روز رينه بواتيو – زوجة الرئيس فؤاد شهاب

Views: 2132

في ١٨ شباط ١٩٩٢، بانقضاء ١٩ عاما على رحيل الرئيس شهاب ، توفيت روز رينه بواتيو عن ٨٨ عاما .

في ذلك الصباح استيقظت متعبة، طلبت كوب ماء، الا أنها  لم تقوعلى الامساك به

ارتجفت يداها، كان لون وجهها بدأ يمتقع بعدما مال  الى اصفرار، للتو دعي   طبيبها منير رحمه، لدى وصوله التاسعة أنبأته ممرضة كانت تعتني بها باستمرار أنها أغمضت عينيها قبل لحظات وغفت قالت له :” انها تستريح الآن “

جس نبضها، كان باردا ، ماتت في هدوء وسكينة

قبل أقل من ثلاثة أشهر، في ٢٦ تشرين الثاني ١٩٩١، استدعي منير رحمة للمرة الأولى لمعاينتها من وهن أصابها، عندما دخل بيت الرئيس صباح ذلك اليوم صعقه المشهد، عجوز ممددة على سرير حديد بسيط في الصالون، على بعد أمتار من المدخل، لم تكن قادرة على المشي ولا على الوقوف، وتتكلم بصعوبة، بالكاد قالت عبارات قصيرة بالفرنسية، من غير ان تفارقها ابتسامة ضعيفة كانت تضيء وجهها الأبيض، كانت الشيخوخة قد أنهكتها، يومذاك راحت صحتها تتدهور .

بعدما عاينها ، طلب الطبيب نقلها الى سريرها في غرفتها .

قالت له كلير زوجة عبدالله فريد شهاب :”هذا هو سريرها “

طلب ادارة جهاز التدفئة لتجنيب جسدها الهزيل البرد، فأجيب ان لا جهاز تدفئة في البيت

كانت السيدة المتقدمة في السن راقدة على سريرها مغطاة بدثار رقيق داكن، هو الحرام الذي يتدثر به الضباط والجنود عندما يبيتون في ثكنهم. يقدمه لهم الجيش ويقتطع ثمنه من رواتبهم

بدا للطبيب الذي عاود زياراته لأرملة فؤاد شهاب في الأسابيع التالية، مراقبا تردي صحتها، أنه دخل البيت الأكثر فقرا في جونية . جدرانه مشققة وزواياه متصدعة .

كان ذلك بيت مؤسس الجيش وقائده ١٢ عاما، ورئيس للجمهورية حكم لبنان ست سنوات، واختار يوما الاستقالة، ورفض تجديد ولايته الرئاسية .

 

جمهورية فؤاد شهاب – نقولا ناصيف

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *