عِيْدُ العُشَّاق!  

Views: 324

مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

عَشِقْتُكِ حَتَّى بَدَّدَ العِشْقُ أَثْقَالِي،          وَبَاتَتْ كَمِثْلِ النَّوْرِ فِي المَرْجِ أَحْوَالِي

وَكُنْتُ إِذَا عَنْ نَاظِرِي غِبْتِ مَرَّةً           أُسَائِلُ وَالآهَاتُ تَجْرَحُ تَسْآلِي

وَإِمَّا بَدَوْتِ انْحَمَّ فِي خَاطِرِي الهَوَى،       وَعَرْبَدَتِ النَّشْوَاتُ تُلْهِبُ أَوْصَالِي،

وَبَاتَتْ قَوَافِي الشِّعْرِ تَرْقُصُ جَذْلَةً،         تُسَابِقُ أَفْكَارِي، وَتَحْمِلُ أَقْوَالِي

رَأَيْتُكِ جِيْدًا أَهْيَفًا، وَرَشَاقَةً،                 وَنَهْدًا شَهِيًّا ذَاقَ عِشْقِي وَإِدْلالِي،

شِفَاهًا كَأَطْبَاقِ الوُرُوْدِ مَتَى انْثَنَتْ          هَمَى العِطْرُ، مِدْرَارًا، بِدَفْقَةِ شَلَّالِ،

فَسُبْحَانَ مَنْ شَكَّ الَّلآلِي بِمَبْسِمٍ،            بِتَحْنَانِ وَلْهَانٍ، وَحُنْكَةِ لَآَّالِ

وَأَفْرَغَ فِي القَدِّ المَشْيِقْ عُذُوْبَةً،              وَمَا بَخِلَتْ يُمْنَاهُ بِالطَّيِّبِ الغَالِي،

لَأَنْتِ دُوَارُ الخَمْرِ، بَلْ نَشْوَةُ الصِّبَا،         وَكَالحُلْمِ يَسْرِي، هَادِئَ الوَقْعِ، فِي بَالِي!

***

لَقَدْ كَانَ لِي فِي العِشْقِ أَمْجَادُ فَارِسٍ،        غَزَا أَرْضَهُ العَذْرَاءَ فِي عَصْفِ تَصْهَالِ،

قَطَفْتُ الدَّوَالِي البِكْرَ، حَتَّى لَكَمْ دَنَتْ         تُسَائِلُ عَنِّي كُلَّمَا طَالَ تَرْحَالِي،

وَكُنْتُ بِدُنْيَا الغِيْدِ أُسْطُوْرَةَ الهَوَى،             وَفِي مَعْبَدِ الأَشْوَاقِ يَرْبُضُ تِمْثَالِي،

فَصِرْتُ بُعَيْدَ العُمْرِ أَنْقَاضَ هَيْكَلٍ            وَتَصْفُرُ أَرْيَاحُ الغُرُوْبِ بِأَطْلالِي

أَنَا مَنْ رَآنِي العِشْقُ يَوْمًا فَقَالَ ذَا             بُنَيَّ الَّذِي أَشْتَاقُهُ، وَلَهُ حَالِي،

كَسَوْتُ لَيَالِي الوَجْدِ أَرْوَعَ بُرْدَةٍ،               وَوَشَّحْتُهَا بِالضَّوْءِ مِنْ غَزْلِ أَنْوَالِي،

تَرَانِي أَدُبُّ اليَوْمَ فِي الدَّرْبِ مُوْهَنًا             وَشَوْقُ الغَوَانِي الغِيْدِ يَرْذُلُ أَسْمَالِي

فَمَالِي بِعِيْدِ العِشْقِ أَشْكُو مَرَارَةً،               يَنُوْءُ جَنَاحِي تَحْتَ وَطْأَةِ أَحْمَالِي

وَبِتُّ وَسَفْحُ العُمْرِ أَصْبَحَ مَلْعَبِي،            وَكَانَ عَلَى القِمَّاتِ يَشْمَخُ عِرْزَالِي!

فَيَا سَاحِرَ الأَلْحَاظِ هَلْ مِنْ هُنَيْهَةٍ            تَعُوْدُ فَنَأْتِي العُشَّ فِي صُقْعِهِ الخَالِي،

نَعُوْدُ بِأَشْوَاقٍ، نَعُوْدُ بِخَمْرَةٍ،                   نَعُوْدُ بِجَمْرٍ لاهِبٍ، وَبِأَغْلالِ،

فَنَحْبِسُ فِيْهِ العُمْرَ حَتَّى فَلَا نَعِي              دَبِيْبَ الثَّوَانِي عِنْدَ بَابٍ بِأَقْفَالِ!

 

 ***

أَنَا إِنْ عَلَى عُمْرِي الكُهُوْلَةُ خَيَّمَتْ،            فَفِي القَلْبِ أَشْوَاقٌ تُدَغْدِغُ آمَالِي،

فَلَيْتَ بِعيْدِ العِشْقِ قُدْرَةَ سَاحِرٍ،                 فَيُحْيِي رَمِيْمَ العِشْقِ فِي كَوْمِ صَلْصَالِي،

وَلَيْتَ لَدَيْهِ، اليَوْمَ، رِفْقًا بِشَاعِرٍ                  بِهِ قَلْبُ وَلْهَانٍ، وَحِكْمَةُ أَجْيَالِ!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *