ندوة في الكاثوليكي للإعلام حول “أحد كلمة الله- الكتاب المقدس ولبنان”

Views: 519

عقدت ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان “أحد كلمة الله – الكتاب المقدس ولبنان”، شارك فيها رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان- نبيل العنداري، رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران ميشال عون، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، الامين العام لجمعية الكتاب المقدس الدكتور مايك باسوس، وحضرها الأب اندريه فرح، مدير البرامج في جمعية الكتاب المقدس الشدياق جو عيد، مديرة النشر في الجمعية آني بابوغلانيان، مستشار ترجمة كتاب مقدس من اتحاد جمعيات الكتاب المقدس العالمي الدكتور عيسى دياب وأعضاء من الجمعية واللجنة ومن الإعلاميين والمهتمين.

العنداري

ورحب المطران العنداري بالحضور، وقال: “نبدأ الندوة الأولى عن الرسالة الحبرية على شكل براءة بابوية، أصدرها قداسة البابا فرنسيس في 30 أيلول الماضي، يوم عيد القديس جيروم، بعنوان “فتح أذهانهم”، والتي أنشئ بموجبها “أحد كلمة الله ” الذي سيحتفل به كل سنة في الأحد الثالث من الزمن العادي، بحسب الطقس اللاتيني، ويصادف عندنا، هذه السنة، 26 كانون الثاني 2020، ويتوافق مع ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين”.

وأضاف: “إنه يوم الرب، اليوم الإحتفالي المكرس للتأمل بكلمة الله وإعلانها. إنه مكرس للكتاب المقدس، كي نكون على صلة ثابتة مع الكلمة الحية التي لا يتعب الرب أبدا من توجيهها إلى عروسه الكنيسة”.

وتابع: “يؤكد لنا الأب الأقدس أننا في حاجة طارئة كي تكون صلتنا مع الكتب المقدسة ومع القائم من بين الأموات مألوفة وحميمة. لقد دعا الحبر الأعظم في رسالته إلى الثقة بالكتابات المقدسة، وإلا فسيبقى القلب باردا والعيون مغمضة وكأنها مصابة بأشكال متعددة من العمى. وأوصى قداسته بالإحتفال بهذا اليوم بطريقة تذكر بأهمية إعلان كلمة الله في الليتورجيا، وبتشجيع قراءة الكتاب المقدس في الحياة اليومية.
وشرح البابا فرنسيس أنه لا يمكن الكتاب المقدس أن يكون مجرد إرث للبعض أو مجموعة كتب لأصحاب الإمتيازات. هو ملك للشعب المدعو ليعرف نفسه في تلك الكلمة. إنه الكتاب الذي يوحد المؤمنين ويجعلهم شعبا واحدا. وفي هذا السياق عينه يصر قداسة البابا على عدم التعب من تكريس الوقت للكتابات المقدسة والصلاة من خلالها قائلا: ” عندما نتوقف للتأمل والصلاة في نص مقدس، نكون قادرين على التكلم بواسطة القلب لبلوغ قلوب الأشخاص الذين يصغون، بهدف التعبير عما هو أساسي وعما ينتج ثمرا. ويضيف قداسته “إن أحد كلمة الله يتمتع بقيمة مسكونية، لأن الكتابات المقدسة تدل من يصغون إليها على الطريق الذي يجب اتباعه، للتوصل إلى وحدة أصيلة وراسخة”.

عون

وألقى المطران عون كلمة عن “أحد كلمة الله”: أهميته، غايته، وعيشه”، فقال:

“في 30 أيلول الماضي، أصدر قداسة البابا فرنسيس براءة بابوية عنوانها “فتح أذهانهم” يوجب الاحتفال كنسيا بكلمة الله في الأحد الثالث من الزمن العادي، بحسب الطقس اللاتيني، الموافق هذه السنة 26 كانون الثاني، وأوكل تنظيم الاحتفال به إلى المجلس الحبري للتبشير الجديد. في مار بطرس في روما، أثناء القداس، سيهدي قداسته الكتاب المقدس إلى 40 شخصا، وسيضع على عرش مخصص الكتاب المقدس الذي استعمل في المجمع الفاتيكاني الثاني. فما أهمية إنشاء هذا اليوم الاحتفالي بكلمة الله؟ وما هي الغاية منه؟ وكيف يمكننا عيشه والاحتفال به؟”

وأضاف: “إن تخصيص يوم أحد للاحتفال بشكل مميز بكلمة الله، يقول قداسته، يرتكز على
الاقتناع بأن العلاقة بين المسيح القائم من الموت وجماعة المؤمنين والكتاب المقدس أساسية للغاية بالنسبة الى هويتنا المسيحية. من دون الكتاب المقدس، يبقى جوهر أحداث رسالة يسوع الخلاصية غير مفهوم للمؤمنين، على حد قول القديس إيرونيموس: “من يجهل الكتاب المقدس يجهل المسيح”.

وتابع: “لذلك كان البابا فرنسيس قد طلب في ختام اليوبيل الاستثنائي للرحمة، التعمق في فكرة “تخصيص يوم أحد من السنة الليتورجية لكلمة الله، كي نفهم الغنى الذي لا ينضب، والنابع من هذا الحوار المتواصل الذي يقيمه الله مع شعبه”، والسعي إلى الاحتفال بكلمة الله بشكل يسمح للكنيسة بأن تعيش مجددا عمل القائم من الموت الذي يفتح لنا أيضا كنز كلمته حتى نتمكن من أن نبشر في العالم بهذا الغنى الذي لا ينضب”.

وقال “الغاية من الاحتفال بيوم “أحد كلمة الله” عيش وقت مميز وغني تعي فيه الجماعة المسيحية القيمة الكبيرة التي تحتلها كلمة الله في حياتها اليومية، وتفعيل المبادرات التي تقوم بها الكنائس المحلية لجعل الكتاب المقدس في متناول المؤمنين أكثر فأكثر، مما يساعدهم على التزام كلمة الله والشهادة لها في حياتهم اليومية.

أما اختيار هذا اليوم في الأحد الثالث من الزمن العادي للاحتفال بكلمة الله، والتأمل بها، ونشرها، فيأتي في وقت مناسب في مسيرتنا الكنسية، حيث نصلي في هذا الأسبوع من أجل وحدة المسيحيين. إنها ليست مجرد صدفة زمنية: فالاحتفال بيوم أحد كلمة الله يعبر عن قيمة مسكونية، لأن الكتاب المقدس يقود الذين يصغون إليه نحو الطريق الذي يجب اتباعه من أجل بلوغ وحدة حقيقية ومتينة تتمحور حول المسيح الذي يوحدنا.”

وتابع:” يقول قداسته إن جماعات المؤمنين في الرعايا سيجدون مع رعاتهم طرقا لعيش هذا الأحد كيوم احتفالي ومن ثمار الاحتفال بهذا اليوم هو وعي الكهنة ما للعظة من قيمة خاصة ومميزة للغاية، لأنها تتسم “بطابع شبه أسراري”، الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 142. إن حمل المؤمنين على الدخول بعمق في كلمة الله، عبر لغة بسيطة مناسبة للمستمعين، يسمح للكاهن باكتشاف “جمال الصور التي يستخدمها الرب كي يحض على ممارسة الخير”.

وختم: “ندعو أبناءنا الكهنة إلى إيلاء هذا النهار من الاهتمام ما يلزم كي تظهر أهمية كلمة الله لحياة المؤمنين، والعمل انطلاقا منه على تفعيل راعوية الكتاب المقدس في الرعايا”.

عازار

وألقى الأب عازار مداخلة قال: “سأتوقف في عند 3 أفكار:

– الشهادة للحقيقة: في الكتاب المقدس دعوة الى البحث عن الحقيقة التي من دونها لا يمكن الانسان أن ينمو نموا طبيعيا: جسديا وفكريا وإيمانيا.

– التزام عمل الخير: كل صفحات الكتاب المقدس تنادي بالخير لجميع الناس، وخير الإنسان هو أن يكون دائما مع الله، ومشكلة الإنسان، كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني، هي “معاناته من انقسام في ذاته، ولهذا فحياة البشر كلها تبدو صراعا مأسويا، بين الخير والشر، بين النور والظلمات”. والكتاب المقدس يرشدنا إلى الخير الكبير الذي نستحقه بأعمالنا الطيبة والخيرة، وهذا الخير هو “ان الله نفسه أحبنا وأرسل لنا ابنه كفارة عن خطايانا”.

من هنا تسعى مدارسنا الى تربية الأجيال الطالعة على محبة لبنان الكتاب المقدس وعلى عمل الخير.

– الدعوة الى التأمل بجمال الله: الكتاب المقدس يقربنا من الله لنعكس بحياتنا وأعمالنا جماله. اننا مدعوون الى ان نعيد إلى لبنان الصورة الحلوة التي رسمها عنه الكتاب المقدس.

وأكد “أن قيم الحق والخير والجمال هي شعار مدارسنا الكاثوليكية وستبقى”.

وختم بقول يوحنا فم الذهب: “ان من يقرأ الكتاب المقدس كمن يجد كنزا”، وصورة لبنان في الكتاب المقدس هي بعض هذا الكنز”.

باسوس

وتلاه الدكتور باسوس بمداخلة قال فيها: “الكتاب المقدس ولبنان” يأتي ضمن نشاطات مختلفة قائمة على ترسيخ النص الكتابي في تاريخ لبنان وجغرافيته وحضارته. والمميز بين هذه النشاطات أنه تم الإتفاق بين جمعية الكتاب المقدس وجامعة الروح القدس – الكسليك (USEK) على إصدار نسخة من الكتاب المقدس سميناها “الكتاب المقدس ولبنان”. ويتضمن الاتفاق إجراء مسح عن المواقع الجغرافية اللبنانية، ومواقع التقاليد الدينية في لبنان والعادات والتقاليد والأطعمة اللبنانية والنباتات والحيوانات في لبنان.

“الكتاب المقدس ولبنان” سيحض القراء على مطالعة الكتاب المقدس قراءة رعوية، روحية، علمية، ووطنية وفهم أفضل لسياق العيش اللبناني. سيتم نشر هذا الكتاب في ختام إحتفالات مئوية لبنان باللغة العربية. إلا أن تطلعاتنا تتضمن ترجمة هذه الدراسات ونشر “الكتاب المقدس ولبنان” بلغات الإنتشار اللبناني، تحديدا الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، آملين أن نصل إلى كل شخص في الإنتشار المتحدر من أصول لبنانية ليتعلق اللبناني المغترب أكثر ببلده وأرضه المقدسة”.

أبو كسم

واختتمت الندوة بكلمة الخوري أبو كسم، فقال: “كلمة الله، هي كلمة الحياة، وكلمة الحق، وكم أحوجنا اليوم لنشهد بالحق، على نور الإنجيل. فما نشهده اليوم في وطننا العزيز لبنان، يستوجب منا أن نخاطب شعبنا بصدق وأمانة، وأكثر من ذلك أن نقف إلى جانبه لننادي بكلمة الحق ونبث في قلوبه روح الرجاء في زمن صعب، لكن ممكن أن نتخطاه بالإتكال على القدرة الإلهية، والإرادة الطيبة والكلمة الحرة”.

وختم: “إننا في المركز الكاثوليكي للإعلام نشد على أيدي كل الإعلاميين والوسائل الإعلامية، الذين يواكبون الإنتفاضة الشعبية أو الثورة، معرضين أنفسهم للخطر الشديد، في سبيل نشر ما يجري من أحداث بكل موضوعية وأمانة، وبدل تقدير ما يقومون به، نرى أن هناك بعض الرعاع يعتدون عليهم عن قصد، وأخشى أن تكون هذه الإعتداءات على خلفية مذهبية ومناطقية، وعليه فإننا نستنكر ما حدث بالأمس مع فريق ال “MTV” ونشجبه بشدة، ونطلب من المسؤولين الأمنيين تحمل مسؤولياتهم وملاحقة هؤلاء المعتدين واتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم، فالإعلاميين هم حراس الكلمة الحرة والصادقة التي تستمد قوتها من إعلان الحقيقة، هذه الحقيقة التي ترتكز على كلمة الله.”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *