قصيدة وتعليق

Views: 617

سمر الخوري

 

حتما سنلتقي

سنلتقي..

تحت المطر..فوق السحب

..على حافة الرصيف

في كوخ حب .في بستان

أقحوان.. في حلم جميل

سنلتقي ..حتما سنلتقي

أفكر منذ الآن ماذا سأرتدي

كلود صوما

 

لقاء الأشباه

حتما سنلتقي..قصيدة للشاعرة الصديقة كلود صوما. فيها من الأمل ما يقهر القدر. إنها حلم اللقاء/النقاء/القمر.

ولكن حتمية اللقاء  ينفيها الزمن المستقبلي في سنلتقي. إنه لقاء افتراضي تحت المطر، لقاء شاعرين افترشا القصائد عرشا، والقوافي صولجان تعبير يفيض بالعبير. ألم يقل الشاعر سهيل مطر: الشاعر يمشي تحت المطر؟ والشاعر نزار قباني يعلن انتماءه “إلى حزب المطر”

هو لقاء أثيري تحت المطر، وفوق السحب.  لعلها سحب الضباب، في الوطن اليباب، على رصيف الشوق، في أكواخ الفقراء، في أحلام النقاء، في الحلم الجميل.

“سنلتقي” تكرر الشاعرة جملتها ثلاث مرات. ورقم ثلاثة ثالوثي الأبعاد، في العلو والعمق والامتداد، ثالوثي الزمان بين ماضي البعد،، وحاضر السعد، ومستقبل الوعد. أزمنة تختصرها أمنيات في القلب والعقل والضمير.

“أفكر منذ الآن ماذا سأرتدي” . اليوم زمان التفكير ، وغدا  تهرب المرأة من عريها، لترتدي حلة العرس/ الرجاء. وقد تجاوزت الشاعرة صوما تعليمات الشاعر أحمد شوقي في مقدمات  اللقاء،  لتصل مباشرة إلى العناق فاللقاء الفكري اللذيذ.،

كلود صوما، أيتها الحالمة بأعمار النسور، لقاؤك المكسور ألحان رجاء، وإيمان بما خلف العصور.  غدا يكون اللقاء ولكن…يشرق النور في الظلال، في ثنايا الروح والجسور. ماذا سترتدين يوم اللقاء؟ حلة العرس أم كفن الشهداء؟

والرداء يوم اللقاء  فعل نقاء. عودة إلى ذاكرة الشعر النزاري القائل على لسان المرأة:

بأي ثوب من الأثواب.

وقد يكون دلالة انتظار الفجر، في عيني حورية السماء والانتماء. وما الثوب المناسب لهذه الذكرى ؟ أهو ثوب العشق، أم الصداقة، أو الحب؟ وهل يملك الحب تغييرا لمجراه؟

أما زهرة الأقحوان فرمزها التفاؤل والبهجة والاستمتاع . أنها رمز الولاء والوفاء. وتفسيرها في الحلم صديق، أو فقدان صديق وحرمان من أو خسارة. ليس في الجرح احتفال أو جسارة، وصحوة اشتهاء.

في الحلم يلتقيان. غريبان يمتطيان البحر والضوء والنجوم. هو الغنم التائه في أنغام أدونيس. وهي الغرم الواهله في حوريات أوليس.

وبين الغرم والغنم رسائل من خلف الإعصار، بوح شاعرة شرقية يؤرقها المطر، والحصار.

صديقتي الشاعرة كلود صوما، في شعرك اعتراف واحتراف. تعترفين أنك خارج أسوار  الرجل الذي يصول ويصون . وتحترفين اختراق الحصون، تحت كل أرض وسماء، مهما تعددت الأشباه  والأسماء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *