صبحناكم…

Views: 399

لك يا منازل…..

د. جان توما

يصير الجوع رغيف خبز في بلدي ويصير الخوف من الآتي كأحلام اليقظة.كيف تتحوّل العينان إلى تجويفتين من القلق والاضطراب؟ ولماذا لا يهدأ القلب من الوجع؟ كيف يتحرّر نبض المواطنين اليوم ويعبر من أنشودة الحزن وقصيدة الألم إلى أغاني الفرح والقيامة؟ تدخل الشاشات منازل الموجوعين فتصرخ مع المتنبي:” لك يا منازل في القلوب منازل”. يصفع البرد الأجساد العارية النحيفة المخلّعة حيث تسرق الجدران الباردة دفء ذكريات الأيام الأولى. من يستبيح أحلام البسطاء وآمال المعتّرين الراغبين بكسرة خبز وكأس ماء؟

من سرق رغيف الخبز من بين أيدي الأمهات عجنًا بمحبة وخبز تنور؟ من لوّث مياه الينابيع وبخّر بطمعه أنهار الخير وسواقي البركات؟

أيعود الوطن من بؤبؤ العين إلى معارج العدالة وتضميد الجراح ولملمة الدموع من النفوس المتألمة والصدور المتأوهة؟

يسكن العمر فينا تجاعيد مُتعَبة وملامح متهالكة. نجلس وأمامنا قارورة أحلام تتلاشى كالماء من بين أصابعنا. نلتحق القطرة تلو القطرة ولا نلملم إلا الخيبة فيما الأمل يجتاح القلب والعقل والبال.

خفّفوا من وجع شوق الصارخين إلى جمالات الآتي بالتواضع والخدمة المُحِبَة  المجانيّة وبها نرفع الوطن.

***

(*) اللوحة للفنان حبيب ياغي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *