مخرجون وأبطال جدد

Views: 100

خليل الخوري 

أدّى الحداد الرسمي على فقيد لبنان الرئيس المغفور له السيد حسين الحسيني إلى رفع الصغط، موقتاً، عن الأطراف السياسية «المزنوقة»  داخل الاستحقاقات الداهمة، ومَنَحَها فسحة من الوقت كي تلتقط الأنفاس خصوصاً وأن أيّاً منها لا يملك مشروعاً، أو سبيلاً يستطيع أن ينطلق منه لإحداث مجرّد خرق بسيط في جدار الأفق المسدود أمام الوضعين الحكومي والرئاسي.

في هذا السياق لا بوادر حلحلة في أزمة انعقاد مجلس الوزراء بعدما «فرمل» حزب الله تغطيته عقد الجلسات، في انتظار ما ستسفر عنه المساعي بين حارة حريك وميرنا الشالوحي بالنسبة إلى مصير تفاهم مار مخايل، حتى إذا اتضحت الصورة يُبنى على الشيء مقتضاه: إما عودة على بدء بين الجانبين وإما فراق بالحسنى. ويعكف كلا الطرفين على بحث «الجدوى السياسية» من الرجوع إلى الاتفاق أو من نفض اليد منه. وفي التقدير أن ثمة أثماناً وموجبات ستترتّب على أيٍّ من النتيجتين، مع العلم أن ملامح العودة أخذت تتقدّم ولو على قاعدة إعادة النظر في «السلوك» الواجب اعتماده إزاء التمسك بالتفاهم المذكور (…).

وفي سياقٍ موازٍ أرجأ الرئيس نبيه بري، بداعي الحداد الرسمي أيضاً، الجلسة الحادية عشرة لانتخاب النواب رئيس الجمهورية، وهي خطوة يأمل اللبنانيون أن تتواصل، مهما طالت المدة، ما دامت الأبواب مقفلة أمام الانتخاب الفعلي، فمسلسل عقد الجلسات الحالي لن تكون له نهاية ما لم يتغير السيناريو الذي يعرف واضعوه ومخرجوه ومنفّذوه أنه ليس أكثر من طبخة بحص لن توصل إلى أي نتيجة. ويبدو أن البحث يُجرى جدياً عن نجوم وأبطال جدد يلعبون أدوار المرشحين الرئاسيين بعدما استنفد البارزون على المسرح طاقاتهم كلها من دون أي نتيجة… ولا نكشف جديداً إذ نزعم أن المطلوب، في هذه اللحظة، التخلي عن غير مرشح كشرطٍ مطلوب بإلحاح شديد من قِبَل غير عاصمة عربية وأجنبية فاعلة في الملعب اللبناني كي ترمي بثقلها، وكذلك تنصح تلك العواصم بعض المرشحين بالمبادرة الذاتية إلى التنحّي، إفساحاً في المجال أمام سواهم من القادرين على فتح كوة في سقفَي مراوحة المرشح المعلَن ومرشح الأوراق البيضاء عند الأرقام التي لا يمكن أيّ منهما أن يتجاوزها.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *