قصيدة..ديوان وتعليق
سمر الخوري
أعود إليك
ها أنا ذا أعود إليك بعد غياب
وقلبي عالم بما يضمر قلبك من عتاب
أغيب عنك أنساك جاحدة
ولا أذكرك إلا في وقت الصعاب
مارلين وديع سعاده: أبعد من حدود الوجود
لقاء وارتقاء
أبعد من حدود الوجود…
الوجود…فكرة خيال، حلم محال، وافتراض آل.
في غمرة البحث عن الذات، خارج إطار اللذات، تطل علينا كاتبة العنفوان، الأديبة مارلين سعاده، بكتاب جديد،في عالم صديد، شعاره أفعوان في بيدر من لآل.
ماذا وراء الوجود؟ أيكون للوجود حدود كي تذهب الكاتبة أبعد منها؟ أيكون سفرها خارج المجال؟
ويكبر السؤال.
أبعد التفضيل سيدة العنوان. وكل بعد يطويه ألف احتمال.
الوجود وجودان: وجود بالقوة ووجود بالفعل. هكذا يقول الفلاسفة والعلماء.
وأبعد من هذين الوجودين لا شيء الا الماء والعماء.
وبين الماء والعماء صراع تسيل فيه دماء.
أبعد من الوجود الكتابة، لحظات كآبة، واستلاب نور يبحث عن انتماء.
أبعد من الوجود حلم مستحيل. والحلم في بوتقة الأيام رحيل. رحيل إلى عالم بلا أسماء.
حدود الوجود العدم، في بيدر الندم، في خمرة الألم، في واقع بلا احتماء.
ماذا يكشف العنوان؟
يكشف العنوان أن الحقيقة والخيال صنوان. وليس بينهما في عالم الشوق والتوق حدود، أو سدود.
أبعد من حدود الحفيد آباء وجدود.
عوالم المستحيل غلالات عمر صفيق، ليس لنا فيها شقيق. أليس الخل كالغول والفينيق؟
وتبحث عنا الحدود.
أبعد من حدود الوجود عودة، بعد غربة. غربة في موطن من ضلال.
موطن الغربة منفى، واعتقال.
وإذا عودة الشاعرة هي عودة الابن الضال.
“أعود إليك”، إلى حضن الآب، عودة استغفار. عودة من القفار، إلى الجنة القديمة، بعد رحلة أليمة، في بحار من جمار.
هي حواء تعود من معصية القرون. تائبة تعود، بلا آدم، وحيدة في دمعها الحرون. هل تستطيع اللحاق بالقطار؟
ثنائية الحضور والغياب تظهر من جديد، في عالم اللاحدود، في عمرها المحدود. تبحث عن الرجاء، خارج الأرجاء، في حضن أب حنون، تبحث عن منار.
ثنائية الأنا والأنت تكشف عمق الصداقة بينها وبين الله. من هو؟ لا أحد سواه، يمشي باتجاهه قلبها، حبها، على صفحات المياه.
أبعد من حدود الوجود سيد العهود، إله.
أعود إليك، بعد غيبة، تعودين، بفرح الدموع، فراشة حول الشموع، والحب بين الضلوع، وفي زغردات القلب، لا الشفاه.
صديقتي مارلين، مبارك ديوان عمرك الجديد، أبعد من حدود الوجود. مبارك لحن قلبك الشريد، وقد وجد مأواه.
يا سيدة الأمل، في فيض قولك والعمل، فعل رجاء. ترحلين إلى أبعد من حدود الوجود، تدمرين كل السدود، ولكنك تعودين. وفي عودتك ارتقاء، ووعد شفاء.
أبعد من حدود الوجود عودة سعيدة و…لقاء.
