجمهورية   سيشاركه الزاميا  بتوقيع مرسوم التشكيل.وهل من الممكن أن يوقع رئيس الجمهورية من دون أن يكون له رأي بتشكيل الحكومة ؟  وبين ان تكون مشاركة رئيس الجمهورية مسبقة اختصارا للوقت وبين ان تكون  لاحقة فتدخل البلاد في متاهات ودهاليس قد تطول وتطول بحيث يصبح رئيس الجمهورية أمام أمر واقع فيضطر ان يوقع دون اقتناعه ومواقفته  فيكون توقيعه المؤخر  عملية بصم  لا يقبلها أصغر حاجب. فيلغى بذلك دور رئاسة الجمهورية نهائيا بالمشاركة. وهذا ما يتعارض مع المبدأ الدستوري القائم على العيش المشترك .فيما أن رئيس الجمهورية هو مسؤول عن حماية الدستور .لذلك  فإن ما يقوم به رئيس الجمهورية هو من صلب مهامه الدستورية .اما الذين يحّملونه مسؤولية التأخير. هم نوعان اما عن سؤ نية واما عن غباء .اما سيئي النية فهم طائفيون أو متآمرون يهدفون إلى إلغاء دور رئاسة الجمهورية وما تمثل .وبالتالي إلغاء المشاركة المسيحية بالقرار واما هم اغبياء  يرددون ما يسمعونه بالإعلام او متأثرون بحفلات التجييش كالببغاء أو السعادين أو أغنام المرحوم (بانورج) او حاملي شعار “فليسقط واحد من فوق ” 

لذلك يجب أن تحسم هذه الواقعة الدستورية .بحيث تتوضح صلاحية رئيس الجمهورية  بالتشكيل مناصفة بينه وبين  رئيس  رئيس الوزراء.يحيث

 نصف الوزراء يختارهم رئيس الجمهورية  والنصف الآخر يختارهم رئيس الوزراء طبعا بالتشاور مع الكتل النيابية المعنية .ونوقف هذا الضغط في الشارع الذي هو لن يغيير شيئا مما هو مكتوب لان ”  ما كتب فقد كتب .”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *