الاخوة

Views: 411

خليل الخوري 

تناولنا، في عجالة أمس، جلسة الثقة المنتظر عقدها يوم الثلاثاء الأسبوع المقبل، بعد إقرار حكومة «مواجهة التحديات» بيانها الوزاري أمس بالإجماع.

ولقد تكون المرّة الأولى في تاريخ جلسات الثقة النيابية بالحكومة أن تكون الجلسة مهددة فعلياً في ضوء المعلومات الآتية:

أوّلاً – لقد ربط الثوار أنفسهم بتعهّدٍ واضح: «الجلسة لن تُعقد … لن نسمح بعقدها. انتظروا تروا ماذا اتخذنا من إجراءات لمنع عقدها».

وشطحت إحدى الثائرات بعيداً، وبعيداً جداً عندما التزمت من على شاشة التلفزيون، وبكلام أخطر من خطر، إذ قالت: نازلين عليهم حتى نشرب دمهم! والغريب أن أحداً من الثوار (خصوصاً الذين درجوا على أن يلتقطوا أي همسة، مجرّد همسة، من مسؤولين ووزراء ونواب ليتناولوها) لم يعلّق على هذا الكلام المرفوض، إلاّ إذا كانت مطلقته تعتقد نفسها في العام 1789 زمن «الباستيل» والمقصلة في فرنسا (…) المهم، أمام هذا الربط وهذا التعهد، كيف سيتصرف الثوار لمنع عقد الجلسة؟!

طبعاً الجواب يبقى لهم، وقد لا يفصحون عنه إلاّ يوم عقد الجلسة بالذات.

ثانياً – إنّ السلطة محكومة بحماية وصول النواب الى المجلس، المعارض منهم والموالي. مانح الثقة وحاجبها على حد سواء. فالجيش الذي تعهد حماية الناس وصيانة حقهم في التعبير عن اقتناعاتهم لا يتوقف تعهده، هذا، عند حماية الثوار إنما هو محكوم أيضاً بحماية حق الناس جميعهم في لبنان، النواب وغير النواب، في الوصول الى مجلس النواب، أي بتوفير وتأمين المسالك المؤدية الى ساحة النجمة. ووزير الداخلية لا يمكن أن يقبل بمنع النواب من الوصول الى مجلسهم… وفي الوقت ذاته غير مقبول، تحت أي موجب، منع الثوار من التعبير الحر عن معارضتهم الحكومة. وهذا أول الحقوق وأدنى الواجبات وأضعف الإيمان.

ونود أن نعرب عن خشيتنا من أن تتحول المواجهة، لا سمح الله، الى أكثر من تبادل الشتائم ورمي الحجارة، وفي المقابل استخدام خراطيم مياه سيارات الإطفاء وآليات قوى الأمن، وأيضاً (كما درجت العادة في مواجهات هذه الأيام) استخدام القنابل مسيلة الدموع! ولكننا، أمام الحدّة والتشنج (و…) نخشى جدياً من أن يلجأ بعض المغرضين والمندسين الى تسعير النيران… وربما اللجوء الى إطلاق عيارات نارية إن في اتجاه القوى العسكرية والأمنية أو في اتجاه الثوار، وربما في الاتجاهين معاً، ما يفتح أبواب جهنم على هذا البلد الذي هو، أصلاً، في الوضع المتردي المعروف.

وإننا إذ ندعو الى الحكمة والتعقل فلسنا نطلبهما من طرف واحد، إنما من الطرفين في آنٍ معاً، خصوصاً أن الجانبين  هما طرف واحد في الحقيقة… إنهم جميعاً أبناء هذا الشعب الصابر الصامد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *