اسماعيل سكرية مكرمًا من الحركة الثقافية انطلياس: الحق في الصحة حق لكل إنسان كالمياه والشرب والأمن

Views: 451

كرمت الحركة الثقافية – انطلياس، ضمن برنامج تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، في المهرجان اللبناني للكتاب – السنة 39، دورة “مئوية دولة لبنان الكبير”، رئيس الهيئة الوطنية الصحية والاجتماعية النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية.

بداية، تقديم من أديب أبو حبيب ادارت بعده الدكتورة نايلة أبي نادر البرنامج، على مسرح الأخوين رحباني التابع لدير مار الياس في انطلياس، في حضور حشد من أهل المكرم وأصدقائه وزوار معرض الكتاب.

افتتاحا النشيد الوطني، ثم كلمة لأبي نادر نوهت فيها ب”النائب الثائر والطبيب المستنير والمواطن الملتزم، الذي رفض ان يبيع القيم الانسانية من أجل الحصول على مقعد أو موقع موقت في المجلس النيابي، لكنه احتل في المقابل موقعا ثابتا في ضمير اللبنانيين الشرفاء، فرفع راية البحث عن حقيقة ما يجري في كواليس السياسة السوداء، وقدس آلام المرضى ساعيا الى تأمين العلاج الشافي لهم، مهما كان الثمن، ووضع في أولوياته القيم الانسانية الراقية، وسلامة أبناء بلده. وحاول أن يجسد صوت المحرومين، ويسلط الضوء على جراحهم المنسية. حمل هم المواطن المقهور والمهمش. فالسياسة خدمة عنده، والمراكز محطة عابرة في نظره”.

أبو حبيب

وكانت كلمة لأبو حبيب تحدث فيها عن بداية معرفته بسكرية العام 1993 من “خلال اللجنة الموقتة لمجلس إدارة الضمان الاجتماعي، وعملها لمعالجة الخلل المالي الكبير في الضمان واتخاذها سلسلة قرارات مهمة “كتطبيق براءة الذمة وعدم ربط التقديمات العائلية والصحية بالاشتراكات ورفع الاشتراكات في فرعي الضمان الصحي والعائلي، مما أدى الى إعادة التوازن المالي للصندوق”.

ولفت إلى أن سكرية “تعرض للكثير من المضايقات من القوى السياسية والاحتكارات بعد فضحه الصفقات التي تتم على حساب صحة الانسان في الدواء والاستشفاء، أبرزها فضيحة ادوية السرطان ومغارة علي بابا في وزارة الصحة، وكشفه مع عدد من زملائه الاطباء، للامراض السرطانية التي تصيب المواطنين القاطنين على طول مجرى نهر الليطاني، وعمل جاهدا لفصل قضية الصحة والدواء عن المصالح والتجاذبات السياسية”.

سكرية

بدوره، رد سكرية بكلمة حيا فيها الحضور، شاكرا للحركة الثقافية تكريمها، مشددا على أن التكريم “نهج سياسي وطني اجتماعي، يبني دولة قانون وعدالة اجتماعية ومواطنة، مقابل نهج نظام سياسي طائفي أوصل لبنان إلى دولة فاشلة مهترئة متسولة”.

وشدد على أن “النظام السياسي – الطائفي لم يتعاط تجاه الصحة العامة بما تتطلبه من احترام خاص يليق بمعنى الصحة وأهميتها، بل أخضعتها كسائر القطاعات للمفهوم والممارسة الخدماتية والمحاصصة وسياسة الارضاء عند تشكيل أي حكومة، مما حمل المال العام والمؤسسات الضامنة والناس أعباء ثقيلة وأعمال فساد لا تقل عن 50%”. وأكد أن “الحق في الصحة هو حق لكل انسان كالمياه والشرب والأمن وغيرها”.

وعدد المشاكل التي “يعاني منها القطاع كالصفقات والسمسرات والمحاصصات والفساد المحتضن بالسياسة والمحمي بالعصبيات، والكانتونات الصحية الضامنة المتباينة الكلفة والتقديمات، واستقالة وزارة الصحة من دورها الرعائي الوقائي التوعوي، وغياب صمام الأمان الدوائي كما الغذائي والمائي، وفرض تاجر الدواء أسعاره المضاعفة متجاوزا القانون بتواطؤ الإدارة والرعاية السياسية والطائفية، بالإضافة إلى غياب أجهزة الرقابة، واختفاء الأسرة الاستشفائية الخاصة عند العوز وظهورها للقادرين”.

وطرح رؤية وحلولا تعتمد على “تحرير وزارة الصحة من الشباك والقيود السياسية – الطائفية وإعادتها إلى دورها الرعائي – الوقائي – التوعوي، وإصلاح الإدارة في الوزارة وبالتالي ما تراكم من فساد، وتطبيق قانون مزاولة مهنة الصيدلة، وتفعيل المستشفيات الحكومية وتشديد أعمال الرقابة على الفواتير وبخاصة المستشفيات الخاصة، ووضع ضوابط لاستيراد الأجهزة التكنولوجية الطبية واستخدامها، وتعزيز دراسة الطب وتعزيز التمريض، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات الضامنة بقيادة الصندوق الوطني للضمان”.

وطالب شركات الدواء “المتخومة الأرباح” بتمويل البطاقة الصحية أو تأمين أدوية أمراض السرطان من دون انقطاع لمدة 20 سنة”.

وختاما، نوه ب”بعض طب واستشفاء هو الأكثر تقدما في المنطقة، على الرغم من هذا الواقع المرير ومشهده المحبط”، مشددا على أن “انتفاضة 17 تشرين أسست لما يبنى عليه من إمكان تغيير نحو الأفضل”.

ثم تسلم سكرية شعار الحركة وعامية انطلياس وشهادة تقدير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *