قصائد مبللة بالشجن، للوطن للحبيبة… “أوراق مدينة” للشاعر فاضل حاتم

Views: 1213

ميشلين مبارك

للوهلة الأولى، تظن انها أوراق مدينة للحزن، للسلام…ثم ما تلبث ان تتعمق في القراءة لتجد انها انشودة مطر عراقي حزين. تعزف قصائد الشاعر فاضل حاتم من قطرات المطر أناشيد رثاء على شعب يمتزج تعبه بالعار، على شاعر عليه ان يختار بين النور والنار. فاذا به يخرج عن صمته، يعلن حبه جهارا للوطن، لمدينة تلعب دور العشيقة، لعشيقة تكتب أوراق ذكرياته.

بين بيروت وبغداد، يبلل الشجن معظم قصائد ديوان “أوراق مدينة” كما يبلل المطر الوجوه والحجر. في الحقيقة هو شجن جميل يعزف على أوتار الحب والحرب، يأخذ من حفيف الأوراق المتساقطة فوق الرصيف قناديل تنير درب العابرين في مواكب الشعر. ففي قصيدة غريبان نقرأ: 

“كأنّ روحينا حمامتان ضالتان

تخشيان الكلام

كأن الخراب الذي نراه…

نهاية السلام

نهمس بالشّعر

أغاني الجروح… وحزن السفر”.

الى جانب القصائد الطويلة الحجم، التي هي إما قصائد تفعيلة او نثرية، يتخلل الديوان ومضات شعرية او كما اسماها الشاعر جداريات، وهي ملفتة بأسلوبها المكثف والعميق في آن معاً ما يذكرنا بقصيدة الومضة التي ميزت أولى كتب الشاعر حاتم، وهو ما يعرف عند اليابانيين بالهايكو. على سبيل المثال:

“جداريات المدينة

تنوء بثقل الزيف”

وفي الغزل: “راشيل تحرق رسائلي

فيصيبني دخانها

بوجع الكتابة”.

الديوان الثاني عشر للشاعر فاضل حاتم ديوان مناجاة بامتياز واعتراف معلن بالحبّ وإن أتى همساً:

“ليلٌ

وأقداح السكارى

وقهقهات العاهرات

وظلال مركبةٍ وريحُ

البرد يلسع أضلعي

(كوني معي)

همساً ترددها الجراح”.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *