“بطريرك الشركة”

Views: 592

خليل الخوري 

هل يجوز أن تبقى الأطيان الواسعة من الأرض، بوراً، في وقت تدق الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية الأبواب كلها فتدخل البيوت بقوة، ويرافقها الجوع الذي تحدثت عنه المؤسسات الأممية وأنذرتنا بأن نحو نصف شعبنا بات فقيراً وأن 10% من هذا الشعب في حال من الفقر المدقع؟!

نطرح السؤال أعلاه وفي الخاطر أملاك الأوقاف، من مختلف الطوائف، التي يمكن الاستفادة منها في الزراعات سريعة الإنتاج فيجري توفيرها للناس بأسعار الكلفة أو ربما بربح محدود، لأن الغاية ليست تحقيق المكاسب المالية إنما إنقاذ الناس بانتشالهم من أشداق الجوع وخصوصاً من أشداق مستغلي المآسي لزيادة أرباحهم، مهما كانت الوسائل قذرة وغير أخلاقية.

وبالنسبة الى عقارات الأوقاف المسيحية (مارونية وغيرها) خصوصاً تلك العائدة الى البطريركية والرهبانيات المارونية، فهي شاسعة وبملايين الأمتار في معظم المناطق اللبنانية.

بدايةً نود أن نؤكد أننا نعتبر وجود هذه الأملاك في عهدة المرجعية الروحية والرهبانية إنما هو عنصر حماية لها، ما أدى الى حفظها على مر الأجيال من أن يهيمن عليها المتمولون والمستثمرون.

ثم نشير الى أن حديثنا هذا لا يعني، ولا في أي شكل من الأشكال أنه يجب إجراء أي تعديل على الملكية… لا، على الإطلاق… وتحت أي ذريعة. خصوصاً أملاك الأوقاف التي  وقفها الأجداد الأولون الى حيث دفعهم إيمانهم، ودفعتهم نياتهم… وبالتالي فهي (حيث هي) أمانة للحفاظ عليها.

ولكن، من ثم، فإن الإبقاء على المساحات الشاسعة من الأراضي «مجمدة» من دون أي إنتاج هو ما نسمح لنفسنا أن نسميه بالخطأ… خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة من الأزمة التي ضربت نظام عيش الناس في صميمه، فتضاعفت أعداد الفقراء، وتضاعفت أعداد المستعدين للهجرة، وتضاعفت أعداد الذين انتابهم اليأس، ولا نريد أن نقول أيضاً: الكفر الذي يستبد بالكثيرين منهم.

هل ندعو الى عمل عشوائي؟! أبداًَ! فقط ندعو الى مشروع منظم، تموله جهات موثوقة، معروفة من قبل نيافة الكاردينال غبطة أبينا البطريرك بشارة الراعي، الذي هو موضع ثقة وتقدير واحترام.

كيف يكون ذلك، لسنا نملك الأجوبة، كوننا بعيدين عن هذا المجال، ولكننا نعرف أن هناك احتمالات عديدة، ربما تنطلق من الاستفادة من تلك الأطيان الشاسعة (وبعضها على الأقل) في استثمارات، سريعة الجدوى الاقتصادية، تخفف من الأعباء وتفتح كوة نور في النفق الاجتماعي الدامس.

يرددون أن أحد أسلافك يا صاحب الغبطة باع صليبه ليطعم جائعين. ونحن نعرف، بثقة، أنه لو كان  بيع الصليب «يحلها» لكنت فعلتها من زمان…

إلا أن مشروعاً مدروساً ومتماسكاً من شأنه أن يحلها ويحلّ أباها… فتكون تلك الأزمات مدخلاً الى عمل تعاضدي رائد تحت رعاية وقيادة «بطريرك الشركة».

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *