“جبخانة” رئيس البلدية

Views: 277

خليل الخوري 

تبيّن أن جبخانة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي خزّنها رئيس بلدية القرقف العكارية لم تكن لها غاية سوى تعزيز قوته وفرض نفوذه على أبناء بلدته ولاسيما أبناء عمومه من آل رفاعي الذين كان قد بلغ الصراع بينه وبينهم حدود الاشتباك المسلح، قبل أن يتصاعد الى الخطف والقتل ودفن النسيب، رجل الدين المختَطَف، تحت سابع أرض. وهي ظاهرة لافتة في سوء استخدام الموقع من أجل تحقيق المكاسب على أنواعها. وهو ما يتناقض مبدئياً وقانونياً مع الدور الإنمائي والاجتماعي والإنساني المنوط بالبلديات رئيساً وأعضاءً في المجلس البلدي.

وهذا كلّه، على أهميته القصوى، لا يلغي نجاعة ونجاح الدور الأمني البارز الذي أدّته الاجهزة الأمنية، خصوصاً شعبة المعلومات ومخابرات الجيش، في قطع الطريق على فتنة كبرى كانت قيد التنفيذ، بمخطط خبيث، بيّنت اعترافات رئيس البلدية انه «اشتغل» عليه بعناية ودأب وتصميم لتحريك الفتنة التي كانت على بعد خطوتين أو أدنى من أن تنفجر، فلا تبقى محصورة في منطقة من دون سواها، خصوصاً أن الأرضية كانت، ولا تزال، من أسف شديد، جاهزة لتلبية رغبات الذين يضمرون الشر لهذا البلد الذي تتراكم فيه الأزمات وتتدافع نحو تفجير من دون ضوابط، فيما القوم في عجز (وبالتأكيد في عدم رغبة) عن سدّ الفراغات والشغور ليس فقط في رئاسة الجمهورية، بل أيضاً في السلطة التنفيذية وفي المواقع العديدة في الأجهزة الأمنية والعسكرية والإدارية.

وما يثير العجب العجاب أن هذه المخاوف كلها لم تحرّك ساكناً لدى «الجماعة السياسية» التي تتعاطى مع الاستحقاقات الداهمة وكأنّ في الوقت متسعاً للمزيد من المراوغة والثعلبة ورمي المسؤولية الشخصية على الآخرين. فعلا إنه زمن الرداءة والرِدة

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *