“لبنان الأنبياء والشعراء” لعاطف مرعي… موسوعة مكتبية غنية

Views: 1183

​​​​​​​​ميشلين مبارك

مصدر فرح وجرعة سعاده في هذا الزمن الاسود، أهدى الأستاذ عاطف قيصر مرعي كتابه “لبنان الانبياء والشعراء” الصادر حديثا الى محبيه.

والكاتب هو ابن الشاعر الكبير قيصر مرعي الذي عاش طويلا وكتب كثيرا. فنشأ الابن على حبّ لبنان وعشق الشعر منذ الصغر حتى أصبح همه الاكبر ان يعرّف الجيل الجديد الى ما اختزنته الكتب، من نفيس القول، شعرا في هذا الوطن المقدس. فكان اذا كتاب “لبنان الانبياء والشعراء” الذي نحن بصدده.

بداية، ولدى مطالعة القارئ كلمة المؤلف، يفطن الى الكمّ الهائل بما كُتب عن لبنان شعرا ونثرا ومنذ العهد القديم الى اليوم. أمّا عند الغوص في المحتوى فلا بدّ بأنّ الذهول سيكون جرس اليقظة، والدهشة هي درب القصائد المعبدة بالجمال.

 

في الجزء الاول الذي يتضمن لبنان الرسالة على ما أعلن القديس البابا يوحنا بولس الثاني، ولبنان ملتقى الاديان والحضارات والثقافات على ما عبّر عنه الامام موسى الصدر، إضافة الى ما أورد الشيخ عبدالله العلايلي في كتاباته: “لبنان: قداسة موصولة بقداسة”.

يطالعك الجزء الثاني من موسوعة الاستاذ مرعي بما جاء عن لبنان وأرزه في كتابات الانبياء التالية أسماؤهم: يشوع بن سيراخ، حزقيال، إرميا وهوشع. إضافة الى ما ورد في سفر الاناشيد، والمزامير، والملوك وسفر اخبار الايام الاول والثاني.

يتناول الجزء الثالث لبنان في كتابات شعراء الفصحى وفق التسلسل الزمني مع نبذة عن سيرهم الذاتية بدءا بشعراء الدولة العباسية وصولا الى شعراء النهضة العربية ومن ثم الحداثة. هنا أقطف من الكتاب بيت غزل لشامية لأبي الطيب المتنبي.

“شاميّة طالما خلوتُ بها​​​تبصر في ناظري محيّاها

حيث التقى خدّها وتفاحُ لبنا​​نَ وثغري على حُميّاها”.

لوهلة يظن القارئ أنّ الكاتب مرعي قد نسي شاعرا ما لم يذكر في الكتاب، إلاّ أنّه من المؤكد سينبهر بجواهر القصائد وهو يقرأ المزيد ويطلع اكثر، فيكتشف الغنى في أكثر من مهرجان من مهرجانات الشعر وصولا الى الجزء الرابع من الكتاب مع شعراء اللغة المحكية. وهنا أقتبس من عيون الشعر للشاعر قيصر مرعي ما قاله عن لبنان:

“كلّنا نجنّ من الغيري ​​عا بدر التّم

وانت تغطي وتطيري ​​ونحنا ننسم

ختيرنا يا تعتيري​​​ من كتر الهمّ

وصرنا ناكل ع النيري ​​قراص المعمول”

في الختام، جليّة ومتجلية جهود الكاتب عاطف مرعي على مدى سنوات والتي أثمرت موسوعة مكتبية غنية لاكثر من 160 شاعرًا من العالم العربي غرسوا اسم لبنان شعرا ونثرا فأزهرت اللغة العربية ورودا فواحة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *