مقدمات نشرات الأخبار المسائية الخميس 12-12-2019

Views: 261

NBN 

من الخميس وحتى الاثنين المقبل دارت دواليب التشكيل قبل أن يحل الموعد المؤجل للإستشارات النيابية.

وعلى المقياس الحكومي هبّة باردة وهبّة ساخنة فهل تستقر حكومياً ووفق أية رؤية؟.

الوزير جبران باسيل زار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري على مدى ساعة ونصف الساعة من دون تصريح أو تلميح بعد اللقاء بل تشديد من الجانبين في مستهله وأمام عدسات الصحافة على أهمية الحوار.

أما بعد اجتماع تكتل لبنان القوي فجاء الإعلان عن قرار التيار الوطني الحر النأي بنفسه وعدم المشاركة حكومياً إذا أصر الرئيس سعد الحريري على معادلة أنا أو لا أحد وأصر كل من حزب الله وحركة أمل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري والسبب بحسب باسيل هو أن هكذا حكومة مصيرها الفشل أما باب الحل ودائماً وفق رؤية باسيل فيكون عبر تشكيل حكومة إنقاذ مكونة من اختصاصيين رئيساً وأعضاء ومدعومة من القوى السياسية والكتل البرلمانية.

إذاً ماذا بعد؟… وماذا يمكن ان تحمل الأيام الفاصلة عن موعد الإستشارات؟.

إذا كان العالم يضغط مستعجلاً تشكيل حكومة للبنان وهو ما بدا في إجتماع المجموعة الدولية لدعمه في باريس فإن موقفاً أميركياً مشبوهاً وفيه الكثير من التوظيف السياسي عثر عليه في كلام المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة عن استمرار الإضطرابات في لبنان ودول أخرى بانتظار أن تؤتي الضغوط الأميركية على إيران ثمارها.

وغداة إجتماع باريس أكد الرئيس سعد الحريري خلال إتصالين بالبنك الدولي وصندوق النقد إلتزامه بإعداد خطة إنقاذية عاجلة لمعالجة الأزمة في لبنان بانتظار تشكيل حكومة جديدة قادرة على تطبيقها.

الإتصالان ترافقا مع حملة على لبنان تراوحت بين التهويل والتخدير وتولتها وكالات دولية مثل فيتش وموديز وبلومبيرغ التي توقع بعضها انكماشاً إقتصادياً وجنوحاً نحو إعادة هيكلة ديون وخفض بعضها الآخر التصنيفات الإئتمانية لبعض المصارف.

إلى كل ذلك شملت الإنشغالات اللبنانية لليوم الثاني قضية إقتحام النائب – المحامي هادي حبيش مكتب القاضية غادة عون وتبادل الإدعاءات بين الجانبين فيما تقدم أحد المحامين بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية لتوقيفه..

 المنار

بينَ الميثاقِ والمنطق، كانت مقاربةُ تكتلِ لبنانَ القوي للازمةِ الحكومية، وبلغةِ التسهيلِ للمهمةِ معَ رفضِ استغباءِ اللبنانيينَ من قبلِ بعضِ القيِّمينَ والمقدمينَ انفسَهم كنظيفي الكفِ والخالينَ من ايِ مسؤوليةٍ عمن هُم أساسُها منذُ ثلاثينَ عاماً، كانَ الموقفُ الواضحُ للوزير جبران باسيل : لن نشارك، ولا نمنعُ تشكيلَ الحكومة.  اما الموقفُ القديمُ الذي جددَه باسيل ، فهو اِما حكومةُ اختصاصيينَ من رئيسِها الى كاملِ اعضائها، واِما حكومةٌ سياسيةٌ من رئيسِها الى كاملِ اعضائها.  حكومةٌ فاعلةٌ وواضحة، تعملُ للانقاذ، تَحمي المقاومةَ وتحفظُ الميثاقية، حكومةٌ رئيسُها واعضاؤها من اصحابِ الكفاءةِ والجدارةِ والكفِّ النظيف، قادرةٌ على استعادةِ ثقةِ الناسِ وعلى معالجةِ الملفات، بحسبِ الوزير باسيل الذي خاطبَ المعنيينَ قائلاً: خذوا كلَّ مقاعدَنا ولكنْ اَعطُونا حكومةً تُنقذُ البلد..

لن نقبلَ لاحدٍ ان يركبَ موجةَ الانتفاضةِ لضربِ الميثاقيةِ والشراكةِ الاسلامية – المسيحية قال الوزيرُ باسيل، الذي رأى انَ الرئيسَ سعد الحريري يحاولُ طرحَ معادلةِ انهُ بقوةِ الميثاقيةِ يترأسُ الحكومةَ ويُلغي الاخرين..  قال التيارُ الوطنيُ الحر موقفَه، ووضعَ التشكيلَ الحكوميَ عندَ مفترقٍ جديد، فيما المتربصون بالبلادِ من قوىً خارجيةٍ وادواتِها الاقتصاديةِ ماضونَ في سياسةِ الاستنزاف..   فالالعابُ باتت مكشوفة، والاهدافُ باتت معروفة، وما كانَ بالامسِ اشاراتٍ بعيدة، اصبحَ اليومَ حقيقةً ممهورةً بوقاحةِ الاميركي والبنكِ الدولي على استباحةِ ما تبقى من ماليةِ الدولةِ اللبنانيةِ وتقييدِ مستقبلِها بالتوترِ وفرضِ المغامرات..

سيلٌ من التصنيفاتِ الائتمانيةِ المسيّسةِ غزَا لبنانَ اليوم، وليسَ صُدفةً ان يكونَ بُعَيدَ مؤتمر باريس، وايضاً بُعيدَ التحريضِ الذي مارسَه وزيرُ الخارجيةِ الاميركيةِ مايك بومبيو وزعمِه انَ خشبةَ خلاصِ اللبنانيينَ بيدِ ادارتِه .. وكيفَ يكونُ الخلاصُ على يدِ واشنطن وهي التي تحملُ سكيناً غليظةً على رقبةِ الاقتصادِ اللبناني منذُ سنواتٍ طويلةٍ وتتورطُ بنزفِ ماليتِه وتجفيفِ سيولتِه حتى اخرِ دولار، بالتواطؤِ والتضامنِ معَ لاعبينَ داخليين ، وجهاتٍ سعت لتسريعِ الخرابِ معَ ضمانِ مصالحِها واموالِها…  وللتذكير، فانَ الحديثَ في صالحِ البلادِ والعبادِ سيكونُ معَ الامينِ العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله عندَ الخامسةِ والنصفِ من مساءِ الغد…

 LBC  

وفي الحكومة السابعة، هل يكون الوزير جبران باسيل خارج الحكومة؟ رئيس التيار الوطني الحر الموجود في السلطة التنفيذية من دون انقطاع منذ عام 2008، وزيراً للإتصالات مرة، ووزيراً للطاقة مرتين، ووزيراً للخارجية ثلاث مرات، هل يكون هذه المرة على مقاعد المعارضة التي سمَّاها ممانعة بناءة؟ باسيل في كلمته المختلفة كليًا عن خطابه السياسي قبل 17 تشرين الأول، أجرى ما يشبه مراجعة شاملة لأداء التيار داخل السلطة التنفيذية، فكان جريئًا في تقديم جردة حساب… قال كلامًا لم يسبق ان قاله، كأنه في كرسي اعتراف لا أمام الرأي العام فقط:

قال: الناس سبقتنا، وهي على حق.

وقال أيضًا: إذا أصر الرئيس الحريري على معادلة: انا أو لا أحد، ولا أقبل إلا بوزراءَ تكنوقراط، فنحن لا يهمنا ان نشارك في هكذا حكومة لأن مصيرها الفشل، فنُعطي مقاعدنا للحراك أو لأناس جديرين، ونقوم ببمانعة بناءة وبمقاومة لمنظومة الفساد… لا نشارك ولا نمنع تشكيل الحكومة…

هذا الكلام، الذي ياتي قبل أربعة ايام من موعد استشارات التكليف، كيف سيلاقيه السيد حسن نصرالله في كلمته غدًا؟ هل يكون التناغم قائمًا بين حارة حريك وميرنا شالوحي؟ هل نكون أمام 2011 لا أمام 2016؟ في 2011 كان الطلاق بين التيار والرئيس الحريري، الذي تُوّج بإسقاط حكومته… وفي 2016 سقط الطلاق بالتسوية الرئاسية التي اوصلت العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وتثبيت الوزير باسيل عرَّاباً للعهد… خدمت التسوية “عسكريتها” على مدى ثلاث سنوات، فكيف ستكون ملامح النصف الثاني من العهد؟ الصورة مشوَّشة لدى الجميع، فثورة 17 تشرين الأول قلبت كل المقاييس، فليس قليلًا، حين كان البحث جارياً في تشكيلة المهندس سمير الخطيب ما قيل: ” تُعطى حِصة القوات ، من ثلاثة وزراء ، للحِراك”… وليس قليلًا ان يقول الوزير باسيل اليوم “نُعطي مقاعدنا للحراك أو لأناس جديرين” … صحيح ان في الكلام السياسي جرعة ً لا بأس بها من المناورات، ولكن كل هذا الكلام وكل هذه المناورات، ما كانت لتكون لو لم يكن هناك 17 تشرين الأول… ولكن ما ليس مناورة، وما هو ضاغط على الجميع، هو الوضع النقدي والإقتصادي والمعيشي: لا حديث للناس سوى السحوبات وسقفِها، وتصنيفات وكالات التصنيف الإئتماني، وصرخات المؤسسات والصرف من الخدمة… هذا الوضع الذي يكاد يقترب من المأزق، هو الذي يُفترض ان يضع كل المناورات السياسية جانبًا… أليس المطلوب ان يبقى شعب لتكون هناك حكومة لتحكم؟

إشارة إلى ان الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل سيكون في بيروت الأسبوع المقبل بحسب ما نقلت صحيفة “ذي ناشونال” الإماراتية استنادًا إلى مصادر في واشنطن..    

 الجديد 

قَلبَ جبران باسيل الطاولةَ هذه المرة ليجلّسَها لا للجلوسِ عليها, فكانت هيلا واسعةٌ مِنَ الصَّنفِ الإيجابيِّ الذي يُصفّقُ لرئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحرّ. استَخلصَ باسيل مِنَ التجرِبةِ سيّئاتِها ورماها في وجهِ الرئيس سعد الحريري بتنسيقٍ معَ الحلفاء, فهو بُعيدَ زيارةٍ لرئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري وتنسيقٍ وارتباطٍ معَ حِزبِ الله قدّمَ إلى البنانيينَ شخصيةَ جبران الإنقاذ وضحّى بالذاتِ الباسيليةِ حيث لا مشاركةٌ ولا مطالبُ ولا ضغطٌ لمنعِ تأليفِ الحكومة بل القيامُ بما سمّاهُ ممانعةً بنّاءةً للسياساتِ القائمةِ مالياً واقتصاديًا ونقدياً وإذ استعرضَ رئيسُ التيار مآسيَ حربِ الثمانيةِ والخمسينَ يومًا قال إنّ كلَّ يومٍ يَمُرُّ تزيدُ فيهِ خَسارةُ اللبنانيين شرِكاتٌ تُقفل  الناسُ تَفقَرُ وتَفقِدُ أشغالَها وليسَت قادرةً على الوصولِ إلى أموالِها.

وعليه فإنّ المَخرَجَ هو في حكومةِ الحلِّ ومسارُها واحدٌ هو النجاحُ لا مراكمةُ زيادةِ الفشل وفي استعراضِه لتجرِبةِ الحُكم قَسّمَ باسيل نجاحاتِها وإخفاقاتِها فأعطى التفاهمَ الرئاسيَّ علاماتِ تقديرٍ في محاربةِ الإرهابِ وتثبيتِ الأمن لكنّه رَسَبَ في اقتلاعِ إرهابِ الفساد وقال نحنُ ندفعُ الثمنَ لأنَّ الناسَ نَظَرَت الى التفاهمِ على أنهّ تسويةُ صَفَقاتٍ ومصالحَ بيني وبينَ الرئيسِ الحريري.

وهيدا ظلم وسأل: لو أنا كنتُ فعلياً شريكاً لمنظومةِ الفسادِ القائمةِ مِن ثلاثينَ سنةً الى اليوم هل كنتُ تعرّضتُ للاغتيالِ السياسيِّ مِن أركانِ هَـذه  المنظومة؟ وتوجّه باسيل بنقدٍ لاذعٍ غيرِ مُبطّنٍ إلى الرئيس الحريري فاتّهمه ضِمنًا بتضييعِ ستةٍ وأربعينَ يومًا وبحرقِ أسماءٍ قبل أن يتدخّلَ صرحٌ ووطنيٌّ كبيرٌ مثلُ دارِ الفتوى لتثبيتِ المعادلةِ الميثاقيةِ التي ناضلنا لاستردادِها وأسِف لكونِ الرئيس الحريري يحاولُ طرحَ معادلة “انّو أنا من موقعي كرئيس كتلة المستقبل و بقوة الميثاقية بترأّس الحكومة”  والاتهامُ الأكثرُ تصويبًا مِن باسيل للحريري وبشكلٍ مُوارَب أنّ رئيسَ كُتلةِ المستقبل فاسد أباً عن ابن ومعَ ذلك فهو لن يقبلَ إلاّ بوزارء تكنوقراط  لَكأنّه يقولُ إنّ كلَّ الأحزابِ مُتّهمونَ بالأزْمةِ وأنا وحدي بريءٌ مِن تراكمِ الأَزَماتِ على مدةِ ثلاثينَ سنة.”

وبيطلع معو أنو هوي الوحيد مش مسؤول عن الانهيار ولا متهم بالفساد والبقية كلن مسؤولين ومتهمين.” وخلاصةُ كلامِ باسيل أنه هذهِ المرَة سينأى بنفسِه  فاذا أصرّ الحريري على “أنا أو لا أحد” وأَصرَّ حِزبُ اللهِ وأمل على مقاربتِهما بمواجهةِ المخاطرِ الخارجيةِ بحكومةٍ تكنوسياسيةٍ برئاسةِ الحريري، فنحنُ معَ تركِ الحريّةِ لمن يُريدُ مِنَ الحلفاء  و لا يَهُمُّنا أن نشاركَ في حكومةٍ كهذهِ لأنّ مصيرَها الفشلُ حتماً.

تيارٌ قويٌّ في المعارضة مراقِبٌ محاسِبٌ ويهدِي مقاعدَه الوزاريةَ إلى الحَراكِ إن أراد  وبابُ الحلِّ بعدَ التنحّي هو في حكومةٍ فاعلةٍ (ومنتجة وناجحة): تحمِي  لبنانَ من خلالِ المؤسسات ِالدستوريةِ وبتحفّظِ المقاومة. وضمانتُها الكاملةُ في تركيبتِها وبتوازناتِها، وبالمجلسِ النيابيِّ وبرئيسِ الجُمهورية على أن يتفرّغَ عندَئذٍ جبران باسيل لـ” النكد ” السياسيِّ البلديِّ الأصيل  لكنْ مِن بوابةِ المعارَضة  الكفيلةِ ” بعلّ القلوب .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *